ناشطون عراقيون ينظّمون حملة لاعتبار المليشيات منظمات إرهابية

ناشطون عراقيون ينظّمون حملة لاعتبار المليشيات منظمات إرهابية

30 أكتوبر 2014
تدربت مليشيات "الحشد الشعبي" بمعسكرات الجيش(حيدر محمدعلي/فرانس برس)
+ الخط -

يخطط ناشطون عراقيون لتنظيم حملة هي الأولى من نوعها في العراق باسم "الحملة العراقية لإدراج المليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية"، عقب تنامي نفوذ المليشيات، والدعم الذي تقدمه الحكومة العراقية لعناصرها الذين تسميهم "الحشد الشعبي" وتعتبرهم الظهير القوي للجيش.

وتستهدف الحملة كافة التنظيمات والمليشيات والتشكيلات المسلحة التي ظهرت بعد احتلال العراق عام 2003، بحسب البيان الذي نشرته الحملة على صفحتها في موقع "فيسبوك".
ودعا البيان إلى اعتبار كل الجماعات التي مارست العنف ضد العراقيين على أساس الهوية الطائفية، الدينية، والعرقية منظمات إرهابية. مضيفا "لقد وضعنا أقدامنا على بداية الطريق، وسنوصل صوت المظلومين إلى العالم أجمع، سنوصل معاناة المعذبين والمغدورين والمضطهدين، سنوصل صوت الأغلبية الصامتة، وننقل حجم المعاناة التي لا توصف بكلمات، سننقل صرخات الأبرياء، سنكون جسراً لوضع الحقيقة أمام العالم".

وأوضحت الحملة أن التنظيمات المسلحة المعنية هي "الحرس الثوري الإيراني، تنظيم داعش، تنظيم القاعدة، عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، سرايا طليعة الخراساني، حركة حزب الله النجباء، كتائب حزب الله، سرايا السلام، فيلق الوعد الصادق، منظمة بدر الجناح العسكري، لواء عمار بن ياسر". ويُضاف إليهم "لواء أسد الله الغالب، لواء اليوم الموعود، سرايا الزهراء، لواء ذو الفقار، لواء كفيل زينب، سرايا أنصار العقيدة، لواء المنتظر".

كذلك تستهدف الحملة "بدر المجاميع الخاصة، لواء ابو الفضل العباس، حركة الجهاد والبناء، سرايا الدفاع الشعبي، كتائب درع الشيعة، حزب الله الثائرون، كتائب التيار الرسالي، سرايا عاشوراء، كتائب مالك الاشتر، حركة الابدال، حركة العراق الاسلامية كتائب الامام علي، جيش المختار، والحشد الشعبي".

ورحّب سياسيون ووجهاء عشائر بالحملة. ويثمّن عبد القادر النايل، وهو أحد شيوخ الأنبار، في تصريح له نشر على موقع الحملة، "جهود الشباب الذين يمثلون وعي العراقيين للوقوف بوجه سفاكي الدماء". ويعتبر أن "هذه الحملة تأتي لإسماع المجتمع الدولي الذي صمّ أذنيه عن جرائم المليشيات المرتبطة بإيران، إذ وصل إجرامها إلى حد قتل الشباب والاعتقال والتفنن في التعذيب. وهي أصل الأجرام ولولاها لما ظهر التطرف ولغة الانتقام وهي تحظى بدعم حكومي واضح". كما ينتقد "صمت المنظمات الدولية ومجلس الأمن الذي يتباكى على حقوق الانسان والديمقراطية".

من جهته، يعتبر عضو المجلس السياسي لثوار العراق، عبد المنعم الملا، الحملة الأولى من نوعها التي وضعت اليد على الجرح الحقيقي الذي يعانيه العراقيون على مدى سنوات طويلة. ويلفت إلى أن "المليشيات التي تسعى الحملة إلى إدراجها على قائمة المنظمات الارهابية قد أصبحت شأنها شأن أي مليشيا إرهابية في العالم".

وتزامنت هذه الحملة مع انتقادات لاذعة وجهت لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر صورة تجمعه بجمال جعفر المعروف بـ"أبو مهدي المهندس"، أحد قادة المليشيات في ناحية جرف الصخر شمال محافظة بابل.

يشار إلى أن جعفر يُعتبر الممثل الشخصي لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في العراق. ويعدّ من قيادات منظمة بدر البارزين، وكان مطارداً من قبل القوات الأميركية بعد اتهامه بالتورط في تفجير مقر السفارتين الأميركية والبريطانية في الكويت عام 1983، وفرّ إلى إيران بعد هروبه من الكويت.

وسبق لذوي ضحايا المليشيات في العراق أن أطلقوا حملة لمحاكمتها في المحاكم الدولية بسبب انعدام الثقة بالقضاء العراقي. ويقول ذوو عدد من الضحايا لـ"العربي الجديد" إنّ "عجز المؤسسة القضائية والدعم الذي تقدمه الحكومة للمليشيات دفعنا للتوجه الى المجتمع الدولي"، مؤكدين امتلاكهم أدلة وصوراً ووثائق تدين الجماعات المسلحة غير المنضبطة.

وتنامى دور المليشيات في العراق خلال حقبة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بعد فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع الديني علي السيستاني بعد انهيار الموصل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي. وانخرط الآلاف من عناصر المليشيات ضمن ما يسمى "الحشد الشعبي" الذي تدرب في معسكرات الجيش العراقي وجُهّز بأسلحة القوات الأمنية لتحمل التنظيمات المسلحة السلاح باسم الدولة.