المعارضة تكسب الجولة الأولى من معركة الشمال السوري

المعارضة تكسب الجولة الأولى من معركة الشمال السوري

09 أكتوبر 2015
دمّر "الجيش الحرّ" 18 مدرّعة لقوات النظام (محمد بدرة/الأناضول)
+ الخط -
اتخذت معركة ريف حماة الشمالي أبعاداً مغايرة لما أراده النظام السوري ومن خلفه روسيا، وذلك بعد تمكن قوات المعارضة السورية، ممثلة بفصائل "الجيش السوري الحرّ" من التصدي للهجوم البري الكبير غير المسبوق، أمس الأول الأربعاء، الذي شنّته قوات النظام، المدعومة من المليشيات الأجنبية والمحلية براً، وبغطاء جوي روسي على ستة محاور في وقتٍ واحد.

وتمكنت قوات المعارضة من التصدي لهذا الهجوم اعتماداً على معلوماتها الاستخباراتية، التي سمحت لها برسم نقاط تقدم قوات النظام بدقة، وتحضير مضادات الدروع من نوع "تاو" الأميركية الصنع، على محاور تقدم قوات النظام. ونجحت قوات "الجيش الحرّ" التي تملك هذا النوع من مضادات الدروع، بتدمير 18 مدرّعة لقوات النظام، خلال أقل من ستّ ساعات. وهو الأمر الذي لم يحصل من قبل، لتضطر قوات النظام إلى التراجع من جميع النقاط التي تقدمت إليها، وتستعيد قوات المعارضة زمام المبادرة، بانتظار معركة جديدة بدأت مقدماتها في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بتبادل للقصف والمناوشات بين قوات المعارضة وقوات النظام.

وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية قد نقلت عن رئيس هيئة الأركان العامة في قوات النظام، العماد علي عبد الله أيوب، قوله إن "قوات النظام بدأت هجوماً واسعاً بهدف القضاء على تجمّعات الارهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه". ولم يحدد أيوب المناطق التي استهدفها الهجوم، لكنه يعتبر أنه "بعد الضربات الجوية الروسية التي خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فقد حافظت القوات المسلحة السورية على زمام المبادرة العسكرية".

في المقابل، يوضح الناشط العامل مع "الجيش الحرّ" في ريف حماة الشمالي، مروان الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات النظام تقدمت أمس على ستة محاور، خصوصاً من محور معان ـ عطشان، لتندلع معارك عنيفة في المنطقة، نتج منها تكبّد قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد، اضطرت معها للتراجع. كما حاولت تلك القوات التقدم على جبهة مورك ـ تل الصياد، لتتمكن قوات المعارضة من تدمير دبابة وعربة ناقلة للجند من نوع بي أم بي".

ويضيف الإدلبي "حاولت قوات النظام التقدم أيضاً من محور مورك ـ لطمين، بغية السيطرة على تلة لطمين، قبل أن تنجح قوات المعارضة بشنّ هجوم معاكس، أجبرت من خلاله قوات النظام على التراجع، بعد إيقاع قتلى وجرحى في صفوفها وتدمير ثلاث دبابات".

اقرأ أيضاً: "مجزرة الدبابات" تُعيد "الجيش السوري الحر" إلى الواجهة

ويشير الإدلبي، إلى أن "خسائر قوات النظام امتدت إلى جبهة مورك ـ لحايا، وخسرت قوات النظام ثلاثا من دباباتها هناك، كما حاولت اختراق الخط الدفاعي لقوات المعارضة في بلدة اللطامنة، من محوري زلين والمصاصنة، وتمكنت قوات المعارضة من تدمير ست مجنزرات متنوعة لقوات النظام، على هذا المحور أيضاً".

ويكشف أن "قوات النظام حاولت السيطرة على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي أيضاً، عبر شنّ هجوم متزامن على جبهات المدينة الغربية والجنوبية والشمالية الغربية، ولكن قوات المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على قرية التوبة، بعد تدمير ثلاث مدرعات لقوات النظام هناك".

وأدت صواريخ "تاو" المضادة للدروع، التي تملكها "الفرقة 13" و"الفرقة 101" و"لواء فرسان الحق" و"الفرقة 46" التابعة لـ"الجيش الحر"، دوراً محورياً في التصدي للهجوم البري. وسبق أن قدمت الولايات المتحدة صواريخ "تاو" للمعارضة المعتدلة، لتدافع عن مناطق سيطرتها ضد هجمات قوات النظام.

من جهته، يرى المستشار القانوني لـ"الجيش الحر" أسامة أبو زيد، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش الحر المرابطة على جبهات القتال، كانت تملك معلومات استخبارية عن حشود برية لقوات النظام على جبهات القتال بريف حماة، شملت مقاتلين إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، وعن إقامة النظام جسرا جويا إلى مدينة مورك، التي أطلق منها هجومه بريف حماة لإمداد قواته هناك بالذخيرة". ويضيف "سمحت تلك المعلومات بتمكين قوات الجيش الحر من معرفة خطة قوات النظام للهجوم وحجم تحضيراته بدقة، وبالتالي التحضير جيداً لهذه المعركة".

ويلفت أبو زيد إلى أن "قوات النظام تحضّر هجوماً مماثلاً في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، تعتزم من خلاله التقدّم لاستعادة السيطرة على سهل الغاب، وصولاً إلى مدينة جسر الشغور. وبالتالي تأمين الساحل السوري ضد أي هجمات محتملة لقوات المعارضة".

لكن هذا الأمر يبدو غير قابل للتطبيق، خصوصاً مع تأكيد مصادر متقاطعة لـ"العربي الجديد"، أمس، عن تمكن قوات المعارضة من إسقاط طائرة مروحية لقوات النظام فوق بلدة كفرنبودة، بمنطقة ريف حماة الشمالي، أثناء محاولتها تنفيذ إنزال مظلي في المنطقة. وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن قوات المعارضة أقوى من أن تتمكن قوات النظام من التقدم على حسابها في المنطقة، وبالتالي النجاح في تحييدها، رغم تركيز الطيران الروسي في الأيام الأخيرة على استهداف قوات المعارضة في مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي.

ويتابع أبو زيد قائلاً إن "اجتماعات على مستويات عالية جمعت في الأيام الأخيرة بين قياديين في فصائل المعارضة، وتمخّضت عن وضع خطط للتصدي لمحاولات قوات النظام التقدم على جبهات القتال بريفي اللاذقية وحماة الشماليين".

ويعتقد أبو زيد أن "فصائل الجيش الحر تمكنت من استثمار الضخ الإعلامي الذي رافق التدخل الروسي الأخير في سورية لصالحها، لتتمكن من إثبات نفسها على الأرض بعد يوم واحد فقط من نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوجود الجيش السوري الحر أو المعارضة السورية المعتدلة على الأرض. الأمر الذي دحضه النصر الكبير الذي حققته فصائل الجيش الحر بريف حماة أخيراً".

ويلفت أبو زيد إلى أن "هناك معلومات مؤكدة عند قوات الجيش الحرّ، عن مفاوضات بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وروسيا من جهة، تقضي بوقف روسيا قصف قوات المعارضة المعتدلة، في مقابل عدم تقديم الأميركيين سلاحاً نوعياً لقوات المعارضة، يعيد التوازن إلى المعركة في سورية بعد التدخل الروسي".

اقرأ أيضاً: المعارضة تُسقط مروحية بريف حماة وتُفشل إنزالاً مظلياً باللاذقية