حسم تيار المعارضة داخل حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية والسياسية المعارضة في الجزائر، قيادة الحركة لمصلحته في المؤتمر العام الذي يختتم اليوم في العاصمة الجزائرية.
وزكّى مجلس شورى الحركة القيادي عبد العالي حساني رئيسا للحركة، دون انتخاب، بعد قرار منافسه عبد المجيد مناصرة سحب نيته في الترشح، والتي كان أعلن عنها قبل انعقاد المؤتمر، إذ يمثّل مناصرة تيارا يتبنى مواقف أكثر اقترابا من السلطة ولا يمانع في العودة إلى خيار المشاركة في الحكومة.
وأظهرت الانتخابات الداخلية لاختيار أعضاء مجلس الشورى حضورا أكبر لمؤيدي مرشح تيار المعارضة، ما دفع مناصرة إلى اتخاذ قرار عدم التقدم رسميا بالترشح، وهو ما سمح بتزكية مباشرة للمرشح الوحيد لقيادة مجتمع السلم.
وأشاد الرئيس الجديد للحركة عبد العالي حساني، في خطاب أمام المؤتمرين بعد تسلمه القيادة، بـ"التداول السلس على قيادة الحزب وتكريس الديمقراطية وتراكم التجارب السياسية"، مشيرا إلى أن الحركة ستستمر في "دعم الاستقرار السياسي للبلاد بالتعاون مع كافة القوى السياسية والمجتمعية والمؤسسات الرسمية".
وتعد حركة مجتمع السلم (من تيار الإخوان المسلمين) أكبر الأحزاب السياسية والإسلامية المعارضة في الجزائر، وتحوز أكبر كتلة نيابية معارضة في البرلمان، وتبدي منذ انسحابها من الشراكة مع السلطة وإنهاء مشاركتها في الحكومة، مواقف نقدية إزاء السلطة والسياسات الرسمية والخيارات الحكومية.
لكن وعلى الرغم من هذه المواقف، فإن الحركة تبدي، في الوقت نفسه، إسنادا سياسيا للمؤسسات والمواقف الرسمية تجاه القضايا الدولية، وتدعم موقف الدولة من قضايا رفض التطبيع وإسناد حركات المقاومة ومسائل الأمن القومي، كما كان رئيس الحركة المنتهية ولايته عبد الرزاق مقري قد استُقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون يوم الأربعاء الماضي، عشية انعقاد المؤتمر، في زيارة وداع سياسي.