النظام السوري يضرب الريف الجنوبي لإدلب لتأمين الساحل

النظام السوري يضرب الريف الجنوبي لإدلب لتأمين الساحل

21 ابريل 2015
أثار قصف قوات النظام على إدلب (فراس تقي/الأناضول)
+ الخط -
استمرت قوات النظام السوري، في الأيام الأخيرة، بعمليات الاقتحام والقصف ضد نقاط تمركز قوات المعارضة في ريف إدلب الجنوبي والغربي، والتي ترمي في مجملها إلى توسيع مناطق سيطرتها في محيط خط إمدادها الوحيد الذي يصل مناطق سيطرتها في الساحل السوري بمدينة أريحا وجبل الأربعين ومعسكر المسطومة الواقعة جميعاً إلى الجنوب من مدينة إدلب التي فقدت السيطرة عليها لصالح قوات المعارضة السورية المسلحة مطلع الشهر الحالي.

كما تحاول قوات النظام السوري بشكل متزامن زيادة الضغط على قوات المعارضة في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي والتي تقع على تماس مباشر بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، حيث يمر خط إمداد قوات النظام إلى مناطق سيطرتها جنوب إدلب، وذلك لتشتيت قوات المعارضة التي سعت في الأيام الماضية في أكثر من مرة إلى مهاجمة خط إمداد قوات النظام بهدف السيطرة عليه أو إيقاف عمله على الأقل. 

اقرأ أيضاً (سورية: المعارضة تتصدّى للنظام في ريف إدلب)

انسحابات للمعارضة
يوضح الناشط يمان الحسن لـ"العربي الجديد" أن قوات "المعارضة السورية اضطرت إلى الانسحاب من بلدة المقبلة الواقعة إلى الشمال من معسكر المسطومة بعد عمليات قصف عنيف شنتها قوات النظام على نقاط تمركز قوات المعارضة في القرية، ما أجبر الأخيرة على الانسحاب منها بعد يومين فقط من سيطرتها عليها". ويؤكد الحسن أن "قصف قوات النظام خلّف خمسة قتلى على الأقل في صفوف قوات المعارضة التي تراجعت لتتمركز في بلدة فيلون الواقعة إلى الشمال الغربي من بلدة المقبلة".

وبعد انسحاب قوات المعارضة من بلدة المقبلة، باتت تسيطر على بلدتين فقط إلى الجنوب من مدينة إدلب هما فيلون وبكفالون، لتصبح قوات النظام السوري على بعد نحو ثمانية كيلومترات من مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية بالكامل.
وحاولت قوات النظام السوري، أمس الاثنين، التقدم نحو بلدة المشرفة التي تقع على تلة مرتفعة تمنحها اشرافاً على طريق إمداد قوات النظام الممتد من مدينة جشر الشغور إلى مدينة أريحا ومعسكر المسطومة، إلا أن قوات المعارضة تمكنت من صد محاولات قوات النظام الرامية للسيطرة على البلدة الاستراتيجية، لتواصل قوات المعارضة تمتعها بأفضلية استهداف أرتال قوات النظام التي تنتقل بشكل يومي نحو معسكر المسطومة حاملةً الامدادات العسكرية والطبية. في المقابل، تواصل قوات النظام السوري المتمركزة على حاجزي القياسات والحرش، السيطرة على قرية كفرشلايا وبلدة الرامي في جبل الزاوية المشرفتين أيضاً على طريق إمداد قوات النظام والتين تتمركز بهما قوات المعارضة التي تستهدف الطريق.

اقرأ أيضاً (السوريون.. أهداف للقنابل العنقوديّة والقذائف غير المنفجرة)

استماتة النظام وتلازم الجبهات
في السياق، واصلت طائرات قوات النظام السوري قصفها على مختلف مدن وبلدات ريف إدلب، وخصوصاً البلدات القريبة من نقاط الاشتباك في محيط معسكر المسطومة الواقع إلى الجنوب من مدينة إدلب، كبلدات فيلون وبكفالون وكورين وكفرنجد وعين شيب التي تتمركز بها قوات المعارضة التي تقاتل قوات النظام السوري في محيط معسكر المسطومة.

وتهدف قوات النظام السوري من ذلك إلى توسيع نطاق سيطرتها في محيط خط إمدادها الأخير الذي يصل مناطق سيطرتها جنوب إدلب في الساحل السوري، كما أنها تسعى إلى استنزاف قوات المعارضة السورية في المنطقة بحيث تصبح غير قادرة على صد هجوم قوات النظام الرامي لاستعادة مدينة إدلب.

هناك، في الساحل، قامت قوات النظام في الأيام الأخيرة بالاشتباك مع قوات المعارضة على محاور نبع المر وجبل الزاهية ومحمية الفرنلق في منطقة جبل التركمان في ريف مدينة اللاذقية الشمالي بالتزامن مع قصف قوات النظام المتمركزة في مرصد الـ45 الواقع إلى الجنوب من مدينة كسب التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وذلك بهدف إشغال كتائب أنصار الشام ومختلف كتائب المعارضة الأخرى التي تقاتل قوات النظام السوري في منطقة ريف جسر الشغور التي باتت تتمتع بأهمية استراتيجية عالية في الأيام الأخيرة بحكم مرور خط إمداد قوات النظام منها.

ثبات المعارضة
وتمكنت قوات المعارضة على الرغم من ذلك من صد هجوم قوات النظام في منطقة جبال التركمان لتؤكد على ثباتها الميداني المستمر في ظل محاولات قوات النظام المتواصلة لتسجيل خرق في خطوط الاشتباك الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي غرباً حتى المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة إدلب شرقاً. ورغم كل ما سبق، لم تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم ملموس على طول خطوط التماس بينها وبين قوات المعارضة التي تضغط من الجهتين الجنوبية والشمالية على خط امداد قوات النظام الممتد من مدينة جسر الشغور في أقصى ريف إدلب الغربي ومعسكر المسطومة الواقع إلى الجنوب من مدينة إدلب.

وأبدت قوات المعارضة السورية خلال الأيام الماضية التي شهدت معارك عنيفة على خطوط الاشتباك درجة عالية من التماسك والتنسيق العالي، بعكس العادة، وهو ما سمح لها بالصمود إلى اليوم على خطوطها الدفاعية، على الرغم من القصف العنيف اليومي الذي تشنه قوات النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب. ويزيد ذلك من صعوبة استعادة قوات النظام السيطرة على مدينة إدلب على الرغم من حشدها لقوات كبيرة في معسكر المسطومة، أكبر المعسكرات التي تسيطر عليها قوات النظام، على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة إدلب، وعلى الرغم من حيازة قوات النظام للسيطرة على معسكري القرميد والطلائع المجاورين لمعسكر المسطومة وحيازتها لعشرات الحواجز العسكرية في منطقة جبل الأربعين وفي محيط مدينة أريحا وعلى طول طريق أريحا جسر الشغور.