الحوار الليبي يستكمل اليوم بالمغرب: الأمن ورئاسة الحكومة والدستور

الحوار الليبي يستكمل اليوم بالمغرب: الأمن ورئاسة الحكومة والدستور

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
06 مارس 2015
+ الخط -

 

يستكمل الحوار الليبي، بين ممثلين عن برلماني طرابلس وطبرق، اليوم الجمعة، في منطقة الصخيرات قرب العاصمة المغربية، الرباط، للتوصل إلى اتفاق حول شخصية تقود حكومة وحدة وطنية، فضلاً عن قضايا الأمن وصياغة الدستور، بعد يوم واحد، على جلسة لمجلس الأمن الدولي تقرر فيها تمديد مهام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حتى نهاية الشهر الحالي.

ويحضر الحوار، الذي بدأ أمس، برعاية الأمم المتحدة دبلوماسيون أوروبيون، وسفير تركيا لدى ليبيا.

وأوضح رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، أن اللقاء يعقد في أجواء "إيجابية وبناءة"، مشيراً إلى أن كلا الطرفين "واع تماماً للطابع الملح للوضع"..

وقال نائب رئيس البعثة، سمير غطاس، لوكالة (فرانس برس) إن "الحوار سيتناول ثلاث نقاط، أولها الجانب الأمني بغرض التوقف عن الاقتتال، وهو أمر إن تم الاتفاق عليه سيهيئ الوضع للتوافق حول الشخصية التي ستقود حكومة الوحدة الوطنية، إضافة إلى نوابه وأعضاء الحكومة، ثم سيهيئ الأجواء من أجل التشاور حول صياغة الدستور".

وتشارك في الحوار، المتوقع تواصله إلى يوم غد، "بعثات دبلوماسية بصفة مراقب، بينها فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، فضلاً عن سفيرة الاتحاد الأوروبي"، وفق ما أكد السفير الألماني لدى ليبيا، كريستيان موش، موضحاً أن "الحل لا يتمثل في تزويد الحكومة الليبية بمزيد من الأسلحة لأن هناك ما يكفي منها على الأرض ولن تحل المشكلة".

وكانت الحكومة الليبية في طبرق، قد طلبت، من لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء الفائت، "استثناءات على حظر الأسلحة المفروض عليها والسماح لها بتعزيز قدراتها الجوية، لمواجهة الإرهابيين وحماية الحقول والمنشآت النفطية وثروات البلاد".

ولفت موش إلى أن "بعض الدول التي تدعم طرفاً على حساب الآخر، إنما تعقد الأمور، وذلك ليس في صالحها أو صالح الليبيين".

وتجري حوارات موازية بين المليشيات المسلحة، وأخرى بين زعماء القبائل، وأخرى بين البلديات، كي يتوافق الجميع على حل سياسي، بحسب ما أكد كل من غطاس وموش.

وفي السياق ذاته، أشار البرلماني الليبي السابق، والمشارك في الحوار، فتحي بشارة، إلى "وجود قوى خارج ليبيا وداخلها تسعى بكل جهدها لإفشال الحوار القائم في المغرب ولم تدخر جهداً لفعل ذلك، لكن نحن مصممون لنعمل بكل جهودنا لإنجاح المشاورات وإنقاذ ليبيا والخروج بحكومة وحدة وطنية".

من جهته، قال عضو المجلس الانتقالي السابق، مرسي الكواني، إن"هذا اللقاء مفصلي وجميع الأطراف التي لم تشارك في جنيف حاضرة. الجميع هذه المرة يبدي جدية للتوصل إلى حل نهائي وجذري"، وعبر عن أمله أن "تكون الصخيرات بالنسبة لليبيين، كما الطائف بالنسبة للبنانيين"، مضيفاً "نحن قادرون على وقف الاقتتال في الجبهات".

يذكر أن الحوار الليبي، بدأ في كانون الثاني/يناير في مدينة جنيف السويسرية برعاية الأمم المتحدة، قبل أن ينتقل إلى داخل ليبيا، تحديداً مدينة غدامس، في جلسة واحدة الشهر الماضي.


تمديد مهمة البعثة الدولية

وتتزامن جولة الحوار تلك، مع إصدار مجلس الأمن الدولي، قراراً حول ليبيا، أمس الخميس، مدد بموجبه، العمل بتدابير حظر التجارة غير المشروعة في النفط الليبي الخام، إضافة إلى تمديده مهمام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حتى نهاية الشهر الحالي.

وجاء في نصر القرار، الذي قدمته بريطانيا وإيرلندا الشمالية، أن المجلس يرى أن "الحالة في ليبيا لا تزال تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين، ويتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة خاصة ناقش فيها الأوضاع في ليبيا، قدم فيها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، إحاطة حول آخر التطورات في البلاد، أكد خلالها، أن "الوضع في ليبيا يتدهور بشكل سريع، بحيث لم يعد بوسع ليبيا تحمل استمرار الأزمة السياسية والصراع المسلح".

وطالب قادة ليبيا بـ"التصرف بشكل سريع وحاسم، لأن المخاطر على وحدة ليبيا الوطنية حقيقية ووشيكة".

ومن المقرر، أن تعقد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الأسبوع المقبل اجتماعين إضافيين، للحوار بمشاركة قادة سياسيين ونشطاء بارزين في البلاد. الاجتماع الأول ستشهده الجزائر، والثاني في بروكسل، ويضم ممثلي بلديات مختلفة من ليبيا، كما يعقد اجتماع ثالث مع زعماء القبائل، قد يكون في القاهرة، بحسب ليون.







اقرأ أيضاً: الحوار الأممي في الداخل الليبي: عودة إلى غدامس

 

 

ذات صلة

الصورة
يشارك أطفال المغرب في كل فعاليات دعم غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يلقي ما يعيشه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية من جراء قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطفال الفلسطينيين، بظلاله على كافة مناحي الحياة في المغرب.
الصورة
آلاف المغاربة يطالبون بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في قلب العاصمة الرباط، تنديداً بـ"محرقة غزة"، وللمطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

أطلقت شخصيات مغربية رفيعة عريضة، تطالب الدولة بإلغاء كل اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي تواصل استهداف القدس والمسجد الأقصى، وتمعن في ارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية.
الصورة
رفض للمجازر الإسرائيلية بحق غزة (أبو آدم محمد/ الأناضول)

مجتمع

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هتف المغرب نصرة للفلسطينيين وأهل غزة، وخصوصاً المشجعين الرياضيين "الألتراس"

المساهمون