فصائل مسلحة تحتجز عناصر من قوات النظام السوري جنوب السويداء

فصائل مسلحة تحتجز عناصر من قوات النظام السوري جنوب السويداء

09 يوليو 2023
قطع المسلحون طريق دمشق - السويداء الرئيسي عند منطقة "جسر سليم" (فيسبوك)
+ الخط -

احتجزت مجموعات كبيرة من الفصائل والمسلحين في محافظة السويداء جنوب سورية، اليوم الأحد، عدداً من الضباط وعناصر جيش النظام السوري على خلفية توقيف شاب في دمشق وهو بحالة صحية سيئة.

وقالت عدة مصادر في السويداء لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحين قاموا بعد ظهر اليوم الأحد، بقطع طريق دمشق - السويداء الرئيسي عند منطقة "جسر سليم" الحيوية، وأوقفوا كل السيارات العابرة بحثاً عن عناصر وضباط أمنيين أو عسكريين، وقاموا باحتجاز عدد منهم.

وأضافت المصادر أنّ العمل جاء على خلفية احتجاز أحد أبناء المحافظة على حاجز أمني في دمشق بتهمة التخلف عن الخدمة العسكرية، مشيرةً إلى أن المحتجز "كناز حيلاني" يعاني من وضع صحي صعب لا يسمح له بالخدمة، ويعمل على إنهاء أوراق التسريح من الخدمة الإلزامية.

في حين ذكر أحد المقربين من حيلاني أنّ السلطات أعطت وعودا سابقة بإحالته إلى لجنة طبية لدراسة وضعه الصحي وتخلفت عن وعودها وأبقته في سجن القابون لأكثر من شهرين، على الرغم من الكسور في ركبتيه وقدميه نتيجة حادث سابق.

في هذه الأثناء، بدأت اتصالات مكثفة من السلطات في دمشق لحل الأزمة وإطلاق سراح الموقوفين من الضباط والعساكر، وقد تدخل أيضاً عدد كبير من الوجهاء ورجال الدين، ما شكل ضغطا على الفصائل واضطروا لإطلاق سراح الموقوفين لديهم بعد وعود بأن يُطلق سراح "حيلاني" ويصل إلى السويداء اليوم.

وقال أحد قادة الفصائل لـ"العربي الجديد"، إنهم قاموا ببادرة حسن نية وفك احتجاز الموقوفين، وسينتظرون إطلاق سراح "حيلاني" حتى صباح الغد، وإذا لم يحصل ذلك سوف يعودون بقوة أكبر، ولن يقبلوا المساومة بعدها.

وشهدت شوارع السويداء احتجاجاً مشابهاً وقطع للطرقات، في 30 يونيو/ حزيران، على إثر توقيف حافلة ركاب تقل رحلة سياحية من النساء والأطفال إلى بعض مناطق دمشق السياحية، حيث أوقف أحد الحواجز الأمنية السائق "جودت عبد الباقي" واحتجز الحافلة بعدما أنزل منها الركاب إلى الشارع في منطقة تدعى "حتيتة التركمان"، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات في السويداء المدينة، تخللها إطلاق أعيرة نارية في الهواء والتهديد من المحتجين بمهاجمة المراكز الأمنية.

وخلال ساعات قليلة، قامت الجهات الأمنية في دمشق بفك احتجاز الحافلة وتسليمها لشقيق السائق الموقوف ليعود بالركاب إلى السويداء، وفي نفس الوقت تحويل السائق إلى القضاء في دمشق لينال محاكمة تخص حادث سير وادعاء سابقا.

وكانت سلطات النظام قد اعتقلت، الخميس الماضي، شخصاً من أبناء بلدة المزرعة الواقعة في الريف الغربي من السويداء يدعى "خالد حسان"، واقتادته إلى أحد الأفرع الأمنية.

في حين أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن حسان البالغ من العمر 54 عاماً كان يعمل في سلك الشرطة قبل الأحداث السورية، وقد تم اعتقاله بناءً على تقرير أمني يصفه بالمعارض لسياسات النظام.

وأكد الناشط المدني هاني عزام لـ"العربي الجديد"، أنّ سلطات النظام لم تقتنع بعد بأنّ أبناء المحافظة لن يخدموا في جيش النظام، ولن يقبلوا أن يوجهوا بنادقهم إلى صدور السوريين، وما زالت السلطات تستفز أهالي السويداء من حين لآخر باعتقال أو بخطف أو أعمال فتنة داخلية دون أن تُدرك أن هذه الأعمال تزيد من تسلح الناس وغضبهم على الجهات الأمنية.

وأضاف أن "مطالب الناس واضحة، وعلى الجهات الأمنية ترك دورها للقضاء العادل في محاكمة الناس ووقف الاعتقال التعسفي والخطف والتغييب".

يُذكر أن فصائل السويداء لا تهادن في أي عمل يمس أحد المقربين منها، ولا تدخل في مواجهة مباشرة فيما بينها، وهذا الأمر يساهم إلى حد كبير في وأد الفتنة والنزاع المسلح بين أبناء المحافظة.