"ليبراسيون": "حماس" ربحت معركة الرأي العام الفلسطيني

"ليبراسيون": "حماس" ربحت معركة الرأي العام الفلسطيني

05 اغسطس 2014
تفاجأ الغزاويون من قوة المقاومة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
ربحت حركة "حماس" معركة الرأي العام الفلسطيني، إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم يساهم هدف العدوان، المتمثل في إضعاف فصائل المقاومة في وعي الفلسطينيين، سوى بتقويتها.

وكشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في عددها الصادر، يوم الاثنين، أن "الهجوم الإسرائيلي أتاح لحماس، أن تستعيد شعبيتها في الأراضي الفلسطينية، بعد أن كانت تبدو ضعيفة، في الأشهر الأخيرة، بسبب اللعبة الإقليمية الجديدة".

ورصد مبعوث الصحيفة إلى غزة، لوك ماتيو، أحوال التضامن والتأييد لحركة حماس والمقاومة المسلحة، ورأى أن "في المدارس والشقق وفي الشارع وفي الحوانيت النادرة، التي لا تزال مفتوحة، يعبر سكان غزة عن تفاجئهم من القوة العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وأضاف: "للمرة الأولى يتسلل المقاتلون، عبر أنفاق، خلف الخطوط الإسرائيلية. وتصل صواريخهم إلى حيفا وتل أبيب، حيث اضطر المطار الدولي الإسرائيلي إلى الإغلاق خلال يوم كامل، كما سقط 64 جندياً إسرائيلياً، مقارنة مع خسارتها لجنديين فقط خلال حرب 2012".

ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعده، قوله إن: "حماس، من دون شك، أكثر شعبية مما كانت عليه، في أوائل شهر يوليو/تموز الماضي، فقد كانت منهكة وتتعرض للانتقاد ومعزولة سياسياً، ولكن الجميع، اليوم، يصطف خلفها. لقد عادت إلى المقام الأول ليس فقط في قطاع غزة، بل، وأيضاً، في المنطقة".

ويؤكد رئيس قسم اللغة الفرنسية في الجامعة ذاتها، زياد مدوخ، هذا الرأي، ولفت إلى وجود: "نوع من الاعتزاز لمجرد التواجد بغزة، والصمود خلال 26 يوماً أمام القصف والتدمير". وتابع: "أنا متأكد أن هذه المقاومة، مقاومة المدنيين، الناس العاديين، تقوي من عزيمة المقاتلين. وإن نجاحهم يُعزز نجاحنا".

ويلاحظ أبو سعده أن "حماس تعلمت كثيراً من دروس الغزو الإسرائيلي سنة 2008. فشيدت أنفاقاً جديدة. وحصّلت وصنّعت صواريخ بعيدة المدى. بل وصنعت طائرات من دون طيار".

ولا يخفي الصحفي الفرنسي دور إيران، في نقل التكنولوجيا وفي تدريب المقاتلين الفلسطينيين على صناعة هذه الصواريخ. وشدّد على الحظوة التي باتت تتمتع بها الحركة في الوقت الراهن، بعد أن
"كانت منهكة قبل الهجوم الإسرائيلي. فقد أبعدتها الحرب في سورية عن إيران. وفقدت دعم مصر بعد عزل الرئيس، محمد مرسي، إذ شددت السلطات المصرية الحالية من ظروف دخول معبر رفح. وأعطت الأوامر بتدمير معظم أنفاق الإمداد، التي كانت تلتفّ على الحصار الإسرائيلي".

 لم يتبقّ لدينا شيءٌ نخسره

السؤال حول المدى الزمني، الذي يمكن لـ"حماس"، أن تعتمد خلاله على هذه الشعبية، يأتي متعدد الإجابات، بحسب تقرير الصحيفة. وبحسب أبو سعده، "فإن حصل هذا في عدة أيام أو عدة أسابيع، سيكون هناك بالضرورة مَن سيشكك في استراتيجية حماس، إذا لم يتم وقف إطلاق النار". وأشار إلى "الوضعية القاسية بالنسبة لـ 200 ألف مهجر، الذين لا يملكون بيتا ويعيشون مكدسين في أماكن تواجدهم. هم منهكون". لكن مدوخ، يبدو أكثر تفاؤلاً، إذ يشدد على "المطلب الواحد، وهو أن ترفع إسرائيل الحصار. وإلا فإن الحياة لا تطاق. وهذه المرة، لن نتخلى، ولن نقبل مخرجا آخر لهذه الحرب."

وتبقى الإجابة الأكثر قوة، تأتي من محمود، المواطن العادي، الذي لا ينتمي إلى حركة حماس ولا الجهاد، وسبق له أن أطلق على أول أولاده اسم، ياسر عرفات، إذ يقول: "لم يتبق لدي ما أخسره"، وقد اختار اسم ابنه القادم: "خالد مشعل"، ويضيف بأن "الأبناء الآخرين سيحظون بأسماء وفق تراتبية قيادة المقاومة".

 

المساهمون