مبادرة حسن نيّة ووقف إطلاق نار في الوعر بحمص

مبادرة حسن نيّة ووقف إطلاق نار في الوعر بحمص

01 ديسمبر 2015
الوعر تضم مهجري أحياء حمص (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت مدينة حمص، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً بين ممثلين عن النظام، وآخرين عن حيّ الوعر المحاصر، بوساطة من الأمم المتحدة، اتفق فيه الطرفان على مبادرة حسن نيّة، تبدأ مساء اليوم بوقف إطلاق نار كامل.

وبحسب مسؤول التواصل مع الأمم المتحدة محمد الحمصي ولجنة الوعر المفاوضة، فإنّ "اجتماعاً عقد اليوم، بين ممثلين عن النظام، على رأسهم اللواء ديب زيتون، رئيس المخابرات العامة ومحافظ حمص طلال البرازي من جهة، وممثلين ووجهاء حيّ الوعر المحاصر من جهة أخرى، بحضور سفير الأمم المتحدة يعقوب الحلو، وخولة مطر، مديرة المكتب السياسي لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لتوقيع اتفاق الهدنة، العالق منذ عام وأربعة أشهر".

اقرأ أيضا: تنفيذ هدنة قدسيا: دور روسي وانسحاب 135 مقاتلاً لإدلب

وأوضح الحمصي في تصريح لـ "العربي الجديد" إنّ "طرفي المفاوضات اختتما اليوم، آخر جلسة لمناقشة بنود الهدنة، إلّا أنّهما لن يوقعا عليها قبل عشرة أيام، رغم إبدائهما موافقة شفهية على بنودها"، مشيراً إلى أنّه "تم الاتفاق على مبادرة حسن نية، تبدأ في الثامنة من مساء اليوم، بوقف إطلاق نار، يليه غداً إدخال مساعدات إنسانية من قبل المنظمات الإنسانية وفريق الأمم المتحدة".

ومن أبرز البنود التي تنصّ عليها الهدنة، فتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين إلى داخل وخارج الحي عبر حاجز دوار المهندسين الذي سيفتح للمشاة فقط، وفتح القصر العدلي في المرحلة الثانية للاتفاق، وتقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص، والذين وصل عددهم إلى خمسة آلاف بين مفقود ومخطوف ومعتقل، يتم إطلاق سراحهم فيما بعد، مقابل تسليم جزء صغير من السلاح.

ونص الاتفاق كذلك، على خروج حالات خاصة ومن رفضوا الاتفاق بأعداد ونسب قليلة جداً، تم الاتفاق عليها (لم يتم حتى اللحظة تحديد الوجهة)، ولكن من المحتمل أن تكون ريف حماه أو ريف إدلب، إذ يحملون معهم سلاحهم الفردي.

ونفى الناشط الإعلاميّ صحة الشائعات التي يروج لها النظام، في ما يتعلق بخروج أعداد كبيرة من مسلحي الوعر، ودخول جيش النظام وسيطرته الكاملة على الحيّ، أو تشكيل لجان شعبية مشتركة، مؤكداً عدم وجود أي بند في الهدنة ينص على التسويات ضمن الحي.

من جانبه، أشار مركز حمص الإعلاميّ إلى أنّ العوامل التي دفعت الوعر لعقد هذه الهدنة، هي دخوله في كارثة إنسانية حقيقية دفعت قوات النظام لزيادة بطشها واتباع سياسة التجويع، والتي تمثّلت مؤخراً بتقليل عدد ربطات الخبز، ما جعل الحيّ يغرق في كارثة غذائية حقيقية، إضافة إلى طبيعته الديمغرافية التي يحاول النظام تغييرها، كما فعل مع 13 من أحياء حمص القديمة.

اقرأ أيضا: هكذا يتنزّه المسنّون في حي الوعر السوري المحاصر

وفي سياق المفاوضات، كشف المركز، عن كواليس الصدامات الداخلية في صفوف النظام بسبب هدنة حيّ الوعر، إذ كان يفاوض الحيّ بجناحين، أحدهما عسكري، يرفض الهدنة بشكل كامل ويرى أنّها خروج عن المسار العام لتعامل النظام مع المناطق الثورية عامة والمحاصرة خاصة، أمّا الآخر فهو سياسي، يريد دعم دي ميستورا، كون النظام وجد في اتفاق حي الوعر، بعد مؤتمر فيينا، النموذج الذي يمكن تسويقه كحل سياسي لإنهاء الثورة، من خلال تقسيم البلاد لمناطق وإبرام اتفاقيات وهدن مستبقاً بذلك انعقاد مؤتمر جنيف 3.

دلالات