تقليل أميركي من الهجوم على رفح وتأكيد إسرائيلي على "محدوديته"

تقليل أميركي من هجوم رفح وتأكيد إسرائيلي على "محدودية" العملية

07 مايو 2024
صورة تظهر حجم الدمار جراء القصف الإسرائيلي على رفح، 7 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الهجوم الإسرائيلي على رفح كان محدودًا ويهدف للضغط على حماس للموافقة على صفقة تخدم أهداف إسرائيل في الحرب على غزة، مع إبلاغ إسرائيل للولايات المتحدة بخططها قبل مكالمة بين بايدن ونتنياهو.
- الولايات المتحدة، ممثلة بجون كيربي، أعلنت معارضتها للهجوم على رفح، مؤكدة على موقفها الثابت وقلقها بشأن تعرض حياة المدنيين للخطر.
- إسرائيل تعبر عن خيبة أملها من السلوك الأميركي في المفاوضات مع حماس، وتفاجأ بموافقة حماس على الصفقة، مما أدى إلى تسارع الأحداث وبدء هجوم مكثف على معبر رفح.

"سي أن أن" عن مصدر: الهجوم على رفح محدود ويهدف للضغط على حماس

وفد إسرائيلي يتوجه إلى القاهرة اليوم لمحاولة سد الفجوات

"NBC": مجلس الحرب الإسرائيلي قد يجتمع بعد صدور تحديث عن المفاوضات

نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصدر وصفته بـ"المطلع على الخطط الإسرائيلية"، قوله إن الهجوم على رفح "محدود"، ويهدف في الأساس إلى مواصلة الضغط على حركة حماس للموافقة على صفقة تحقق أهداف إسرائيل في حربها على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه الغضب في إسرائيل من السلوك الأميركي بشأن عملية رفح واتفاق وقف إطلاق النار في غزة. 

وبحسب الشبكة الأميركية، فقد أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بخطط إخلاء شرق رفح وتنفيذ العملية قبل الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس الاثنين، بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي وقت سابق، شدد مسؤول كبير في البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة أوضحت للحكومة الإسرائيلية موقفها بشأن الهجوم على رفح.

وأكد مصدر آخر، في حديثه مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أن الهجوم على رفح "محدود للغاية"، وأن العملية تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية تكتيكية، وأن العملية البرية واسعة النطاق الذي يهدّد بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ أشهر "لم تبدأ بعد". وأضاف أن "الوفد الإسرائيلي المفاوض يتوجه إلى القاهرة، اليوم الثلاثاء، لمحاولة سد الفجوات بين الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل والاقتراح الذي وافقت عليه حركة حماس". ورجحت الشبكة أن يجتمع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي فقط بعد صدور تحديث عن المفاوضات.

البيت الأبيض لا يؤيّد اجتياح رفح

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم على رفح منذ البداية، وإن موقفها لا يزال سارياً، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول. وأضاف كيربي، في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن واشنطن على علم بالتقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ الهجوم على رفح جنوبي غزة، بغض النظر عمّا إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، لكنه لا يستطيع التحدث نيابة عن الجيش الإسرائيلي، وأن القرار يخص تل أبيب.

مصدر مطلع على خطة إسرائيل: هجوم رفح يهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية تكتيكية والضغط على حماس

وأردف كيربي: "أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن في مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أننا لا نؤيد الهجمات البرية على رفح، فهي من شأنها أن تعرض حياة المدنيين لخطر كبير". وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الجانب الإسرائيلي عدة مرات عن مخاوفها بشأن الهجوم على رفح، وعلناً. واعتبر أن قيام إسرائيل بعملية برية في رفح، حيث يلجأ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني، من شأنه أن يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر، وأنهم لا يريدون رؤية ذلك.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن الإدارة الأميركية تُقيّم موافقة حركة حماس على "مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل" الذي قدمته قطر ومصر، داخلياً ومع حلفائها في المنطقة، وإلى أنها تنتظر الرد الإسرائيلي. وبيّن: "كان لدى حماس ردّ في ما يتعلق باتفاق الرهائن، ونحن نقوم حالياً بتقييمه، ونتحدث عنه أيضاً مع شركائنا في المنطقة، ومدير المخابرات الأميركية ويليام بيرنز موجود في المنطقة ويعمل حالياً على ذلك في الميدان"، مشيراً إلى أنه لا يستطيع التعليق أكثر على المسألة لأنها نقطة حساسة.

