التعذيب الوحشي في سجون العراق لم يتوقف بعد العبادي

التعذيب الوحشي في سجون العراق لم يتوقف بعد العبادي

28 ابريل 2015
تعذيب وحشي وإعدامات في سجون العراق (getty)
+ الخط -
كشف مركز بغداد لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، عن نقل تسعة سجناء من سجن الرصافة في بغداد إلى أحد المستشفيات من جراء التعذيب الشديد الذي تعرضوا له.

وقال المركز في بيان إن "تسعة معتقلين في سجن الرصافة الواقع داخل مجموعة سجون الرصافة، قرب ملعب الشعب الدولي في بغداد، تم نقلهم إلى المستشفى بعد تعرضهم للتعذيب الشديد على يد مدير السجن وضابط الخفر والقوات الأمنية الموجودة في السجن".

وأضاف البيان "أصيب المعتقلون بجروح بالغة جراء الضرب الشديد على مناطق الرأس والبطن والوجه واليدين والرجلين والظهر، بالعصي والمقابض الحديدية والبلاستيكية وأعقاب البنادق، ما سبب لهم نزفاً حاداً وإصابات بالغة في مختلف مناطق الجسم حتى أغمي عليهم جميعاً من شدة الضرب، وعلى إثرها تم نقلهم إلى المستشفى".

وأكد مصدر طبي من دائرة الإصلاح العراقية نقل تسعة معتقلين من سجن الرصافة إلى المستشفى الداخلي في مجمع الرصافات وهم في غيبوبة تامة، وتبدو عليهم "آثار الضرب واضحة في مناطق الرأس والظهر والرجلين واليدين والوجه".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن منتسبي سجن الرصافة الذين قاموا بنقل المعتقلين إلى المستشفى الداخلي أخبروهم بأن هؤلاء المعتقلين التسعة عادوا اليوم من محكمة الجنايات المركزية، وقد أصدرت المحكمة بحقهم أحكاماً بالإعدام، فاستقبلهم مدير السجن وضابط الخفر ومسؤول الشؤون الداخلية ومجموعة كبيرة من قوة الطوارئ والمنتسبين في السجن بالعصي والمقابض الحديدية والبلاستيكية والسلاسل الحديدية وأعقاب البنادق حتى أغمي عليهم جميعا وبدؤوا ينزفون من كل مكان في أجسامهم".

وشهدت السنوات الماضية خلال الحكومتين السابقتين انتشار ظاهرة تعذيب السجناء في المعتقلات العراقية بشكل مخيف دفع الكثير من المنظمات الإنسانية المحلية والعربية والدولية إلى المطالبة بالكشف عن حقيقة ما يجري في السجون العراقية بحسب المراقبين.

وقال المحامي مشتاق الدليمي إن "قضية تعذيب السجناء أخذت بعداً خطيراً خلال الحكومتين السابقتين وما زالت مستمرة حتى اللحظة".

وأوضح الدليمي أن "التعذيب أودى بحياة أكثر من 400 معتقل، تكتمت الحكومة على قضاياهم وأغلقت ملفاتهم، وأضاف "هناك مئات آخرون لم نتمكن من توثيق حالاتهم نظراً للتكتم والتستر الشديد من قبل الحكومة".

اقرأ أيضا: العراق: اتفاق لـ"تبييض" سجون المالكي

ويوضح الدليمي لـ"العربي الجديد" أن ضباط الشرطة والجيش والقوات الأمنية الأخرى والسجانون يستخدمون مختلف وسائل التعذيب البشعة، كتكسير الأطراف وقلع أظافر الأرجل والأيدي بالكماشات الحديدية الخاصة بقلع المسامير، والضرب على الرأس بمقابض حديدية والصعق بتيار كهربائي عالي الشدة والضرب على المناطق الحساسة، وتكسير الأسنان والأضلاع والحرق بالمواد الحامضية وأعقاب السجائر وغيرها من الوسائل المثيرة للاشمئزاز".

لكن منظمات إنسانية أخرى وثقت الآلاف من حالات التعذيب في السجون العراقية وتحدثت في إحصاءات نشرتها، تكشف أن المئات من المعتقلين توفوا تحت التعذيب، وآخرين تم قتلهم بشكل جماعي من قبل عناصر الجيش والمليشيات داخل السجون.

ويشير صابر عبد الفتاح رئيس مركز (كَشْف) الإنساني إلى أن "الحكومة تتستر على التعذيب داخل السجون العراقية وتغلق الباب أمام الصحافة، لكننا تمكنّا من توثيق حالات وفاة لمعتقلين وقعت في عدد من السجون، منها وفاة 97 معتقلا في سجن الكاظمية، توفوا من جراء التعذيب الشديد خلال الأشهر القليلة الماضية".

ويوضح عبد الفتاح لـ"العربي الجديد" أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد المعتقلين المتوفين من جراء التعذيب نتيجة تستر الحكومة على هذه الجرائم، غير أن المئات من المعتقلين في سجون جرف الصخر وديالى وتلعفر تم قتلهم من قبل القوات العراقية والمليشيات المرافقة لها مع انسحابها من تلك المناطق إثر معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية"داعش".

اقرأ أيضا: "حقوق الإنسان" العراقية: أحكام بإعدام 720 مداناً

دلالات

المساهمون