سورية: غارات روسية تقتل مدنيين وتستهدف بالخطأ مواقع للنظام

سورية: غارات روسية تقتل مدنيين وتستهدف بالخطأ مواقع للنظام

15 أكتوبر 2015
قصف روسي استهدف ملجأ للمدنيين بريف حمص (الأناضول)
+ الخط -



شنّ الطيران الحربيّ الروسيّ، يوم الخميس، غارات طاولت بالخطأ، مواقع تابعة للنظام السوريّ في ريف حمص الشماليّ، تزامناً مع ارتفاع حصيلة ضحايا قصف مماثل على مواقع مدنية، إلى نحو 46 قتيلاً.

وأكّد الناشط الإعلاميّ أحمد الضحيك، لـ"لعربي الجديد"، أنّ "طائرات حربيّة روسيّة، قصفت عن طريق الخطأ، مواقع عدة للنظام، هي حاجز عتون، معسكر ملوك، الكلية الحربية في الوعر، تجمع للشبيحة قرب مفرق الكم، محيط الفرقة 26 جنوب في تير معلة، فضلاً عن رتل للنظام قرب الصوامع".

وأسفر هذا الاستهداف، وفق الضحيك، عن "سقوط قتلى في صفوف النظام، لم تعرف حصيلتهم الدقيقة، كون المناطق جميعها عسكرية وتخضع لسيطرته، فيما تواصلت المواجهات بين الطرفين، على جبهة ملوك جنوب تلبيسة، وعلى محاور أخرى قرب قرية الدار الكبيرة".

في موازاة ذلك، ارتفع عدد قتلى القصف الروسي، على ملجأ كان يحتمي فيه مدنيون في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، الى سبعة عشر قتيلاً ، ليصبح عدد ضحايا ريف حمص، يوم الخميس، 43 قتيلاً، وفق مركز "حمص الإعلامي" .

وشنّ الطيران الحربي الروسي، غارات على مناطق شمالي محافظة حمص (تير معلة، وتلبيسة والغنطو)،ما أدى إلى مقتل، وإصابة العشرات من المدنيين.

كما أدى القصف المدفعي على الفرحانية والدار الكبيرة إلى سقوط العديد من المدنيين قتلى ومصابين.

كذلك، قتل ثلاثة أطفال في قصف للطيران الروسي للغوطة الشرقية لدمشق، بحسب الناشط الإعلامي، ياسر الفوال، الذي أكد أن الأطفال قضوا في مدينة دوما جراء غارات الطيران الروسي على المدينة، وهم: وائل خالد الدج، وأحمد العكرة، وعبدالرحمن عيروط.

اقرأ أيضاً: حرب إيران في سورية تلتهم ضباط الحرس الثوري

فشل الهجوم على ريف حمص

وقد حاولت قوات النظام التقدم باتجاه ريف حمص الشمالي، ولكن فصائل الجيش السوري الحر تصدت لها، ودمرت خمس مدرعات تابعة لها وقتلت طواقمها أثناء محاولتها التقدم، وفق مركز "حمص الإعلامي".

وخصّت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، "العربي الجديد" ببيان جاء فيه، "محاولة فاشلة من الجيش للتقدم باتجاه سنيسل وجوالك والمحطة، تصدت لها قوة تابعة لغرفة عمليات ريف حمص الشمالي ونجحت بتدمير دبابتين، كما حاول الجيش اقتحام تيرمعلة من المحور الشمالي مع دعم جوي من الطيران الروسي، إلا أنّ مقاتلي المعارضة كبّدوه خسائر فادحة، فقامت قوات تابعة لغرفة العمليات، بقصف أكراد داسنيه والمختارية بقذائف كاتيوشا وكانت الإصابات محققة، كذلك قامت وحدة المدفعية باستهداف قوات المشاة المعادية وقامت وحدة الـ "م د" بتدمير دبابتين وعربة شيلكا، ولا تزال المعركة مستمرة حتى الآن".

ورأى العقيد الطيار منشق عن جيش النظام، مصطفى بكور، في حديث لـ"العربي الجديد" أن قصف الطيران الروسي المكثف لشمال حمص "مقدمة لعملية اقتحام، ولتأمين وصل حمص وحماة عبر الطريق الدولي، ولإبعاد الثوار لمسافة أكبر من 40 كم عن مطار حماة، وبالتالي تأمينه من قصف الغراد من قبل المعارضة".

اقرأ أيضاً: قتلى إيران في سورية: قادة عسكريون ومقاتلون أفغان

ولاحظ مراقبون أن "الغارات الروسية بدأت على خط التماس بين المعارضة وقوات الأسد في وسط سورية في مؤشر واضح على أن الروس يحاولون تأمين حدود دويلة بدأ بشار الاسد برسمها على الجغرافيا السورية، بخاصة بعد سلسلة انهيارات عسكرية أنهكت قواته".

كذلك، أوضح العقيد الطيار منشق عن جيش النظام، قاسم سعد الدين لـ"العربي الجديد" أن "قوات النظام عاجزة عن التقدم في ريف حمص الشمالي، وفي حال تقدمه ستكون مدن وبلدات وقرى هذا الريف مقبرة لقواته".

ولفت إلى أن "النظام يسعى للسيطرة على ريف حمص الشمالي لكي يحقق مشروع دولته المزعومة من ريف دمشق مرورا بحمص وحماه إلى الساحل، وتكون موصولة مع العراق، ولكنه سيعجز لأن الروس جاؤوا للحفاظ على مصالحهم وليس للدفاع عن بشار الأسد الذي فشل في إنهاء الثورة، وبدأ يفكر بدويلته".

وفي السياق ذاته، اعتبر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"؛ أن التصعيد "العسكري الأخير الذي يقوده المثلث الروسي الإيراني الأسدي في ريف حمص؛ يمثل استكمالاً لمخطط إفراغ محافظة حمص من مواطنيها، وإتمام عملية تهجير طائفي، وإنفاذ مشروع "سورية المفيدة" التقسيمي الذي تتولاه مليشيا إيرانية في حزام العاصمة دمشق، ويستكمله الروس وقوات النظام في حمص عبر إبادة المدنيين، واستهداف تجمعات سكنية فيها بزعم مكافحة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تصدّ إحدى أشرس حملات النظام قرب دمشق

اشتباكات بين "داعش" والنظام

في المقابل، تمكنت قوات النظام السوري، المدعومة بعناصر أجنبية من "حزب الله" اللبناني والمليشيات العراقية، من تحقيق تقدم على محاور ‏القتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بريف حلب الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على تل النعام الواقع إلى الجنوب ‏الغربي من مطار كويرس العسكري التابع لقوات النظام والمحاصر من تنظيم "داعش".‏

وأوضح الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، لـ "العربي الجديد" أن الاشتباكات تجددت بين قوات "داعش" وقوات النظام، منذ فجر ‏اليوم، في المنطقة الواقعة شرق مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، حيث شنت قوات النظام هجوماً مدفعياً وصاروخياً ‏عنيفاً على التلال، التي يسيطر عليها التنظيم في المنطقة، ليتلو ذلك تقدم بري لقوات النظام في المنطقة، أفضى إلى سيطرتها على ‏تل النعام الذي يعتبر أول التلال الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات النظام.‏‏

اقرأ أيضاً: ‏"نيويورك تايمز": روسيا تستعرض قدراتها العسكرية في سورية

شارك في التغطية (وفا مصطفى - أمين محمد - رامي سويد)

المساهمون