الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد

الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد

20 مايو 2015
الفشل كان مصير مؤتمر القاهرة السابق (فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من عدم عقد مؤتمر "القاهرة 2" حتى الآن، إلا أنّ مؤتمر القاهرة الأول ومؤتمري موسكو الأول والثاني لم تكن لها نتائج مجدية. وأعلنت أطراف مشاركة عدة عن فشلها بعد أن اعتمدت روسيا ومصر على أطراف معارضة لا تملك ثقلاً حقيقياً أو اعترافاً دولياً. وهو الأسلوب نفسه الذي ينتهجه مؤتمر القاهرة الثاني، مما يرجح أن يلاقي المصير نفسه.

وفيما يتوقع أن يعقد مؤتمر "القاهرة 2"، الذي يضم عدداً من أطراف المعارضة السورية نهاية مايو/أيار الحالي، بمشاركة نحو 200 شخصية من مختلف أطياف المعارضة، باستثناء الإخوان المسلمين، صرح مصدر في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" عن قرب انعقاد مؤتمر آخر امتداداً لموسكو 1 وموسكو 2، ولكن هذه المرة سيقام في مدينة أخرى، من المرجح أن يكون في الأستانا في كازاخستان.

ويرى أحد المعارضين السوريين، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "عقد مؤتمرات عدة للمعارضة السورية من جهات دولية تميل للنظام السوري وتنتهج الأسلوب نفسه، محاولة للالتفاف على بيان جنيف وإعادة تأهيل رأس النظام وقبوله ضمن مرحلة انتقالية"، مشيراً إلى أن مصر باتت تميل لجهة النظام وأصبحت بعيدة عن الثورة السورية، إذ إنها تتعامل مع الوضع في سورية ضمن مقاربة متعلقة بسياستها الداخلية. ويلفت المعارض السوري إلى أن "مؤتمر القاهرة 2 لن تكون نتائجه بعيدة عن نتائج القاهرة الأول وموسكو، بالإضافة إلى مشاورات جنيف التي يجريها المبعوث الدولي إلى سورية  ستيفان دي ميستورا".

اقرأ أيضاً: مشاورات جنيف السورية إلى الفشل

وكان عضو اللجنة التحضيرية في مؤتمر "القاهرة 2"، قاسم الخطيب، قد أوضح لوكالة "الأناضول" أن المؤتمر سيبحث وثيقة سياسية تحدد ملامح خريطة الطريق لمستقبل سورية، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة التي لم يذكر تفاصيل عن إعدادها لا تتضمن الإبقاء على الرئيس السوري في مستقبل البلاد. وأشار إلى أن الوثيقة "ترتكز على مبادئ بيان جنيف، وتبحث التفاوض مع نظام بشار الأسد، على أساس تسليم الحكم لحكومة انتقالية مشتركة ما بين المعارضة والنظام، للحفاظ على كيان الدولة". ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو الحفاظ على مؤسسات الدولة وليس النظام، معتبراً أن "هدم كل ما له علاقة بالماضي سيؤدي إلى انجرار سورية إلى مشهد من الفوضى المستمرة".

إلا أن مصدراً، آخر، في المعارضة السورية، رفض الإفصاح عن اسمه، شكك في نيات مؤتمر القاهرة، مرتكزاً على الضغوط المصرية تجاه عدم مشاركة الائتلاف في القمة العربية الماضية وإعادة تمثيل النظام السوري خلال القمة. ولفت إلى أن "النظام المصري انقلب على الثورة المصرية، وهذا ما يجعله أقرب إلى النظام السوري من الثورة السورية".

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قرر عدم المشاركة في مؤتمر "القاهرة 2"، نتيجة دعوة مصر شخصيات وليس ممثلي أحزاب، بالإضافة إلى مساواة الائتلاف بالأطراف المعارضة كافة، ورفض دعوة جماعة الإخوان المسلمين في سورية. وهذا ما رفضه الائتلاف باعتباره معترفاً به من 114 دولة كممثل شرعي وحيد ومحاور عن الشعب السوري. 

كما انتقد نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، مؤتمر القاهرة، لافتاً إلى أن استبعاد أي من مكونات المعارضة غير مقبول من وجهة نظر الائتلاف، داعياً أطراف المعارضة إلى عدم التنازل عن ثوابت الثورة السورية ورصّ الصفوف من أجل إسقاط النظام.

ويأتي رفض الائتلاف المشاركة في مؤتمر "القاهرة 2" فضلاً عن تخفيض نسبة مشاركته في مشاورات جنيف الثنائية، تعويلاً على مؤتمر الرياض السوري الذي دعا إليه مجلس التعاون الخليجي، والذي لاقى ترحيباً من الائتلاف على الفور. وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ"العربي الجديد" أن مؤتمر الرياض سيضم ممثلين عن طوائف المجتمع السوري، والأحزاب السياسية والفصائل العسكرية والمنظمات الإغاثية والحقوقية كافة. وأشارت المصادر إلى أن المؤتمر يدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، تقود المرحلة الانتقالية في سورية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصة طائفية وحزبية.

 وأوضحت المصادر، أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصة الطائفية، هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف في لبنان.

اقرأ أيضاً: الفصائل السورية المسلحة تتقدم خطوة على طريق "التنسيق المشترك"