مسلسل الانتخابات المصرية: تجاوزات واشتباكات... والزحمة في المقاهي

مسلسل الانتخابات المصرية: تجاوزات واشتباكات... والزحمة في المقاهي

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
الإسكندرية

محمد محسن

محمد محسن
20 أكتوبر 2015
+ الخط -
لم يكن تصويت اليوم الثاني، أفضل حالاً من الأول في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية، فكان العزوف عن الاقتراع سيّد الموقف، وسط حصول تجاوزات وسوء تنظيم وتأخر في فتح المئات من مراكز الاقتراع لساعات أحياناً.

اقرأ أيضاً: اليوم الثاني للانتخابات المصرية: اشتباكات وشراء أصوات


وبدأت انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب المصري، في 14 محافظة. وسجّل اليوم الأول أرقاماً متدنية وغير مسبوقة في نسبة المشاركة. وقالت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد"، إن عدد المصريين في الخارج الذين شاركوا في انتخابات مجلس النواب لم يتعدوا 35 ألفاً، معظمهم في السعودية واﻹمارات والكويت. ويعتبر هذا الرقم هو اﻷدنى الذي يتم تسجيله في تاريخ مشاركات المصريين في الخارج بعد ثورة 25 يناير 2011، وذلك قياساً بأن المرحلة اﻷولى تجري تقريباً على نصف عدد مقاعد البرلمان.

اعتراض القضاة وشراء أصوات
من جهة ثانية، قالت مصادر قضائية لـ"العربي الجديد"، إن خلافاً نشب بين أعضاء اللجنة العليا للانتخابات صباح أمس، بسبب رغبة بعضهم في مد التصويت يوماً ثالثاً لتشجيع المواطنين على المشاركة، إﻻ أنه تم حسم القرار لصالح عدم تمديد الانتخابات بفارق ضئيل في التصويت، والسبب المشاكل الناجمة عن سوء التنظيم بالنسبة للقضاة المشرفين على اللجان الفرعية، وتهديد بعضهم بمغادرة اللجان حال اتخاذ أي قرارات بالمدّ ولو لساعة واحدة، في ظل انهيار نسب اﻹقبال في جميع المحافظات.


وتسبّبت المشاكل التنظيمية في أزمة داخل صفوف القضاة، إذ هدّد البعض بمقاطعة اﻹشراف على المرحلة الثانية المرتقبة الشهر المقبل إذا لم تتبع اللجنة العليا معايير محددة لتوزيعهم، في مقدّمتها اﻷقدمية وتوطين القاضي في دائرة سكنه أو عمله.

وطالب آخرون بمضاعفة المكافأة المالية التي من المتوقع أن تبلغ 8 آلاف جنيه للمرحلة الواحدة، ولم تصرف لهم حتى اﻵن، ومن المقرر أن تضاف على رواتب الشهر المقبل.
كما استمرت التجاوزات الانتخابية لليوم الثاني مع شراء أصوات الناخبين أمام لجان الاقتراع. ومن الأمثلة على ذلك، ما حدث في محافظة المنيا، حيث نشرت البعثة الدولية المحلية لمراقبة الانتخابات مقطع فيديو لأحد المرشحين ويدعى عماد عبد الحميد يقوم بدفع مبالغ مالية للناخبين مقابل التصويت لصالحه.
كما التقط شهود عيان في الإسكندرية صور سيارة تابعة لحزب "النور" توزّع مبالغ مالية لمواطنين أمام لجان الاقتراع. فيما أمرت نيابة قسم أسوان باحتجاز مندوب مرشح حزب "النور "بالدائرة الأولى، لحين وصول تحريات الأمن الوطني، بعد ضبطه بعرض رشاوى على الناخبين تصل إلى 200 جنيه للصوت الانتخابي.


وأشعل عزوف الناخبين عن التوجه لصناديق الاقتراع بورصة أسعار الصوت الانتخابي، إذ تسابق عدد كبير من المرشحين على الاتصال بما يسمى سماسرة الانتخابات في مختلف الأحياء والمناطق، خصوصاً الفقيرة والعشوائية منها والذين يعتبرون جزءاً مهماً في رحلة الوصول إلى البرلمان.
وبحسب شهادات الأهالي، تلقى مهنة سمسار الانتخابات رواجاً ملحوظاً هذه الأيام بعدما غيّبتها ثورة 25 يناير، وتباين سعر الصوت الانتخابي لدى السمسار ما بين 100 إلى 200 جنيه مصري، فيما وصل في بعض الدوائر إلى 250 جنيها مصريا للرجال والنساء.
وفي هذا الإطار، أشارت الناشطة الحقوقية، هدى طلعت، إلى أن بورصة أسعار الأصوات في الدوائر الانتخابية بالإسكندرية تراوحت في أول أيام التصويت ما بين 150 و700 جنيه مصري. وقالت إن "اللجنة العليا للانتخابات ترى وتسمع كل أشكال المخالفات والانتهاكات الانتخابية، ولا تتخذ أي إجراء في مخالفة واضحة للقانون".

