اليمن: وساطات عسكرية تُصالِح الصبيحي وهادي

اليمن: وساطات عسكرية تُصالِح الصبيحي وهادي

12 مارس 2015
التقى هادي بالسفير الأميركي للمرة الثانية خلال أيام(فضل صالح/الأناضول)
+ الخط -
يحاول الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، من خلال اللقاءات المتواصلة التي يجريها في عدن مع مسؤولين وشخصيات يمنية، تعزيز الالتفاف السياسي والعسكري حوله، في انتظار اتضاح صورة المشاورات لنقل الحوار اليمني إلى الرياض، ومآلات الأوضاع الأمنية، وتحديداً في عدن، نتيجة استمرار تمرد قائد القوات الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف على قرار إقالته.
ضمن هذا الإطار جاء اللقاء الذي جمع هادي، أمس الأربعاء، بوزير الدفاع محمود الصبيحي الذي كان تمكن قبل أيام من الخروج من صنعاء إلى الجنوب، وتأخر لقاؤه بهادي نتيجة خلافات في وجهات نظر الطرفين حول كيفية إدارة الأزمة التي تواجهها البلاد منذ انقلاب الحوثيين.
وأتى لقاء هادي بالصبيحي بعد ثلاثة وفود أرسلت إليه لإقناعه بمقابلة الرئيس اليمني. وفي السياق كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قيادات عسكرية تمكنت، أخيراً، من إقناع الصبيحي بلقاء هادي، أمس الأربعاء، في الوقت الذي نفت فيه مصادر رسمية صحة الأنباء التي أفادت بأن السفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر، قد قابل الصبيحي وتوسط بينهما.
وبينما أحيطت تفاصيل لقاء هادي والصبيحي بالسرية، اكتفت المصادر الرسمية اليمنية بالتأكيد لـ"العربي الجديد" أن الرئيس اليمني هنأ وزير الدفاع بسلامة وصوله من صنعاء ودعاه إلى المشاركة في الاجتماع الحكومي المقرر عقده في الأيام المقبلة برئاسة هادي بعد أن كان قد تأجل.
وكانت مصادر سياسية قد تحدثت أن الصبيحي، الذي عاد، بعد اللقاء، إلى منطقته في محافظة لحج، قد أبلغ الوفود التي زارته بأن عودته، لممارسة مهماته، مرتبطة بشرط أن يغير هادي من أدائه ويسرعه، إضافة إلى اتخاذ قرارات مهمة تخص الجيش وأداءه العسكري، وإلا فإنه قد يضطر إلى الاعتزال والجلوس في قريته في منطقة الصبيحة.

اقرأ أيضاً: الصبيحي خارج صنعاء: ضربة ثانية للحوثيين

كذلك عقد الرئيس اليمني، أمس، لقاء مغلقاً مع سفيري الولايات المتحدة، ماثيو تولر، والسفير السعودي محمد سعيد الجابر، في الوقت الذي رجحت فيه مصادر أن يكون اللقاء قد تطرق إلى موضوع نقل الحوار إلى الرياض، والتأكيد على استمرار دعم شرعية الرئيس هادي.
وكان السفير الأميركي قد وصل إلى المنطقة العسكرية في عدن قبل أن يتم نقله بطائرة هلوكبتر إلى قصر المعاشيق، وبدأ لقاءً مع هادي انضم إليه، في وقت لاحق، السفير السعودي.
لقاءات هادي شملت، أيضاً، قيادات في الحراك الجنوبي وممثلين عن الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال أبلغوا الرئيس اليمني تمسكهم باستعادة الدولة الجنوبية.
في المقابل، أوضح هادي لقيادات الحراك أن الدولة الاتحادية من ستة أقاليم، التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني قبل أشهر، هي خيار اليمنيين وأن الجنوبيين سيحصلون على المناصفة بينهم وبين الشمال، داعيّاً الى وحدة الموقف والصف لمواجهة المخاطر.
وتأتي لقاءات هادي المتواصلة في نفس الوقت الذي تشهد فيه عدن حالة توتر واشتباكات ليلية يومية بين اللجان الشعبية الجنوبية وقوات الأمن الخاصة، على خلفية استمرار رفض قائد القوات الخاصة، العميد عبدالحافظ السقاف إقالته من منصبه.
وتدور الاشتباكات في محيط مطار عدن الذي يواجه مقر القوات الخاصة من الناحية الجنوبية. ويحاول السقاف تأمين هذه الجبهة، ولا سيما أن اللجان الشعبية بدأت تحاصره في الوقت الذي يشهد فيه تمرداً بين صفوفه. وعلى الرغم من محاولة السقاف نفي وجود تمرُّد، إلا أن مصادر في الأمن أكدت أن هناك جنوداً وأفراداً من القوات غادروا إلى مناطقهم، بما يشبه التمرد، احتجاجاً على استمرار السقاف في رفض الإقالة وتعريض الوضع للانفجار. وتعيش عدن حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في المدينة.

اقرأ أيضاً: الحوار اليمني إلى الرياض قريباً... وهادي يعزّز الجيش بالجنوبيين

دلالات