تجدد القصف التركي على مناطق "قسد" شمالي سورية وجرحى في طفس

10 اغسطس 2022
القصف التركي يتجدد على مواقع "قسد" (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

واصل الجيش التركي، مساء أمس، قصفه مناطق تخضع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمالي سورية، متسبباً بخسائر بشرية في صفوف المليشيا بالإضافة لمقتل طفل، فيما أصيب عناصر من المليشيا بقصف طاول موقعاً لهم في ناحية منبج تبين أنه من مناطق سيطرة النظام أصاب بالخطأ موقعهم.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القصف التركي تجدد على مواقع "قسد" في الرقة حيث طاول محيط الطريق الدولية حلب الحسكة وأدى إلى إصابة ثلاثة عناصر من المليشيات في موقع لهم بقرية المعلق وتسبب بأضرار مادية في مواقع بمنطقة مخيم عين عيسى شمالي الرقة.

وتحدثت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، عن مقتل طفل وإصابة آخرين من المدنيين وعناصر من "قسد" بقصف طاول مناطق في بلدة القحطانية بناحية القامشلي. وذكرت المصادر أن قرابة 20 قرية تعرضت للقصف في ناحيتي القامشلي وعامودا شمالي الحسكة، مشيرة إلى وجود إصابات بين المدنيين في قريتي سيكركا وتل زيوان في القامشلي.

وفي الشأن ذاته، قالت مصادر محلية إن قذائف سقطت قرب القاعدة الأميركية في منطقة سد مزكفت شمال شرقي ناحية القحطانية، كما سقطت قذائف قرب كنيسة مار جرجس للسريان في قرية محركان دون وقوع إصابات بشرية.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن القصف التركي في عموم المناطق أدى إلى مقتل طفلة وإصابة 11 من المدنيين، إضافة إلى إصابة عنصرين من قوات النظام السوري فضلاً عن الخسائر البشرية في صفوف "قسد".

بدورها، أفادت "قوى الأمن الداخلي" التابعة لـ"قسد"، بأن 9 مواطنين أصيبوا جراء القصف التركي بـ69 قذيفة على مناطق متفرقة في عامودا والدرباسية والقامشلي.

من جانبها كشفت "قسد" عن هوية الأشخاص الأربعة الذين قتلوا أمس جراء قصف جوي تركي على موقع لها في أطراف مدينة القامشلي شمالي سورية.

وأظهرت "قسد" في بيان لها أن أربعة عناصر تابعين لها بينهم امرأة قتلوا أمس في القصف الجوي التركي، وتوعدت بالرد على الجيش التركي انتقاماً لمقتل عناصرها.

وذكر المركز الإعلامي لـ"قسد" أن القتلى هم: هيفين عثمان، وعلي المسلط، ومحيي الدين إبراهيم، وماهر العزبة، بينما لم يوضح إذا كان من بينهم قيادي. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هؤلاء العناصر يشرفون على حفر الأنفاق والتحصينات التي تقوم بها "قسد" في محيط القامشلي.

مقتل قيادي كردي إيراني في القامشلي السورية 

إلى ذلك، قتل قيادي كردي يحمل الجنسية الإيرانية في مدينة القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سورية بسبب تفجير أكدت "الإدارة الذاتية" أنه ناجم عن قصف من طائرة مسيّرة تركية، إلا أنّ معطيات تؤكد أنه نتيجة انفجار عبوة ناسفة فُجّرت من بعد.  

وأعلنت ما تسمّى بـ "هيئة الداخلية" في "إقليم الجزيرة" في "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال شرقي سورية الأربعاء وفاة يوسف محمود رباني وهو قيادي في حزب "الحياة الحرة" الإيراني (بيجاك)، متأثراً بجراحه إثر إصابته بقصف من طائرة مسيّرة تركية على حيّ الصناعة بمدينة القامشلي في ريف الحسكة، مساء السبت، وفق الهيئة.

وأكد الباحث في مركز "جسور للدراسات" أنس شوّاخ، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ ما جرى في القامشلي مساء السبت "كان عملية تصفية داخل حزب العمال الكردستاني، أو نزاعاً داخلياً بين كوادر أجنبية وأخرى محلية تعمل على تقليص دَوْر هذا الحزب في شمال شرقي سورية"، مضيفاً أنّ "التفجير كان بعبوة ناسفة وليس بقصف من طائرة تركية كما ادعت الإدارة الذاتية".

وأشار إلى أنّ قائد القوات الروسية العاملة في محافظة الحسكة أبلغ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بأنّ بيانات المراقبة الجويّة في مطار القامشلي (يقع تحت سيطرة الروس) لم ترصد حركة للطيران المسيّر التركيّ في توقيت الحادثة، وذلك ضمن دائرة نصف قطرها 70 كم في محيط موقع التفجير.

وأعرب الشواخ عن اعتقاده بأنّ "عملية السبت ربما تكون استجابة للضغوط الأميركية المتواصلة لتحييد العناصر غير السوريين التابعين لحزب العمال لتجنّب التهديد التركي"، وفق قوله.  

ويعد "الحياة الحرة" نسخة إيرانية من حزب العمال الكردستاني التركي الذي تشير المعطيات والوقائع إلى أنه بات المتحكم الرئيسي بمفاصل القرار في الشمال الشرقي من سورية والذي يقع تحت سيطرة قوات "سورية الديمقراطية" (قسد) والتي تعد هي الأخرى امتداداً لهذا الحزب كون المهيمن عليها هو حزب الاتحاد الديمقراطي وهو نسخة سورية من "العمال".

