حلايب وشلاتين... أرض الذهب شوكة في العلاقات المصرية السودانية

حلايب وشلاتين... أرض الذهب شوكة في العلاقات المصرية السودانية

13 مايو 2014
سيطرت مصر على المنطقة بعد محاولة اغتيال مبارك (getty)
+ الخط -
تعيش دولتا السودان ومصر، أزمة مكتومة منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي، تضاف إليها التوترات الأمنية التي شهدتها منطقة سيناء المصرية، والاتهامات غير المباشرة من المسؤولين في القاهرة للسودان بدعم "الإخوان المسلمين".

ويستخدم كل طرف، عند أي أزمة، ورقة مثلث "حلايب وشلاتين"، للضغط على الطرف الآخر.

وقررت القاهرة، خلال الأسابيع الأخيرة، اعتبار المثلث، محافظة مصرية، كما تعاقدت مع شركات للتنقيب عن الذهب في المنطقة.

بدروها، ردت الحكومة في الخرطوم، الأسبوع الماضي، على الخطوة المصرية، بنشر قوة من فرقة مشاة البحرية لتتسلم مواقعها في المنطقة، كما اعتبر والي ولاية البحر الأحمر، محمد الطاهر ايلا، الخطوة بمثابة تأكيد سيادة السودان على المثلث. الا أن هذه الخطوة أثارت حفيظة الجانب المصري، الذي سارع إلى التأكيد على أن حلايب مصرية.

ويقلل المحلل السياسي عبد المنعم أبو دريس، من أهمية نشر الخرطوم قوات في حلايب، واصفاً الخطوة بالإجراء الروتيني، والغرض منها "استثمار القضية إعلامياً وسياسياً".

وأشار أبو دريس إلى أن تلك القوات تنشر في مناطق معزولة بالمثلث، الذي تحكم القاهرة السيطرة عليه منذ العام 1996، وتحيطه بأسلاك وبوابة تحدد الداخلين والخارجين منه.

واستبعد أبو إدريس أن تقود الخطوة الى تفجر الأزمة بين الخرطوم والقاهرة، معللاً أن "الظروف التي تمر بها الحكومة السودانية، لا تمكنها من فتح أي جبهات مع مصر، حتى لا يستثمرها معارضوها"، مضيفاً أن "مصر تدرك جيداً حجم تلك القوة المنتشرة، إذ لا تحمل أي تأثير".

وبدأ النزاع حول مثلث حلايب وشلاتين، منذ أيام الاستعمار البريطاني الذي فشل في تحديد تبعية المثلث، فسبق أن ضمّه إلى مصر، ولكنه سرعان ما عاد وضمه إلى السودان في العام 1902 باعتباره الأقرب إلى الأراضي السودانية.
وظهر أول خلاف حول المنطقة بين البلدين، عندما أرسل الرئيس جمال عبد الناصر قوات إلى حلايب، وأعلن تبعيتها لمصر. وواجهت الخطوة في حينها، احتجاجاً من الخرطوم، وتصعيداً أجبر الرئيس المصري على سحب تلك القوات. ومنذ ذلك التاريخ، ظلت حلايب عقبة أمام تحسن العلاقة بين الدولتين على مدى الحكومات المتعاقبة، وصولاً إلى سيطرة مصر بشكل كامل على حلايب، بعد حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري المقال محمد حسني مبارك، عام 1995ـ ومارست القاهرة في تلك الفترة، سيادتها على المنطقة، وقامت بـ"مصرنة" الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة فيها.

وظهر أول خلاف في عهد النظام السوداني الحالي، في العام 1992، عندما منحت الخرطوم، شركة كندية تصريحاً للتنقيب عن النفط في المثلث، الامر الذي أُثار غضب الجانب المصري الذي سارع إلى الاحتجاج على الخطوة، وهو ما أدى إلى تراجع الشركة الى حين حسم سيادية المنطقة.

وأحيل الخلاف حول منطقة حلايب إلى الأمم المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، وظلت الحكومات السودانية المتعاقبة تجدد الشكوى. وفي تصريح لوزير الدفاع السوداني عبد الرحيم احمد حسين، الشهر الماضي، أكد أن السودان ظل يجدد سنوياً شكواه بشأن التنازع مع مصر حول حلايب لدى الامم المتحدة.

ويتمتع المثلث بأراض خصبة، وهو غني بالنفط وبعدد من أنواع المعادن، أبرزها الذهب، وتقطنه قبيلة البجا التي تعد أكبر القبائل في شرق السودان، وينحدر منها مساعد رئيس الجمهورية الحالي، موسى محمد أحمد.