مسؤول أميركي: الهجوم على رفح لا يمثل عملية عسكرية كبيرة

من جهته، قال مسؤول أميركي، أمس الاثنين، في حديثه مع وكالة رويترز، إنّ الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة. وأضاف المسؤول أن البيت الأبيض يركز على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح، مشيراً إلى أن الإسرائيليين لا ينفذون ذلك على ما يبدو. 

وفوجئت حكومة الاحتلال بموافقة حركة حماس على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مساء الاثنين، ولم يمض وقت قصير حتى بدأت هجوماً مكثفاً على معبر رفح، وقصفت عدة مواقع في قطاع غزة، كما تسارعت ردود الفعل الإسرائيلية التي حاولت إيجاد مبررات لرفض الصفقة، تارة بزعم أن رد حماس "مجرد ألاعيب"، وتارة أخرى بأنّ موافقتها ليست على النسخة ذاتها التي اقترحتها إسرائيل.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار لموقع والاه، اليوم الثلاثاء، إن إعلان حماس فاجأ الحكومة الإسرائيلية، وأشاروا إلى أن إسرائيل تلقّت الرد من الوسطاء بعد حوالي ساعة فقط من نشر الحركة موقفها على الملأ. ووفقاً للموقع العبري، عندما قرأ الإسرائيليون ردّ حماس، "فوجئوا باكتشاف العديد من البنود الجديدة فيه، والتي لم تظهر في الاقتراح الإسرائيلي الذي قدّمته مصر وقطر لحماس قبل نحو عشرة أيام".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "بدا أنه اقتراح جديد تماماً"، بينما قال اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين إنه عندما كان وفد حماس في القاهرة، في الأيام الأخيرة، قدّم المصريون اقتراحاً جديداً من دون تنسيقه مع إسرائيل. وذكر مصدر مطّلع لم يسمّه الموقع أن الولايات المتحدة دعت إسرائيل إلى المفاوضات التي جرت في القاهرة، لكنّ الإسرائيليين قرروا عدم إرسال وفد إلى مصر.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدّثوا للموقع إلى شعور إسرائيل بأنّ الأميركيين والمصريين والقطريين "خدعونا"، عندما صاغوا مسوّدة صفقة جديدة ولم يتصرفوا "بشفافية" مع إسرائيل، وفق ادعائهم. وقال اثنان منهم إن شكّاً كبيراً يساور إسرائيل في أنّ إدارة جو بايدن قدّمت ضمانات لحركة حماس، من خلال الوسطاء المصريين والقطريين، بأن تؤدي الصفقة إلى وقف الحرب.

خيبة أمل إسرائيلية من السلوك الأميركي

وذكر موقع "والاه" أنّ إسرائيل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل من السلوك الأميركي في المفاوضات بشأن الصفقة، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين كبار، لم يسمّهم، قولهم إنّ إدارة بايدن كانت على علم بالاقتراح الجديد المتعلّق بالصفقة التي تفاوضت عليها مصر وقطر مع حماس في الأيام الأخيرة، لكنها لم تطلع إسرائيل على ما يكفي من المعلومات قبل إعلان حماس قبولها للاقتراح.

ورفض مسؤول أميركي كبير هذه التصريحات، وفقاً للموقع ذاته، وقال إنّ مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية على اتصال وثيق مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن هذه القضية، مضيفاً "لم تكن هناك مفاجآت". وأضاف الموقع أنّ الطريقة التي سارت بها الأمور في الأيام الأخيرة خلقت في إسرائيل شعوراً بالحسرة وخيبة الأمل والشك تجاه الدور الأميركي في المفاوضات حول صفقة المحتجزين، الأمر الذي قد يزيد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويؤثر على مستقبل الجهود للإفراج عن المحتجزين.

موقع والاه: إسرائيل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل من السلوك الأميركي في المفاوضات بشأن الصفقة

وقال المسؤول الأميركي، الذي لم يسمّه الموقع، إنّ التفاوض بشأن الصفقة عملية معقّدة للغاية، لأنها تتم من خلال وسطاء في القاهرة والدوحة. وأضاف أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ إسرائيل أجرت المفاوضات بدافع حسن نية، وأنّ العرض الذي قدمته إسرائيل في نهاية إبريل/ نيسان كان "الأكثر سخاءً" حتى الآن، وتابع قائلاً: "من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، على حماس ببساطة إطلاق سراح المختطفين".