ما الرسائل التي حملتها السفيرة الأميركية في العراق إلى المالكي؟

22 يناير 2024
رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي (أوليفييه دولييري/Getty)
+ الخط -

التقى نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق والقيادي في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي"، السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، مساء أمس الأحد، بالتزامن مع ترقب رد عسكري أميركي على القصف الذي طاول قاعدة "عين الأسد"، مساء السبت الماضي، وأسفر عن وقوع إصابات بين العسكريين الأميركيين وفقاً لما أفاد به مسؤولون في البنتاغون.

وجاء الإعلان عن اللقاء من المكتب الإعلامي للمالكي الذي قال، في بيان، إن الجانبين بحثا "مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين". وأكد المالكي "أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون، وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين"، مشدداً على "ضرورة تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين لاسيما اتفاقية الإطار الاستراتيجي بما ينسجم مع أهمية المرحلة الراهنة".

وأكد البيان "حرص بغداد على ضرورة إنهاء العدوان الصهيوني وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات"، مشيراً إلى "الأزمات الكثيرة التي تواجه المنطقة لاسيما الأحداث في فلسطين المحتلة ولبنان والبحر الأحمر وشمال سورية والعراق".

ونقل البيان عن رومانوسكي دعم بلادها لـ"استقرار العراق" وتأكيدها "الاستمرار في مواصلة الحوارات بين البلدين من أجل تعزيزِ مشاريع الشراكةِ في مختلف القطاعات المهمةِ والحيويةِ".

المالكي ظهر متجهماً

وهذا اللقاء هو الأول من نوعه بين المالكي والسفيرة الأميركية منذ انتهاء الهدنة بين واشنطن والفصائل العراقية إثر شن إسرائيل الحرب على غزة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتصعيد الفصائل هجماتها على المصالح الأميركية في العراق والمنطقة وما رافق ذلك من ردود أميركية استهدفت مقار الفصائل في العراق وقتل عناصر وقيادات فيها.

وفتح اللقاء التكهنات حول أسبابه، لا سيما أن الإعلان عنه جاء فقط من جانب المالكي الذي ظهر متجهماً في الصورة الوحيدة للقاء، التي نشرها مكتبه، ومن المعروف أن المالكي يملك تأثيراً كبيراً على معظم الفصائل الناشطة في العراق تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق".

وقال نائب عراقي بارز في البرلمان لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء بحث ملف "الهجمات المتبادلة بين واشنطن والفصائل"، مؤكداً في اتصال هاتفي أن "واشنطن نقلت رسالة مفادها أهمية وقف هجمات الفصائل المسلحة على المصالح الأميركية، والتزام القوات الأميركية بالرد على تلك الهجمات".

وكشف النائب عن رفض واشنطن الدخول في أي مناقشة أو حوار بشأن وضع قواتها بالعراق مع استمرار الهجمات الصاروخية، مشيراً إلى أن المالكي سيجري لقاءات مع زعامات الفصائل وزعامات في الإطار التنسيقي لنقل الموقف الأميركي من التوتر الحالي.

من جهته، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي، لـ"العربي الجديد" إن اللقاء جاء لـ"إيصال رسائل أميركية مباشرة للمحور العراقي الحليف لإيران"، مضيفاً أنه "على الاغلب لم تكن الرسائل ودية. واشنطن تعتبر أن أي حديث عن خروجها من العراق هو إيراني بالدرجة الأولى، وتتعامل مع الهجمات الحالية على قواعد تستضيف جنودها بأنها جزء من الضغط، لذا لا يُتوقع منها أي تنازل يُفهم منه نجاح هذا الضغوط".

وأكد النعيمي أن واشنطن اختارت المالكي لأنه "الأقرب من الفصائل التي تتبنى الهجمات، وقد يكون جاء بعد إخفاق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأداء هذه المهمة".

واستغرب الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرة داغي، مجريات اللقاء وقال في تدوينة له على منصة "إكس" إن "المالكي يدعو خلال لقائه السفيرة الأميركية لإنهاء الهجمات المتبادلة.. توقعت أنه طلب منها الخروج فورا من البلاد نظراً لخطاب أتباعه وأنصاره!".

وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، جدد، يوم الخميس الماضي، تأكيده مساعي بلاده لإنهاء مهام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، معتبراً أنه "ضرورة" لأمن واستقرار البلاد.

وقال السوداني، خلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: "نكن التقدير والاحترام للموقف الدولي ووقوفه معنا ضد (داعش)"، مؤكداً أن "جاهزية القوات المسلحة عامل استقرار للوضع في العراق، ومن أجل ذلك، بدأنا تنفيذ التزام للحكومة بترتيب حوار انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تعرّضت قواعد الجيش الأميركي لأكثر من 120 هجوماً في العراق وسورية، كان معظمها بصواريخ وطائرات مسيّرة هجومية.

المساهمون