ألمانيا: روسيا أنهت عملياً شراكتها مع أوروبا

ألمانيا: روسيا أنهت عملياً شراكتها مع أوروبا

01 سبتمبر 2014
غيّر الدعم الروسي ميزان القوى (فرانسيسكو ليونغ/ فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الألماني يواكيم غاوك، اليوم الاثنين، في مدينة غدانسك البولندية أن روسيا "أنهت عملياً شراكتها مع أوروبا". وتحدث عن "نزاع مسلح جديد على تخوم أوروبا"، في اشارة الى النزاع الأوكراني. وقال غاوك في خطاب ألقاه في الذكرى الـ75 لاندلاع الحرب العالمية الثانية "نأمل بشراكة وعلاقات حسن جوار (مع روسيا) مستقبلاً، ولكن شرط أن تغيّر موسكو سياستها وتكون هناك عودة لاحترام حقوق الشعوب". 

وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي أشيعت قبل استئناف اجتماعات مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، اليوم الإثنين، في مينسك عاصمة روسيا البيضاء، بعد انقطاع دام شهراً، صعّد وزير الدفاع الأوكراني فاليري جيليتي ضد روسيا، محذراً من بدء "حرب كبرى" معها. كلام جيليتي جاء إثر محاولة الانفصاليين الضغط ميدانياً للتأثير على كييف، وانتزاع موقف دولي بهدف إقامة "دولة" مستقلة، بحسب مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد.

ويلتقي في اجتماع مينسك، اليوم الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما، ونائب رئيس حكومة "جمهورية دونيتسك الشعبية"، المعلنة من طرف واحد، أندريه بورجين، بمشاركة سفير روسيا لدى كييف ميخائيل زورابوف والممثل الرسمي للرئيس الحالي لمنظمة "الأمن والتعاون الأوروبي" هايدي تاليافيني.

وبدأت مجموعة الاتصال أعمالها منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر. وعقدت أول اجتماعاتها في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا. غير أنّ جميع اللقاءات لم تسفر عن أي نتائج بسبب مواصلة القوات الأوكرانية عملياتها العسكرية في دونيتسك ولوغانسك.

وتعوّل كييف وموسكو على لقاء مينسك في تحقيق تقدم ملموس على طريق حل نزاع كييف مع مناطق جنوب شرق البلاد بالطرق السلمية، في حين يسعى ممثلون عن الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا إلى الحصول على وضع خاص للمنطقة، بحسب ما أفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية، ما يُمكن أن يسفر عن انقسام فعلي للبلاد.

وصرّح متحدثون باسم الجماعات المتمركزة في دونيتسك ولوغانسك، أنّهم سيقدمون موقفاً تفاوضياً مشتركاً في المحادثات التي تُجرى اليوم.

ويريد ممثلو الانفصاليين من كييف، الاعتراف بوضع خاص لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك "يأخذ في الاعتبار ضرورة تعميق الاندماج الاقتصادي مع روسيا"، بحسب ما نقلت الوكالة عن أحد ممثلي الانفصاليين. ويعني ذلك إذا تحقق، انقساماً فعلياً للبلاد في الوقت الذي تحاول فيه كييف تعميق روابطها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.

وكان بوتين، قد أعلن الأحد، أنه اتفق مع الرئيس الأوكراني بيترو بوريشينكو على حل الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية.

وقال بوتين إن لقاءه مع بوروشينكو في مينسك في 26 أغسطس/آب الماضي كان جيداً وصريحاً للغاية، ووصف الرئيس الأوكراني بأنه شريك يمكن الدخول معه في حوار.

وبدوره، وعد الرئيس الأوكراني بوتين، في هذا اللقاء، بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت سابقاً في سياق الاستيلاء العنيف على السلطة في البلاد.

وأشار بوروشينكو إلى الفوضى التي اندلعت في كييف والمدن الرئيسية الأخرى بعد الاستيلاء العنيف على السلطة، فضلاً عن اندلاع الحرب في جنوب شرق البلاد بسبب الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش.

موسكو تغزو كييف

غير أنّ تصريح بوروشينكو، اليوم لا يدل على الإيجابية التي أشيعت قبل اجتماعات مينسك، إذ عاد واتهم روسيا، بشن "عدوان مباشر وعلني"، وقال إنّه غيّر جذرياً ميزان القوى في معركة كييف ضد الانفصاليين في الشرق.

ووصف في كلمة ألقاها في الأكاديمية العسكرية في كييف ما يحدث بـ"العدوان العلني والمباشر الذي يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة وغيّر الوضع في منطقة النزاع جذرياً". وأضاف أن "القوات المسلحة الأوكرانية ستشهد تغيرات كبيرة في القيادات في أعقاب الانتكاسات التي منيت بها القوات الحكومية أمام المتمردين في الأسبوع الماضي".

بدوره، أعلن جيليتي أن "حرباً كبرى اندلعت مع روسيا حول مستقبل بلاده، ويمكن أن تسفر عن مقتل عشرات الآلاف".

وكتب جيليتي في حسابه على موقع "فيسبوك" أن "حرباً كبرى وصلت إلى عتباتنا، لم تر أوروبا مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، للأسف فإن الخسائر في حرب كهذه ستقاس ليس بالمئات بل بالآلاف وعشرات الآلاف".

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، أن قادة التحالف سيطلب منهم هذا الأسبوع الموافقة على إنشاء قوة عالية الاستعداد وتخزين المعدات العسكرية وإعدادها في شرق أوروبا، للمساعدة في حماية الدول الأعضاء في التحالف من اعتداء روسي محتمل.

وقال راسموسن للصحافيين اليوم إن "القوة الجديدة المقترحة يمكن أن تكون مكوّنة من آلاف الجنود، بحيث يتم تشكيلها بشكل دوري من دول التحالف الثماني والعشرين".

وأضاف أن الوحدة المدعومة من قوات بحرية وجوية ستكون "رأس الحربة" التي يمكن نشرها في وقت قصير للغاية لمساعدة الدول الأعضاء في حلف الأطلسي للدفاع عن نفسها ضد أي تهديد، بما في ذلك التهديدات الروسية.

ويعقد الأطلسي الخميس المقبل قمة في ويلز، يتوقع أن تناقش كيفية اتخاذ التحالف إجراءات على المدى الطويل ردا على التصرفات الروسية تجاه أوكرانيا.

وفي التطورات الميدانية، انسحب الجيش الأوكراني، من مطار لوغانسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، وذلك بعد تعرضه لقصف مدفعي من الجيش الروسي، حسبما أعلن المتحدث العسكري الأوكراني أندريه ليسنكو.

وأشار ليسنكو إلى أن "العسكريين الأوكرانيين تلقوا الأمر وانسحبوا من مطار لوغانسك وبلدة غيورغيفكا بالقرب من المطار"، والتي تبعد 18 كلم جنوبي لوغانسك. وأضاف "بالنظر إلى دقة القصف، فإن الأمر يتعلق بمدفعيين محترفين تابعين للقوات الروسية".

المساهمون