"داعش" يطلق معركة ريف حلب والمعارضة تعلن النفير

"داعش" يطلق معركة ريف حلب والمعارضة تعلن النفير

23 يونيو 2014
كتائب المعارضة تدعو لمواجهة "خوارج العصر" (صالح ليلى/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أطلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، معركة جديدة في ريف حلب الشمالي، بعد أيام من استقدامه لتعزيزات عسكرية كبيرة، بهدف طرد كتائب المعارضة من عدد من المدن والقرى المهمة، في حين أعلنت "الهيئة الشرعية" في الريف الحلبي النفير العام، ودعت الكتائب الموجودة في المنطقة إلى توحيد جهودها ضد مَن وصفتهم بـ"خوارج العصر".

وللمرة الأولى، ظهرت عربات عسكرية أميركية من طراز "هامفي" في المعارك الدائرة في ريف حلب بين كتائب المعارضة وتنظيم "داعش"، الذي كان استولى على هذه العربات من الجيش العراقي أخيراً ونقلها إلى سورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم الدولة تمكن من السيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب الذي كان انسحب من جزء كبير منه قبل أشهر تحت وطأة ضربات كتائب المعارضة.

وأوضح المرصد أن "داعش" سيطر على "قريتي اكثار ومعلان في ريف حلب الشمالي القريبتين من الحدود السورية ـ التركية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الجبهة الاسلامية وكتائب أخرى".

وأشار المرصد إلى أن "اللافت في معارك اليوم هو استخدام التنظيم لعربات أميركية من طراز هامفي استولى عليها في العراق".

وفي خطوة وصفت بالتكتيكية، أنذر تنظيم "داعش" أهالي مدن وقرى: أخترين، وتركمان بارح، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بضرورة إخلاء مناطقهم، "حرصاً على حياتهم"، حسبما ورد في البيان التحذيري الذي أصدره التنظيم.

وأفادت أنباء، بثّها ناشطون، عن حشد "داعش" لقواتها تمهيداً لمعركة قد تكون الأقسى في تاريخ المعارك بين التنظيم وبين قوات المعارضة في المنطقة، إذ استقدم "داعش" أرتالاً كبيرة من مدينة منبج إلى مدينة الراعي، التي يبدو أنها ستكون مقر غرفة عمليات التنظيم، بينما تواترت أنباء عن توجه "جيش المجاهدين"، إلى المدينة نفسها، استعداداً للمعركة المرتقبة.

وأشار الصحافي، مأمون أبو عمر، إلى أن "داعش" يعتبر معركته هذه دفاعية، ولا سيما أن قوات المعارضة كانت قد أطلقت معركة سمّتها "نهروان الشرق" لدحر التنظيم من المنطقة.

ولفت أبو عمر إلى أن "ما يشهده أغلب مدن الريف الشمالي الحلبي من قصف لطيران النظام الحربي وغيره، يأتي تمهيداً لهذه المعركة على الأرض، ودعماً لداعش"، موضحاً أن "أغلب المدن التي تعرضت للقصف، هي ذاتها المدن التي قاومت مسلحي (داعش)".

وفي خطوة تهدف لصد الهجوم المتوقع، أعلنت "الهيئة الشرعية" في ريف حلب الشمالي النفير العام، ودعت الكتائب الموجودة في المنطقة إلى توحيد جهودها ضد مَن وصفتهم بـ"خوارج العصر"، في إشارة لـ"داعش"، بينما بدأت قوات المعارضة بحشد قواتها لمواجهة حشود "داعش".

وكشف الناشط الإعلامي، حسين ناصر، عن جملة من تحركات لقوات المعارضة، من حشد عسكري، وإعلان عزمها تشكيل غرفة عمليات خاصة بالمعركة المرتقبة.

من جانبه، قال القائد العسكري في قوات المعارضة، أبو قتادة، لـ"العربي الجديد"، إن "استعداداتنا جيدة، ولا تخيفنا قوات (داعش)، فخبرتنا بالقتال كافية وطويلة ضد هذا التنظيم".

من ناحيته، اعتبر الناشط الإعلامي في صفوف الجبهة الاسلامية، عبد الله زيدان، إعلان تنظيم الدولة الحرب على قوات المعارضة، "دليل خوف وإفلاس"، مؤكداً أن "التنظيم يعتمد على التهويل الإعلامي، ومحاولة دب الرعب في صفوف مَن يقاتله فقط".

وكانت قوات "داعش" قصفت، ليلة السبت، مدينة أخترين بالصواريخ، وقذائف الهاون، إذ تعد هذه المدينة البوابة المتقدمة والاستراتيجية لعموم منطقة الريف الشمالي.

كما سيطرت قوات التنظيم، منذ عدة أيام، على قرية الغوز، وذلك بعدما أعلنت قوات المعارضة قطعها الطريق الواصل بين مدينتي الباب والراعي المتاخمة للحدود التركية.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة، وسط تخوف أهالي المنطقة من بسط تنظيم "داعش" سيطرته على مناطقهم بالكامل، إذ إن معظم أبنائها هم من العناصر التابعة للجيش الحر.

وفي شمال شرق البلاد، أفاد المرصد السوري أن مسلحين مجهولين، رجّح أنهم من "داعش"، خطفوا، الأحد، "ما لا يقل عن عشرين طالباً جامعياً على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي".

المساهمون