وينشط حزب "الحياة الحرة" الذي تأسس عام 2004 ويضم جناحين؛ سياسي وعسكري، في المحافظات الإيرانية الغربية ذات الغالبية الكردية. وقُتل في سورية بقصف الطيران التركي المسيّر العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني من جنسيات إيرانية وتركية، آخرهم قيادي يُدعى شيار، وهو تركي الجنسية وكادر قيادي في حزب العمال الكردستاني والمسؤول عن حفر الخنادق في الحزب، وذلك في قصف مساء السبت على القامشلي.

وكان الجيش التركي قد قتل، في مايو/ أيار الماضي، مسؤول حفر الأنفاق في "قوات سورية الديمقراطية" بقصف من طائرة مسيّرة استهدف سيارته بالقرب من بلدة الدرباسية في ريف الحسكة. وأعلنت تركيا في حينه مقتل (محمد آيدن) الكادر في حزب "العمال الكردستاني" خلال استهداف مسيّرة تركية لموقع عسكري بمحافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية.

وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني والأحزاب التي تدور في فلكه خطراً على أمنها القومي، لذا تستهدف قياداته وعناصره في سورية وتركيا والعراق.

وكان النظام السوري سلّم وحدات "حماية الشعب" الكردية، وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، في يوليو/ تموز من عام 2012 المناطق ذات الغالبية الكردية من السكان في الشمال الشرقي من سورية، بهدف ضبط الشارع الكردي الذي كان منخرطاً في الثورة ضد النظام. وسرعان ما اتسع نطاق سيطرة الوحدات الكردية، ليشمل نحو ثلث مساحة سورية من خلال "قوات سورية الديمقراطية" التي تأسست في عام 2015 لمحاربة "داعش" حيث تعد هذه الوحدات الثقل الرئيسي في هذه القوات. 

اشتباكات في حلب

في غضون ذلك، وقعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السورية المسلحة في محور بلدة تادف بريف حلب الشمالي، وذكرت "حركة التحرير والبناء" التابعة للمعارضة أن الاشتباكات جاءت عقب محاولة تسلل من عناصر للنظام على جبهة تادف، مضيفة في بيان لها أنها أحبطت محاولة التسلل وحققت إصابات مباشرة في صفوف النظام.

وقبيل عملية التسلل وصلت تعزيزات عسكرية للمليشيات التابعة للنظام إلى بلدة تادف، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المليشيات قصفت بالخطأ موقعاً لـ"قسد" في المنطقة الواصلة بين قريتي المقبلة وأبو منديل جنوب مدينة منبج، ما أدى إلى إصابة خمسة عناصر من "قسد".

وفي سياق متصل، ذكرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي هاجمت دورية لـ"قسد" في قرية الرز بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الدورية وفرار المهاجمين إلى جهة مجهولة.

جرحى في مدينة طفس

وفي جنوبي سورية، قال "تجمع أحرار حوران" إن مدنيين جرحوا صباح اليوم في مدينة طفس غربي درعا، إثر قصف قوات النظام الأحياء الجنوبية من المدينة.

ويأتي ذلك رغم عقد اتفاق مع اللجنة الممثلة للأهالي في المدينة حول مطلب النظام بإخراج مطلوبين له من المدينة مقابل عدم تنفيذ عملية عسكرية ضدها، وشهدت المدينة خلال الأسبوع الماضي حركة نزوح للمدنيين تخوفاً من أي عملية عسكرية قد يشنها النظام في المدينة.

وتتهم مصادر محلية النظام باتخاذ مطلوبين له ذريعة من أجل اقتحام المدينة والسيطرة عليها عسكرياً، وكانت المصادر قد أكدت لـ"العربي الجديد" أمس خروج المطلوبين للنظام من المدينة، وهو ما أعلنت عنه أيضاً اللجنة الممثلة لأهالي المدينة.

ثلاثة قتلى في مخيم الهول

قتل ثلاثة أشخاص على يد مسلحين مجهولي الهوية يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" في مخيم الهول الواقع تحت سيطرة "قسد" شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن شقيقين عراقيين قتلا اليوم على يد مجهولين في القطاع الخامس من مخيم الهول كما قتل شخص ثالث من النازحين السوريين في القطاع الخامس من المخيم، مضيفة أنهم قتلوا جميعاً بطلقات نارية في الرأس.

ورجحت المصادر وقوف خلايا تنظيم "داعش" وراء الجريمة في المخيم الذي يعاني من فلتان أمني متواصل منذ شهور طويلة، رغم محاصرته بشكل تام من قبل قوات "قسد" وشنها العديد من حملات الاعتقال والتفتيش في المخيم حيث يعيش آلاف العراقيين والسوريين من بينهم عائلات من ذوي عناصر تنظيم "داعش".

وذكرت المصادر أن النازح السوري المقتول ينحدر من الميادين الخاضعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، وفر إلى المخيم على إثر العمليات العسكرية ضد التنظيم في المنطقة.

وأضافت أن الشابين العراقيين كانا قد فقدا أمس في المخيم في ظروف غامضة وعثر عليهما اليوم مقتولين، حيث جرى إبلاغ قوات الأمن في المخيم التي فتشت المنطقة واتهمت خلايا "داعش" بالجريمة.

المساهمون