ازدحام المقاهي
بموازاة ضعف الإقبال والتجاوزات والفوضى وسوء التنظيم، تحولت مقاهي الإسكندرية، إلى صالونات سياسية لمناقشة سير العملية الانتخابية وجدوى المشاركة.
وعلى مقهى التجارية بمنطقة محطة الرمل، جلس عشرات الرجال يؤكدون عدم اهتمامهم بالعملية الانتخابية التي وصفوها بالهزلية، على حدّ تعبير علي الغطريفي (43 عاماً)، وهو موظف ومقاطع للانتخابات، وقال "أنا لن أشارك، لأنها انتخابات عبثية، كل الدلائل والمؤشرات تشير أنها ليست ذات جدوى"، مؤكداً أنها نفس اللعبة والسيناريو، الذي كان يتبعه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك خلال الـ 30 عاماً.

وبدلاً من النزول للانتخابات، فضل آخرون الجلوس إلى المقاهي، وتدخين النرجيلة واحتساء الشاي. يقول أحمد خليل (47 عاماً): "هذه الانتخابات فرصة جيدة للراحة من العمل". شارك خليل في انتخابات الرئاسة وانتخب عبدالفتاح السيسي، معتبراً أنه الأفضل لقيادة البلد في هذه المرحلة، وعندما لم يجد أي تغيير، فضل مقاطعة الانتخابات.
محمد حسين كان له وضع مختلف، إذ إنه أدلى بصوته صباحاً، ثم توجّه إلى أقرب مقهى كي يقنع الجالسين بالمشاركة. ويقول "أنا انتخبت كي لا أكون سلبياً فقط، وكي أساهم في بناء البلد".
وعند حديثه هذا، يقاطعه عبد الباسط محمد (55 عاماً)، قائلاً "من قال لك إن برلمان السيسي الجديد لن يكون مثل مبارك؟ ويضيف "المصريون قالوا كلمتهم في شرعية هذا النظام اليوم، في أفضل تعبير عن رفضهم للنظام الحالي الذي يتحكم في كل الأمور غير عابئ بقانون ولا دستور ولا دين ولا قيم ولا وطنية ولا شرف".
أحمد التابعي، الطالب في كلية الحقوق، يجلس إلى أحد المقاهي في مقابل جامعة الإسكندرية، ويقول: "فضّلت الجلوس في المقهى والاستمتاع بالجو المعتدل على التوجه إلى اللجنة الانتخابية، على الرغم من أنني لا أنتمي لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، لكني أشعر أن صوتي بلا قيمة". ويرى أن أصوات المصريين جميعاً يمكن أن تلغى بـ"جرّة قلم" في حكم من المحكمة الدستورية العليا التي تعتبر سيفاً مسلطاً على كل ما لا يخدم مصالح الجيش، على حدّ قوله.
وتلتقط رباب فكري، زميلته بكلية التجارة، أطراف الحديث، وتقول "تصورت لبعض الوقت بعد ثورة 25 يناير، أن صوتي أصبح ذا قيمة، إلا أنني أعترف الآن بأن صوتي وأصوات كل المصريين يمكن أن تدهسهم بيادة العسكر في أي لحظة".
أما الحاج جمال الخضري، أحد باعة الخضراوات، فيعتبر أن "أكل عيشي أهم من أي انتخابات". ويتابع بأسى "بصراحة، أمر البلاد لم يعد يعني لي شيئاً. فقد صدقت الحلم بعد الثورة بأن صوتي سيغير مستقبل أبنائي، لكنني أدركت بعد أحداث 30 يونيو، أن الشيء الوحيد القادر على تغيير مستقبلهم هو الهجرة".

اقرأ أيضاً: مصر: غاب الناخبون وتعددت الانتهاكات و"المانشتات"

ذات صلة

الصورة
وقفة دعوة لمقاطعة إسرائيل 21 نوفمبر 2023 العربي الجديد

اقتصاد

أطلقت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، اليوم الثلاثاء، نداء إلى الجنوب العالمي لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، خلال وقفة ومؤتمر صحفي أمام ميدان وتمثال نيلسون مانديلا في رام الله وسط الضفة الغربية.
الصورة
مقاطعة 1 العربي الجديد3

اقتصاد

طالب نداء لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أطلقته القوى الوطنية والاسلامية والنقابات والاتحادات والمؤسسات الأهلية والفعاليات الشعبية في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة؛ اليوم الاثنين، بالعمل على تفعيل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأميركية.
الصورة

سياسة

ينتقد سياسيون معارضون في مصر حملة التضييق على المرشحين الجادين للانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل توقعات بأن تتكرر تجربة الانتخابات الرئاسية في 2014 و2018.
الصورة
محلات إسطنبول مقاطعة البضائع الفرنسية فرانس برس

اقتصاد

تبرز المحلات العربية في إسطنبول تضامناً على نطاق واسع مع حملة مقاطعة المتتجات الفرنسية في تركيا، رداً على إساءات باريس الرسمية المتكررة عبر الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.