قرنفلتان لستالين

قرنفلتان لستالين

06 مارس 2015
لم يستجب لدعوة الحضور إلى الضريح سوى قلائل(فرانس برس)
+ الخط -
يوم أمس، الخامس من مارس/آذار، جرت في الساحة الحمراء حملة "قرنفلتان للرفيق ستالين"، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لرحيل جوزف ستالين، ووضعت عند قدميه 4500 قرنفلة حمراء. ففي الساعة العاشرة صباحاً، في مثل اليوم الذي مات فيه ستالين ميتة إشكالية، كُتب عنها غير قليل، وللسنة العاشرة على التوالي، تجمّع عشرات الأشخاص من محبي زعيم ارتبط اسمه ببناء أمجاد الدولة السوفييتية والنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. أم لا محل للحب هنا؟

لم يستجب لدعوة الحضور إلى الضريح، كالعادة، سوى قلائل، ومع ذلك فهناك من المواطنين الروس من ما زال يتبرع بالمال لشراء قرنفل أحمر لضريح ستالين، الذي يعلوه تمثاله النصفي، عند جدار الكرملين. هل يفعل الروس ذلك حباً بستالين أم هم يدعون، من خلال الزهر الأحمر، إلى مراجعة تاريخية لدوره في تخليص العالم من شر النازية وبناء القوة السوفييتية التي يتحسر عليها غير قليل من الروس اليوم، خاصة في ظروف المواجهة مع الغرب الأطلسي وعودة الحرب الباردة ومخاطر تحوّلها إلى طور ساخن في أي وقت؟ للأسف، كثيرا ما تحسّر الروس على زمن ستالين في عهد يلتسين "الديمقراطي" الذي مرّغ هيبة روسيا بوحل التبعية والعوز؛ كما يقول الروس حين يتذكرون ما أصاب روسيا من ضعف وذل في عهده، فيعلون من شأن بوتين على خلفيته. عفوا، نحن نتحدث عن ستالين! قرنفلتان لا ثلاث، لأن العدد المزدوج يُهدى للأموات.

لكن من يهدي الزهر يريد الزعيم المهدى إليه حيا. القرنفلة الحمراء، زهرة سوفييتية بامتياز. على العشاق ألا يقلقوا، فقرنفل الساحة الحمراء ليس كقرنفلاتنا البلدية العابقة بالرائحة التي كنا نقطفها من أجل حبيباتنا ذات يوم.

ولمّا كان للزهر رمزيته وخصوصيته، فقد يكون في تراجع عدد القرنفلات التي ابتيعت من أجل ستالين، العام الماضي على خلفية أحداث أوكرانيا، ما يفيد في معرفة سبب قدوم الناس إلى ضريح المستبد. فمن متوسط خمسة آلاف قرنفلة خلال الأعوام الماضية تراجع الرقم إلى ألفين، ربما بسبب بشائر الدم الجديد، أم لعل الناس تذكّروا ضحايا أرخبيل المعتقلات!