اليمن: القضية الجنوبية تعود إلى الواجهة في ذكرى الاستقلال

اليمن: القضية الجنوبية تعود إلى الواجهة في ذكرى الاستقلال

30 نوفمبر 2015
أعلام دولة الجنوب تنتشر في عدن (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تحلّ الذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال جنوب اليمن عن الاحتلال البريطاني، في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني، في ظروف متغيّرة ومتبدلة يمر فيها اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص، وهي ظروف تعيد إلى الجنوبيين ذكريات خروج آخر جندي بريطاني من مدينة عدن، التي كانت عاصمة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة، التي تحققت في العام 1990.

ويستعد الجنوبيون لإقامة فعالية احتفالية في ساحة العروض في مدينة خور مكسر في قلب عدن، اليوم الاثنين، وهم يرفعون شعارات "الاستقلال" و"الانفصال"، وسط ظروف استثنائية يمر فيها الجنوب عموماً وعدن خصوصاً، التي تجمع التناقضات بداخلها، بعدما تحوّلت إلى عاصمة مؤقتة للدولة اليمنية الاتحادية، ومقر للحكومة الشرعية، وفي الوقت نفسه باتت معقلاً المطالبين بالانفصال والرافضين للوحدة.

ويتوجّه الجنوبيون إلى ساحة العروض للاحتفال بهذه المناسبة وهم يرون أنهم يعيشون ما يقولون إنه "الاستقلال الثاني" للجنوب، بعد تمكّن "المقاومة الشعبية" في الجنوب، بمساعدة من التحالف العربي وقوات الشرعية، من طرد مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بعد حرب استمرت لما يقارب الستة أشهر عاشها الجنوب، وهو ما يعتبره بعض الجنوبيين "تحرراً من الاحتلال الشمالي" بحسب وصفهم.

وزادت هذه الحرب التي شنّها الحوثيون وقوات صالح على الجنوب، من قناعة الكثير من الجنوبيين بـ"ضرورة الانفصال عن اليمن واستعادة دولتهم السابقة"، بعد الاعتداءات التي تعرّضوا لها من المليشيات في تلك الحرب، وقدّموا خلالها آلاف القتلى والجرحى من مقاتلين ومدنيين، لا سيما أن الفرصة باتت مناسبة للمطالبين بالانفصال مع تسلّم عناصر "المقاومة" والجيش الوطني من أبناء الجنوب لأمن المنطقة.

لذلك تأتي هذه المناسبة مع محاولة بعض الجنوبيين الذين يطالبون بالانفصال، وفي مقدمتهم "الحراك الجنوبي"، تركيز اللبنات الأولى والقيام بخطوات يقولون إنها بهدف الاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية، ويتخذون لذلك إجراءات ميدانية، منها منع دخول الشماليين إلى الجنوب بما في ذلك رفض أي تواجد لأي مسؤول ينتمي إلى محافظات الشمال، حتى مسؤولي الحكومة الشرعية.

اقرأ أيضاً: هادي يجدد تمسّكه بالدولة الاتحادية و"الحراك" يؤكد على الانفصال

لكن ما يميز أيضاً هذه الفعالية لدى الجنوبيين، هو أن الجيش والأمن الموالي للحوثيين والرئيس المخلوع، الذي كان أغلبه من الشمال، لم يعد موجوداً في الجنوب وفي عدن بالذات، وهو الذي يقول أبناء الجنوب إنه مارس الانتهاكات بحقهم منذ حرب صيف 1994.

ويلفت رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز"، ياسر اليافعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مناسبة الثلاثين من نوفمبر تأتي هذا العام والمحافظات الجنوبية شهدت تحوّلاً كبيراً سواء في المسار السياسي أو العسكري"، مشيراً إلى أنه "لأول مرة منذ اجتياح الجيش الشمالي لعدن عام 1994، تعيش معظم المحافظات الجنوبية من دون جيش صالح، الذي عاث بالأرض فساداً، وهذا بحد ذاته نصر كبير وتحرر من جيش ظل يرتكب الانتهاكات في الجنوب". ويضيف اليافعي أن "الذكرى تأتي أيضاً هذا العام في ظل تحالف عربي أصبح شريكاً أساسياً في تحرير وتنمية المحافظات الجنوبية، وهذا بحد ذاته يعطي أملاً لأبناء الجنوب، بأن مرحلة مختلفة عن العهد السابق ستبدأ".

من جهته، يقول الناشط في "الحراك الجنوبي" جهاد صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "الجنوبيين اليوم يتنفسون حرية في وطنهم وفي العاصمة الجنوبية عدن بعيداً عن نظام المخلوع"، مضيفاً: "نحن نعيش الاستقلال الثاني من الاحتلال وهذا بفضل المقاومة وأشقائنا في التحالف العربي".

وكان رئيس حزب "رابطة الجنوب العربي الحر" عبدالرحمن الجفري، شدد على أن "الاستقرار الحقيقي في المنطقة لا يمكن الوصول إليه من دون حل نهائي للقضية الجنوبية بما يحقق إرادة شعب الجنوب العربي وأهداف ثورته السلمية ومقاومته الوطنية الجنوبية الباسلة"، لافتاً إلى أن "أي محاولة لفرض أي شكل من أشكال الوحدة على الجنوب لن يقبل بها شعب الجنوب". وفي رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة ومنظمات عربية ودولية، أكد الجفري أن "شعب الجنوب يرفض الإرهاب، الذي لن يكون له وجود في دولة الجنوب العربي المقبلة".

اقرأ أيضاً: احتفالية جنوب اليمن: رسائل إلى الداخل والخارج

المساهمون