وفاة نذير رشيد... من انقلابي ضد الملك إلى مدير للمخابرات الأردنية

21 مايو 2024
وزير الداخلية الأردني ومدير المخابرات العامة الأسبق نذير رشيد (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نذير رشيد، الوزير الأردني السابق ومدير المخابرات العامة الأسبق، توفي عن عمر يناهز 95 عامًا، تاركًا إرثًا من الخدمة العامة والعسكرية. وُلد في السلط بالأردن وتخرج من الكلية العسكرية في بغداد، وشهد فترات مهمة في تاريخ الأردن.
- واجه اتهامات بالضلوع في محاولة انقلابية ضد الملك حسين وفر إلى سوريا، لكنه عاد إلى الأردن بعد عفو ملكي وأعيد إلى الخدمة العسكرية والمخابرات، حيث شهد أحداثًا بارزة مثل معركة الكرامة.
- بعد تركه للمخابرات، شغل مناصب عدة بما في ذلك سفير في المغرب ووزير للداخلية، وأثارت مذكراته نقاشات حول دوره في السياسة الأردنية، متناولًا أحداثًا تاريخية وعلاقات الأردن مع الدول العربية.

توفي وزير الداخلية الأردني ومدير المخابرات العامة الأسبق نذير رشيد عن عمر ناهز 95 عاماً، مساء أمس الاثنين، وهو الذي عُرف بشخصيته العسكرية من المعارضة إلى الموالاة، ونشر مذكراته "مذكراتي؛ حساب السرايا وحساب القرايا".

ولد نذير رشيد في مدينة السلط، وسط البلاد، في 19 يوليو/تموز 1929، لعائلة شامية الأصل. درس في الكتاب أولاً، ثم انتسب للدراسة النظامية. أنهى دراسة الثانوية عام 1947، وشدّ الرحال عقبها إلى بغداد ملتحقاً بكليتها العسكرية التي زارها إبان رحلة كشفية في العام الذي سبق، وأحب أجواءها، وتخرج منها في شهر يوليو عام 1950، حيث التحق بعد ذلك بالجيش الأردني في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

عايش نذير رشيد اغتيال الملك عبد الله الأول بن الحسين في المسجد الأقصى في يوليو/تموز عام 1951، ثم عايش بعدها الفترة القصيرة لحكم الملك طلال بن عبد الله، ثم ولاية الملك حسين بن طلال منذ بدايتها في الثاني من مايو/أيار عام 1953، وحتى وفاته في السابع من فبراير/شباط عام 1999. كان نذير رشيد من مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار في الأردن عام 1951، واتُهم بالضلوع في المحاولة الانقلابية التي وقعت ضد الملك الحسين عام 1957، وحينما علم بصدور الحكم الغيابي بالسجن 15 عاماً وأنه مطلوب حياً أو ميتاً، فر إلى سورية.

تطوّع نذير رشيد للقتال كقائد ميداني في عام 1958، إلى جانب المجموعات اللبنانية التي تمثل الدروز، والسنّة، والشيعة، الذين وقفوا ضد التمديد للرئيس كميل شمعون، لكنه حين رأى أن المعركة حُسمت، عاد إلى دمشق، وبقي متنقلاً بين سورية ولبنان، حتى صدر العفو الملكي العام عن جميع المعارضين المقيمين خارج الأردن عام 1965، ليعود بعد ذلك مباشرة إلى الأردن. وأعيد رشيد إلى الخدمة العسكرية مرة أخرى ضابطاً في جهاز المخابرات الأردنية برتبة رائد في فبراير/شباط من العام 1968، وعُيّن مسؤولاً عن فرع إسرائيل في الدائرة، ورُفع إلى رتبة مقدم بعد مضي ستة أشهر.

وشهد نذير رشيد أحداث معركة الكرامة، وكل مراحل التوترات بين الفلسطينيين والدولة الأردنية، حتى اندلاع المواجهات الدامية بين الطرفين في عام 1970، حين أصبح نذير رشيد أحد المقربين من الملك حسين، وعيّنه رئيساً لجهاز المخابرات العامة، وهو من رشّح عدنان أبو عودة لمنصب وزير الإعلام في حكومة محمد داوود العسكرية.

وفي شهر مارس/آذار 1973، ترك رشيد رئاسة المخابرات العامة، وانتقل ليكون سفيراً للأردن في المغرب حتى مايو/ أيار عام 1974، حين تفرغ للعمل الخاص، حتى عُيّن عضواً في مجلس الأعيان عام 1989. بعد ذلك، أعاده الملك حسين وزيراً للداخلية في حكومة عبد السلام المجالي الثالثة التي شُكلت في عام 1997، وأُجريت في عهده الانتخابات التشريعية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1997 والتي قاطعتها الحركة الإسلامية.

بذل نذير رشيد جهده لثني الحركة الإسلامية عن مقاطعة انتخابات عام 1997 التي أشرف عليها، وانتقدها كثيراً حينما قاطعت، ثمّ بقي في منصبه حتى قدمت حكومة المجالي استقالتها في سبتمبر/أيلول من العام 1998. أثار أداء رشيد الوزاري الجدل، ويذكر مواطنون قوله على شاشة التلفزيون "كل أعضاء الأحزاب بجمعهم على منسف"، في إشارة منه إلى قلة عددهم وتأثيرهم. وأثار كتاب مذكراته "حساب السرايا وحساب القرايا"، الذي جمع بين أحداث التاريخ والمذكرات لنصف قرن من تاريخ الأردن وتاريخ القوات المسلحة وتاريخ المؤلف، وسيرة شخصيات أردنية عاصرها، وعلاقات الأردن مع الدول العربية، الكثير من اللغط والنقاشات، خاصة في ما يتعلق بما عرف بمحاولة الضباط الأحرار للانقلاب على الحكم، والتي اعتبرها مناورة وليس محاولة اغتيال، ونفيه الكامل لدور الفصائل الفلسطينية في معركة الكرامة.

المساهمون