صحيفة "لاكروا" الفرنسية: العرب خذلوا غزة

صحيفة "لاكروا" الفرنسية: العرب خذلوا غزة

31 يوليو 2014
بإغلاقه الحدود حاصر السيسي سكان غزة (الأناضول/ Getty)
+ الخط -

كان للقضية الفلسطينية، خلال عقود، صدى في العالم العربي. كانت قادرة على أن تعبئ الشارع. وأما اليوم، فعدا المغرب، حيث نُظّمت بعض التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، فالصمتُ العربي مُدوِّ. هذا الاستنتاج نشر في صحيفة لاكروا" الفرنسية، في عددها الصادر، اليوم الخميس.

وأوضح الباحث في العلوم السياسية، جوليان سالينغ، أنه "خلال فترة طويلة، كانت تتم التعبئة حول فلسطين بالوكالة، في العواصم العربية، لأنه لم يكن بالمستطاع التعبئة من أجل شيء آخر". ويلاحظ صاحب كتاب (البحث عن فلسطين، بعيداً عن سراب أوسلو) أنه "منذ الثورات العربية سنة 2011، أصبحت للشعوب العربية هواجس أخرى".

وترى الصحيفة الفرنسية أن "المشاكل الداخلية في كل بلد عربي، تساهم في هذه اللامبالاة، تجاه الصراع في غزة، وخصوصاً ردود فعل الشعوب". أما بخصوص "صمت القادة العرب فلا شيء يثير الاستغراب"، بحسب سالينغ، الذي يوضح أنه "منذ سنة 1973 حتى الثورة التونسية سنة 2011، كان يسود سلام بارد بين إسرائيل وسورية، وسلام حقيقي مع مصر والأردن. ولو أن المطالب الفلسطينية حققت مرادها لتغيَّرَ التوازن في المنطقة".

وتربط صحيفة لاكَرْوا، بين مصلحة المسؤولين العرب، في الوقت الراهن، في الحدّ من نفوذ الإخوان المسلمين، الذين يُشكّلون تهديداً للمنطقة، وبين مصلحتهم في الدفع إلى تهميش حركة حماس، المنبثقة من الإخوان المسلمين، وترك إسرائيل تعمل في هذا الإطار".

وتجد الصحيفة الفرنسية، في سياسة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دليلاً على هذا الدعم لسياسة إسرائيل في غزة. فبعد أن كانت مصر، خلال فترة طويلة، وسيطاً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قامت، بعد انقلاب السيسي، بالانعطاف 180 درجة.

كما تلاحظ أن "السيسي، من خلال إغلاقه الحدود مع غزة، لم يقم فقط بعزل حماس بل عزل كل سكان غزة. هذا من دون إهمال التعاون الاستخباراتي بين مصر وإسرائيل".

قطر وحيدة عربياً

أصدرت الجامعة العربية، إعلان مبادئ واحداً، منذ بداية الصراع، ولم يُكلِّف أعضاؤها أنفسَهُم عناءَ الانتقال إلى القاهرة، كما فعلوا أثناء الهجوم الإسرائيلي سنة 2012. في ذلك الوقت "كانت مصر تُدار من قبل الرئيس محمد مرسي، الذي تدخَّلَ لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل".

أما في دول الخليج العربي، فتقول الصحيفة: "لم يرفع أي زعيم صوته ضد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو. بل على العكس هم فرحون من فكرة وضع إسرائيل، حدّاً لأعمال حماس الإرهابية". وأما قطر "فقد هُمِّشت دبلوماسياً من قبل جيرانها، بسبب دعمها للإخوان المسلمين في مصر، وفي غزة".

ولم يدعم قطر، في دعمها لصمود غزة، سوى تركيا "التي تستخدم لغة هجومية، متهمةً إسرائيل، بأنها "تجاوزت هتلر في البربرية"، متحدثةً عن قيامها بأعمال "إبادة" ضد السكان الفلسطينيين". ولكن العلاقات التركية الإسرائيلية ملتبسة، بحسب ما يؤكد المدير المساعد لمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، ديديي بيليون. ويوضح أن "تردي العلاقات بين البلدين، لم يؤدِّ إلى قطيعة سياسية ولا اقتصادية"، بل إن إسرائيل سلّمت تركيا طائرات من دون طيار.

موقف الغرب


وأما في الغرب، فإن وضعية الحليف التقليدي الذي تتمتع به دولة إسرائيل تمنع الرئيس الأميركي، باراك أوباما من التدخل. سبق للرئيس الأميركي أن حاول إطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيين، فاصطدم بلا مبالاة نتنياهو، بل بـ"أشكال من الاستفزاز".

وحول موقف الاتحاد الأوروبي، يقول الباحث جوليان سالينغ: "منذ عشرين سنة تخلت أوروبا عن الضغط السياسي على إسرائيل. وهي تُعوِّضُ من خلال منح المال للسلطة الفلسطينية، ومن خلال إعادة بناء ما تهُدِّمُهُ إسرائيل".

في فرنسا، استيقظ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أمس الأربعاء، من نومه الطويل، وأصدر بياناً مخجلاً يُدين فيه "إضفاء البعد الطائفي على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يتهم، ظلماً، مسلمي فرنسا، بأنهم معادون للسامية بمبرر مخادع وهو أنهم يشعرون بالقلق من المصير الرهيب والمتفرد الذي يعيش فيه المدنيون في غزة". ودعا المجلس "جميع مساجد فرنسا لإقامة صلاة الغائب على أرواح الضحايا الأبرياء".