شهادات من قطاع غزة: الاحتلال دهس عشرات الفلسطينيين عمداً وهم أحياء

شهادات من قطاع غزة: الاحتلال دهس عشرات الفلسطينيين عمداً وهم أحياء

03 مارس 2024
تعمدت دبابات جيش الاحتلال سحق أجساد مدنيين وهم أحياء بصورة مروعة (Getty)
+ الخط -

حالات دهس لمدنيين بعد تكبيلهم وتعريتهم من الملابس

عمليات الدهس استهدفت عائلات بأكملها

تفاصيل مروعة أوردها المرصد حول عمليات الدهس

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، إنه وثق عشرات من الحالات تعمدت فيها دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي دهس مدنيين وهم أحياء في قطاع غزة.

وأورد المرصد الحقوقي إفادات حول عمليات سحق أجساد مدنيين وتفتيتها، في سيناريوهات عدة مروعة كان يتم فيها أحياناً تكبيل الضحية قبل دهسه عن سبق إصرار.

إحدى الحالات التي أوردها المرصد كانت لشاب في حي "الزيتون" بمدينة غزة يوم 29 فبراير/شباط المنصرم، إذ اعتقل جيش الاحتلال الضحية وقيد يديه بقيود بلاستيكية وأخضعه للتحقيق قبل دهسه بمركبة مدرعة.

ونقل المرصد عن شهود عيان قولهم إن الحادثة جرت في شارع "صلاح الدين" الرئيس في حي الزيتون وسبقها ربط الضحية بقيود بلاستيكية من جنود إسرائيليين ثم دهس جسده من الساقين إلى الأعلى، بعد وضعه على الأسفلت بدلاً من الرمال المجاورة لضمان سحق تام وكامل.

وبحسب المرصد، تظهر آثار واضحة لجرافة عسكرية أو دبابة على جسد الضحية المتهتك تمامًا والمنطقة المحيطة، فيما تم تجريد الضحية من ملابسه بتعمّد، وظهر مرتديًا ملابس داخلية فقط.

حادثة مماثلة أخرى أوردها المرصد، دهست فيها دبابة إسرائيلية عائلة داخل "كرفان" إيواء مؤقت في منطقة "أبراج طيبة" في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى مقتل شخص وابنته الكبرى، وإصابة أطفاله الثلاثة المتبقين وزوجته.

وأفادت ابنة الضحية "أمينة غانم" (13 عامًا) للمرصد، بأن دبابة إسرائيلية دهست الكرفان مرارًا وتكرارًا ودون سابق إنذار وهم نائمون، ما أدى إلى مقتل والدها وشقيقتها الكبرى، ونجاة من تبقى من العائلة. 

وفي 16 من الشهر نفسه، وثق المرصد أيضاً، إقدام الدبابات والجرافات الإسرائيلية على دهس نازحين وسحقهم داخل خيامهم في ساحة مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا، "ما أدى إلى مقتل عدد منهم، بمن فيهم مصابون، إلى جانب سحق جثامين قتلى كانت مدفونة في قبور في جانب من الساحة".

ويوم 20 فبراير/شباط، نجت أسرة فلسطينية بعدما داست جنازير دبابة إسرائيلية خيمة تقيم فيها على شاطئ بحر خانيونس، خلال عملية مفاجئة نفذتها قوات الاحتلال. وأفادت مواطنة أنها فوجئت بنفسها بين جنازير الدبابة التي داست خيمتها فجأة، وفقاً للمرصد.

تدمير ممنهج للممتلكات في غزة

إلى ذلك، أفاد المرصد بتوثيق حالات تدمير متكررة لممتلكات مدنية، ولا سيما المركبات خلال توغل دبابات الاحتلال البري في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وقال المرصد: "تعكس تلك الممارسات رغبات انتقامية لدى الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين كقومية بهدف القضاء عليهم وترهيبهم وإيذائهم جسديًّا ونفسيًّا"، مضيفاً أنها تأتي "نتيجة للحصانة المطلقة التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم وإفلاتهم المستمر من العقاب في ظل عدم اتخاذ أي إجراء لمساءلتهم ومحاسبتهم".

وعبر المرصد عن قلقه حيال أداء مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "تجاه ما يحصل في قطاع غزة من أخطر الجرائم الدولية ذات العواقب المدمرة على المدنيين". وقال: "على الرغم من الكم الهائل من الأدلة الاتهامية التي يقدمها ويعرضها مسؤولون وجنود إسرائيليون بأنفسهم، بالإضافة إلى التقارير التوثيقية والتحذيرات الصادرة عن الأمم المتحدة وخبرائها، والمنظمات الدولية، وحكومات العديد من الدول، ما تزال المحكمة تلتزم الصمت".