حرب غزة: نتنياهو معني باتفاق مرحلي

حرب غزة: نتنياهو معني باتفاق مرحلي

27 فبراير 2024
دفن للشهداء في خانيونس، أمس (أحمد زقوت/فرانس برس)
+ الخط -

تتسارع جهود الوسطاء، من أجل التوصل إلى اتفاق حول "هدنة مؤقتة" في غزة، على أمل الوصول لاحقاً إلى اتفاق يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، إذ اجتمع يوم الجمعة الماضي، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، ورئيس الموساد، ديفيد برنيع، ورئيس الاستخبارات المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في باريس للمرة الثانية، لإعادة التداول حول اتفاق الإطار الذي تعطل مساره أخيراً بشأن حرب غزة.

حرب غزة وحسابات نتنياهو

وتقول مصادر مصرية رسمية، وأخرى فلسطينية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "ربما يكون أكثر حرصاً على التوصل إلى اتفاق هدنة قبل حلول شهر رمضان (يبدأ في 10 مارس/آذار المقبل) شريطة عدم الالتزام بوقف إطلاق النار الدائم، وهو ما تدعمه فيه واشنطن أيضاً".

مصدر في "حماس": الاحتلال أنهى أعماله في خانيونس منذ أسبوعين

وبحسب قيادي في حركة "حماس" تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "الهدنة بهذه الصيغة، ستجعل نتنياهو يمسك العصا من المنتصف، إذ إنها ستحرّره من ضغط أسر الأسرى واستغلال منافسيه لورقة الرهائن ضده، ومن جهة أخرى لن يثير غضب المتطرفين في حكومته، كون الاتفاق مرحلياً ويمكن بعده استئناف حرب غزة، وهو ما يعني أن الأمر عبارة عن معركة عضّ أصابع بين نتنياهو وحكومته من جهة، والمقاومة وعلى رأسها حماس من جهة أخرى، يستخدم فيها نتنياهو معاناة سكان القطاع وتجويعهم للضغط على المقاومة وليّ ذراعها".

في موازاة ذلك، أكد قيادي بارز (آخر) في "حماس"، أن "المعلومات الميدانية الموثقة لدى الحركة، تشير إلى انتهاء جيش الاحتلال من أعماله العسكرية في خانيونس (جنوب القطاع) منذ نحو أسبوعين على أقصى تقدير"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاحتلال "انسحب من مناطق عدة في خانيونس تماماً، بعدما فشل في العثور على أي من قيادات الحركة أو أسراه". وأوضح أن "اقتحام جيش الاحتلال لمجمع ناصر الطبي، في مشهد تكرر طوال فترة العدوان مع أكثر من مستشفى رغم التنديد الدولي بتلك الخطوة، جاء لتصدير نصر معنوي بعدما فشل العدو في تحقيق أهدافه".

بحثٌ عن تهدئة في رمضان

وفي السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، لـ"العربي الجديد"، إن "حركة حماس في حاجة إلى التهدئة خلال شهر رمضان، والطرف الآخر يريد بدء عملية الإفراج عن المحتجزين لدى حركة المقاومة، والإدارة الأميركية تريد هذه التهدئة لاعتبارات ترتبط بالسياسة الداخلية الأميركية من جانب، ومن جانب آخر رغبتها في ضمّ السعودية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية (اتفاقيات التطبيع)، قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك لتسويقه داخلياً باعتباره انتصاراً لسياسة الإدارة في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، مع تحقيق تقدم على صعيد تسوية القضية الفلسطينية، بحسب الشروط السعودية في هذا الصدد".

بدوره، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، لـ"العربي الجديد"، إن "جهوداً مكثفة تبذل للتوصل إلى اتفاق لوقف النار، من جانب كل الأطراف: مصر وقطر وحماس من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، إذ إن الجميع لديه رغبة في وقف إطلاق النار قبل حلول رمضان، لأن استمرار حرب غزة، سيزيد من معاناة الفلسطينيين في القطاع، ومن غضب قد يعم أطرافاً عدة في المنطقة بما يهدد باتساع دوائر العنف في أكثر من موقع وتعميقها".

وأضاف حسن أن "كل الجهود تسعى للتوفيق بين طلب المقاومة الفلسطينية، بالوقف الكامل والدائم للقتال، وانسحاب إسرائيل من المدن في قطاع غزة، ورفع الحصار بالكامل عن المساعدات الإنسانية، والإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وبين رفض إسرائيل الوقف الكامل للقتال، والانسحاب من المدن والإفراج عن كل الفلسطينيين". وأشار إلى أنه "وفقاً لما صدر من تصريحات أميركية، فإن ثمّة أمل في التوصل إلى هدنة مؤقتة طويلة نسبياً قبل شهر رمضان، بحلول وسط بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكنه تفاؤل حذر يعتمد على ما يبديه الطرفان من مرونة نسبية".

إلى ذلك، رأى المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المفاوضات متعسرة للغاية، وفي نهاية المطاف، إسرائيل هي التي تقرر مصير المفاوضات، وهي مصرة على دفع سكان غزة في رفح إلى الأراضي المصرية"، وأشار الأشعل إلى أن "حكومة الحرب الإسرائيلية، هدّدت حماس إذا لم تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين قبل رمضان فلن توقف الحرب"، قائلاً إنها "تريد من المقاومة أن تتخلى عن فكرة (تبييض السجون)، ثم تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين، وإذا فعلت المقاومة ذلك، فستخسر الكثير بالتأكيد، لكن لا أحد يساعدها، والمشكلة الكبيرة أن إسرائيل تساعدها نظم عربية إلى جانب الغرب"، وفق رأيه.

تقارير عربية
التحديثات الحية

المساهمون