العراق: التلويح بطلب تدخل روسيا رداً على القوات التركيّة

العراق: التلويح بطلب تدخل روسيا رداً على القوات التركيّة

06 ديسمبر 2015
كتل برلمانية عراقية هددت بطلب تدخل روسي (الأناضول)
+ الخط -

تتفاعل قضية دخول القوات التركيّة إلى الموصل بشكل غير مسبوق، ففي الوقت الذي أكّدت فيه أنقرة أنّ دخول قواتها تم بالاتفاق مع الحكومة العراقية، تنصّلت الأخيرة من هذا الاتفاق، وطلبت من تركيا سحب قواتها، فيما لوّحت لجنة برلمانيّة بطلب تدخّل روسي لردع تركيا.


ولم تكن المليشيات العراقيّة، بمنأى عن كل تلك الأحداث، فراحت هي الأخرى تأخذ دورها المعهود، بعد أن هدّدت بضرب المصالح التركية في العراق، إذا لم تسحب قواتها.

وقال رئيس لجنة الأمن البرلمانيّة والقيادي بالتحالف الوطني الحاكم للبلاد، النائب حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "دخول الأفواج التركيّة إلى العراق هو خرق واضح لسيادة البلاد وانتهاك لحقوق الجار"، مؤكّدا أنّ "ذلك تم من دون التنسيق مع الحكومة العراقيّة ومن دون علمها".

ولوح بتقديم طلب لروسيا لدخولها عسكريا في العراق ردا على التدخل التركي حسب قوله، حيث قال "قد نطلب قريبا من روسيا التدخل العسكري بالعراق بشكل مباشر ردا على التدخل التركي وخرقه السيادة العراقيّة".

من جهتها، هدّدت مليشيا كتائب سيّد الشهداء، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، بـ"ضرب المصالح التركيّة في العراق".

فيما دعت، مليشيا حركة النجباء، الحكومة العراقيّة، إلى "التعامل مع تركيا على أساس أنّها دولة إرهابيّة".

اقرأ أيضا: العبادي يدعو أنقرة لسحب قواتها من الموصل

في المقابل، أكّد محافظ النجف السابق أثيل النجيقي، أنّ "تواجد القوات التركية تم بموافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي شخصيّا".

وقال النجيفي في بيان صحافي، إنّ القوات التركيّة جاءت لتدريب قوات الحشد الوطني في معسكر بعشيقة التابع لمحافظة نينوى"، مبينا أنّ "القوات التركيّة متواجدة منذ عدّة شهور في موقع التدريب، وهي قوات غير قتالية، ودخلت بعلم وموافقة الحكومة".

في غضون ذلك، دعا رئيسا الجمهوريّة فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، تركيا إلى "سحب قواتها من العراق".

وقال الرئيسان خلال، لقاء مشترك جمعهما أمس في مكتب معصوم، إنّ "دخول القوات التركيّة يمثّل انتهاكا لسيادة العراق وخرقا للأعراف الدوليّة والسيادة الوطنيّة للعراق، وخروجا عمّا نريده من علاقات حسن الجوار والتعايش السلمي وعدم التدخّل في شؤون دول الجوار".

من جهته، عدّ الخبير السياسي، محمود القيسي، انتفاضة الكتل السياسيّة العراقيّة والمليشيات ضد تركيا، بأنّها "جاءت تماشيا مع توجه روسيا وإيران".

وقال القيسي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكل يعلمون بوجود القوات التركيّة في العراق منذ عدّة شهور، وهي دخلت بموافقة الحكومة العراقيّة"، مشيرا إلى أنّ "الكتل والمليشيات العراقيّة لم ترفض ذلك التواجد منذ عدّة شهور، وانتفضت اليوم انتفاضة غير مسبوقة بسبب دخول الأفواج التركية".

وأشار إلى أنّ "هذه الانتفاضة جاءت تماشيا مع رغبة روسيّا وحليفتها إيران، بسبب توتر العلاقة أخيرا بين موسكو وأنقرة"، مبينا أنّ ذلك "يؤشر إلى انجرار العراقيين خلف مصالح الدول الأخرى وأجنداتها تاركين مصلحة بلدهم والحاجة لتدريب قواته".

يشار إلى أنّ رئيس الحكومة التركيّة أحمد داود أوغلو، قد أعلن أمس أن دخول القوات التركيّة إلى العراق تم بالاتفاق مع الحكومة العراقيّة، مؤكّدا استمرار دعم تركيا للحكومة العراقيّة.