خمس محطات رئيسية للحرب في أوكرانيا

14 فبراير 2023
رتل لجنود أوكرانيين على خط المواجهة في منطقة دونيتسك (فرانس برس)
+ الخط -

من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، إلى إعلان الغرب عن إرسال دبابات إلى كييف، خمس محطات رئيسية في نزاع مميت لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ عام 1945.

غزو واسع النطاق

فجر 24 فبراير/ شباط، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عملية عسكرية خاصة" من أجل "نزع سلاح" أوكرانيا والقضاء على "النازيين" فيها.

أكد أنه يريد الدفاع عن "جمهوريتي" لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرقي أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما، ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لروسيا ضد كييف طيلة ثماني سنوات.

بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء البلاد، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، في الشرق والجنوب.

أثار الهجوم الروسي، بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، سيلاً من الإدانات الدولية.

فرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا جرى تشديدها بمرور الوقت. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا، وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.

رعب في بوتشا

في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون، القريبة من البحر الأسود، بالإضافة إلى بلدات عدة حول كييف في وسط شمال البلاد.

لكن محاولتها السيطرة على العاصمة اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية، ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي.

في الثاني من إبريل/ نيسان، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها، بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية التي أعادت انتشارها في الشرق والجنوب، من أجل "الحفاظ على سيطرتها" على الأراضي التي تحتلها هناك.

في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين، حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية بالمدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف.

أثارت صور هذه المجازر، المنسوبة لروسيا، استياء الغرب والأمم المتحدة، وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.

طفل أوكراني بتامل حفرة بجوار مسكنه بعد هجمات صاروخية روسية (Getty)
طفل أوكراني يتأمل حفرة بجوار مسكنه بعد هجمات صاروخية روسية (Getty)

سقوط ماريوبول

في 21 إبريل/ نيسان، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف الذي كانت تحاصره قواته وتقصفه منذ أوائل مارس/ آذار، مما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية والمياه والكهرباء والتدفئة.

سمحت السيطرة على هذه المدينة لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من شبه جزيرة القرم (شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014)، والمناطق الانفصالية في دونباس.

لكن ما يقرب من 2000 مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى منتصف مايو/ أيار قبل الاستسلام.

قالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت، وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.

هجمات أوكرانية مضادة

في بداية شهر سبتمبر/ أيلول أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، قبل أن يحقق اختراقاً مفاجئاً وخاطفاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، ويرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف التي كانت مسرحاً لمعارك عنيفة.

في الجنوب، هدفت العملية إلى استعادة خيرسون الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الغزو.

خطوة بخطوة، استعاد الجيش الأوكراني المزود بأنظمة عسكرية غربية عشرات البلدات، وقصف بلا توقف مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية في المنطقة.

في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو إجلاء السكان، وإدارة الاحتلال من خيرسون.

وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي"، كما وصفه الرئيس زيلينسكي.

شتاء مظلم 

منذ أكتوبر/ تشرين الأول، قصفت روسيا بشكل منهجي محطات الطاقة والمحولات الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، فغرق السكان في الظلام والبرد القارس.

رجل يبيع أسماكاً مجففة على طول شارع بالقرب من خطوط باخموت الأمامية مع روسيا (Getty)
رجل يبيع أسماكاً مجففة على طول شارع بالقرب من خطوط باخموت الأمامية مع روسيا (Getty)

في يناير/ كانون الثاني، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات، لا سيما في دونباس، بدعم من قوات مجموعة فاغنر شبه العسكرية، ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين جرت تعبئتهم منذ سبتمبر/أيلول.

احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف.

في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة، وبعد فترة من المماطلة، خشية إثارة تصعيد، قرر الأميركيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة، من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات.

لم تعلن روسيا وأوكرانيا عن أعداد موثوقة لخسائرهما منذ شهور. وحسب تقديرات النرويج، خلّفت الحرب في أوكرانيا ما يقرب من 180 ألف قتيل وجريح في صفوف الجيش الروسي، و100 ألف في الجانب الأوكراني، إضافة إلى مقتل 30 ألف مدني.

(فرانس برس)