"واشنطن بوست": يد صدام حسين الخفية تحرك "داعش"

"واشنطن بوست": يد صدام حسين الخفية تحرك "داعش"

06 ابريل 2015
أغلب قادة "داعش" ضباط سابقون في نظام صدام (أ.ف.ب)
+ الخط -
كشفت شهادات حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" أن ضباطاً سابقين وأمنيين في نظام صدام حسين يحركون في الخفاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك بحسب تصريحات لمنشقين عن التنظيم لفائدة الصحيفة الأميركية.

وتكشف شهادات هؤلاء المنشقين عن التنظيم المتطرف الذين سبق لهم إمضاء بعض الوقت داخل الأرجاء التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، عن الدور النافذ الذي يلعبه أعضاء سابقون من الجيش العراقي، كانوا ينتمون كذلك إلى حزب البعث الذي تم حله. وفي هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أن ذلك تم رغم كون تنظيم "داعش" أصبحت صورته مرتبطة بالمقاتلين الأجانب المتعطشين للدماء ومقاطع الفيديو الوحشية التي يبثها التنظيم.

ورغم توافد آلاف الأجانب للقتال في صفوف التنظيم، توضح الصحيفة، فإن الأغلبية الساحقة من قادة الدولة الإسلامية وأمراء التنظيم هم ضباط عراقيون سابقون، بما في ذلك الأفراد المحسوبون على اللجان العسكرية والأمنية التي كانت تشتغل في الظل.

"واشنطن بوست" أكدت كذلك أن هؤلاء سخّروا خبرتهم العسكرية لخدمة التنظيم، وكذلك لبعض الأجندات الخاصة بحزب البعث، وقاموا كذلك باستغلال شبكات التهريب التي تم تطويرها لتفادي الحصار الذي فرض على العراق في التسعينيات من القرن الماضي، وهو ما يسهل في الوقت الراهن على "داعش" بيع النفط خارج العراق.


نفس الوضع تقريباً يسري كذلك في سورية، إذ أوضحت الصحيفة أن "الأمراء" المحليين يأتمرون بتوجيهات وكلاء يحملون الجنسية العراقية، هم من يتخذ القرارات الحقيقية.

ووفقاً لشهادة منشق عن التنظيم يدعى أبو حمزة (اسم مستعار) فر إلى تركيا الصيف الماضي فإن: "جميع صناع القرار هم عراقيون، والجزء الأكبر منهم ضباط سابقون في الجيش العراقي. الضباط العراقيون هم من يتولى إعطاء الأوامر، وهم من يضع التكتيكات وخطط المعارك". أبو حمزة تابع قائلاً: "العراقيون لا يشاركون في المعارك. إنهم يقومون بوضع المقاتلين الأجانب في الجبهات الأمامية".

كذلك أبرزت الصحيفة أن الضباط العراقيين السابقين وجدوا ضالتهم وأصبحوا عنصراً مهماً داخل الدولة الإسلامية في العراق والشام التي نصّبت نفسها بنفسها خلافة إسلامية، تحت قيادة أبو بكر البغدادي، مشددة على أن هؤلاء كانوا عناصر فعالة ضمنت عودة التنظيم إلى الوجود بعد الهزائم التي تلقاها مقاتلوه على يد القوات العسكرية الأميركية التي عادت من جديد إلى العراق لتحارب نفس الأشخاص الذين حاربتهم في مناسبتين من قبل، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضاً: "داعش" يضغط باتجاه السيطرة على مركز الأنبار