رئيس الأركان الأميركي يحمل الخارجية مسؤولية فشل الإجلاء في أفغانستان

رئيس الأركان الأميركي يحمّل وزارة الخارجية مسؤولية فشل الإجلاء في أفغانستان

30 سبتمبر 2021
انقسامات عميقة واتهامات متبادلة بين وزارة الخارجية والبنتاغون (فرانس برس)
+ الخط -

في جلسة استجواب سرية أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء، حمّل رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، وزارة الخارجية المسؤولية المباشرة عن الفشل في عملية الإخلاء من أفغانستان، قائلاً إن المسؤولين "انتظروا وقتاً طويلاً" ليأمروا بالخروج من مطار كابول، بحسب ما أورد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلاً عن مصادر مطلعة.

وتأتي تصريحات ميلي في الجلسة السرية أكثر تحديداً من تصريحاته أثناء الجلسة العلنية، والتي قال فيها إن مسألة ما إذا كان ينبغي إعطاء أمر الإخلاء في وقت سابق هي "سؤال مفتوح يحتاج إلى مزيد من التحري".

وبحسب "أكسيوس"، فإن شهادة ميلي، وقبله وزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال فرانك ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأميركية، تؤكد الانقسامات العميقة والاتهامات المتبادلة بين وزارة الخارجية والبنتاغون.

ويبحث المشرّعون الأميركيون في أسباب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، بما في ذلك عدم إجلاء الآلاف من الأفغان المتعاونين المعرضين للخطر، إلى جانب المغادرة دون إجلاء جميع الأميركيين.

وكانت وزارة الخارجية قد أرجأت عمليات الإجلاء بأمر من الرئيس بايدن، بعد أن حذّر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني من أن بدء عمليات الإجلاء في وقت سابق لأوانه من شأنه أن "يدمر الروح المعنوية ويؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية".

وكان جمهوريون قد حملوا إدارة بايدن مسؤولية الفشل في عمليات الانسحاب، ودعوا الجنرال ميلي، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، والرئيس بايدن إلى الاستقالة.

وفي جلسة الاستجواب، ذكر الجنرال الأميركي أنه غالباً ما يكون هناك خلاف بين وزارة الخارجية والبنتاغون، ولكن الخلاف في قضية الانسحاب من أفغانستان كان واضحاً بشكل خاص، بحسب مصادر "أكسيوس"، التي أضافت أن ميلي "لم يكن يلقي باللوم على جهة محددة، بل كان يتحدث من منظور عسكري بحت. قائلاً: "كلما أسرعنا في إخراج غير المقاتلين؛ أصبحوا أكثر أماناً"".

وبحسب "أكسيوس"، فإن وزير الدفاع، لويد أوستن، ذكر في شهادته العلنية أنه أمر بالبدء في الاستعداد لعمليات الانسحاب بعد إعلان بايدن، في إبريل/نيسان، أن الولايات المتحدة ستنسحب من أفغانستان. لكن وزارة الخارجية لم تأمر بذلك حتى 14 أغسطس/آب، أي قبل يوم واحد فقط من سقوط كابول في يد "طالبان".

وبرر مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لـ"أكسيوس" موقف الوزارة بتكرار تصريحات سابقة لميلي نفسه، ذكر فيها أنه لا أحد كان يعتقد أن قوات الأمن الأفغانية ستنهار في غضون 11 يوماً فقط.

وذكر أوستن أن الجيش كان قد نقل قوات إلى المنطقة وأجرى تدريبات، مكّنت لاحقاً آلاف الجنود من الوصول إلى كابول وتأمين مطارها بعد 48 ساعة من سقوط المدينة.

وبحسب تصريحات نقلها "أكسيوس" عن "مسؤول كبير" في إدارة بايدن لم يسمّه، فإن القيادة المركزية الأميركية وضعت خطة طوارئ لعملية إخلاء غير المقاتلين من أفغانستان، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة في كابول، بعد قرار بايدن بالانسحاب.

وبحسب المسؤول، "ناقش كبار القادة في مجلس الأمن القومي، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، والقيادة المركزية الأميركية، والاستخبارات؛ خطط الانسحاب في اجتماع مشترك في السادس من أغسطس/آب".

وكان وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أول مسؤول كبير من إدارة بايدن يدلي بشهادته أمام الكونغرس بشأن الانسحاب من أفغانستان، حيث واجه انتقادات حادة ودعوات للاستقالة من عدد من الأعضاء الجمهوريين. وقال أكبر نائب جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مايك روجرز، بعد جلسات الاستماع يوم الأربعاء: "علينا أن نعترف بأن وزارة الخارجية والبيت الأبيض تسببا بهذه الكارثة، وليس وزارة الدفاع".