بن زايد في القاهرة… استعادة تنسيق المواقف بشأن الأزمة السودانية

بن زايد في القاهرة خلال أيام… استعادة تنسيق المواقف بشأن الأزمة السودانية

09 مايو 2023
بن زايد والسيسي في أبوظبي، 12 فبراير الماضي (الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن ترتيبات خاصة تجرى لزيارة مرتقبة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأوضحت المصادر، في أحاديث منفصلة لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تهدف إلى "استعادة تنسيق المواقف بين القاهرة وأبوظبي، وهو ما غاب في أعقاب اندلاع الصراع في السودان، والاقتتال الحاصل بين القوات المسلحة بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي".

مصدر دبلوماسي مصري: زيارة بن زايد تأتي ضمن تحركات إماراتية لصياغة رؤية لحل الأزمة السودانية

وقال مصدر دبلوماسي مصري معني بالشأن الأفريقي إن "زيارة رئيس الإمارات المرتقبة إلى القاهرة تأتي ضمن تحركات إماراتية لصياغة رؤية لحل الأزمة، وحشد الدعم اللازم لها، خاصة في دول الجوار السوداني".

تجاوب مصري مع التحركات الإماراتية

وكشف المصدر عن أن "تجاوب مصر مع التحركات الإماراتية يأتي ضمن تفاهمات بين مصر والإمارات حول عدد من الملفات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، من بينها الملف الاقتصادي".

ويعاني النظام المصري تحت ضغط الأزمة الاقتصادية القوية التي تواجهها البلاد، في ظل تعطل اتفاق صندوق النقد الدولي بشأن صرف الشريحة الثانية من القرض الجديد، وكذا تعليق الصناديق الخليجية عدد من صفقات الاستحواذ على شركات مصرية، لحين تحقيق مرونة في سعر العملة المحلية، وهي الخطوة التي تؤجلها الحكومة المصرية لحين توفر سيولة دولارية.

وينتظر صندوق النقد الدولي تنفيذ مصر المزيد من الإصلاحات واسعة النطاق، والتي تعهدت بها قبل إجراء المراجعة الأولى لبرنامج إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار، حيث يريد الصندوق أن يرى صفقات خصخصة لأصول الدولة، ومرونة حقيقية في العملة المصرية، لضمان نجاح المراجعة.

ترجيحات بوديعة إماراتية جديدة

ورجح المصدر أن يتبع زيارة بن زايد المرتقبة إلى القاهرة "الإعلان عن وديعة إماراتية جديدة تدخل البنك المركزي المصري"، مشيراً إلى أن "قيمة الوديعة لا تزال محل دراسة بين الجانبين، لكنها في الوقت ذاته لن تقل عن ملياري دولار".

وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية نقلت، في تقرير نشر في 28 إبريل/نيسان الماضي، عن مصرفي مقيم في دبي مطلع على المفاوضات، قوله إن "صندوق أبوظبي السيادي ADQ (الأداة الإماراتية الرئيسية التي تستثمر في مصر)، أوقف مشاريعه مؤقتاً في البلاد، حيث لا شهية لأي شيء جوهري في الوقت الحالي". وأضاف أن هذا الأمر "قد يتغير بعد زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة".

وقالت الصحيفة إن الإمارات "لا تزال ملتزمة بمساعدة القاهرة، لكن من المرجح أن تقدم أبوظبي الدعم عبر برنامج صندوق النقد الدولي"، حسب ما قال أشخاص على دراية بالأمر.

العمل على اجتماع موسع لبحث الأزمة السودانية

وتعمل كل من القاهرة وأبوظبي على عقد اجتماع موسع لبحث الأزمة السودانية، بحسب دبلوماسي مصري آخر تحدث لـ"العربي الجديد". وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري لكل من تشاد وجنوب السودان تأتي في إطار تلك التحركات، التي تسعى من خلالها القاهرة أيضاً إلى طرح تأثير الأزمة في السودان على قضايا تهم الغرب، وفي مقدمتها قضية "الهجرة غير الشرعية".

وترمي التحركات الإماراتية الأخيرة إلى مزيد من تنسيق المواقف، وتجاوز التباينات في عدد من الملفات العربية والإقليمية، وترتيب جديد في السياسات الخاصة بالمساعدات الاقتصادية، والتأكيد كذلك على دور إماراتي مؤثر في الملف السوداني، يستدعي لتقويته المزيد من التفاهمات مع أطراف أخرى، من بينها الجارة الأقرب للسودان، مصر، التي يمكن أن يؤدي التعاون معها إلى تأثير أكبر في الأزمة السودانية، من خلال ما يملكه الطرفان من علاقات بطرفي الأزمة.

تعمل القاهرة وأبوظبي لعقد اجتماع موسع لبحث الأزمة السودانية

يذكر أن آخر زيارة قام بها رئيس دولة الإمارات إلى مصر كانت في 12 إبريل الماضي، قبل ساعات من اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وبعض المدن الأخرى، والتي بدأت صباح 15 إبريل الماضي.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، وقتها، إن الرئيس الإماراتي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بحثا سبل تطوير آليات وأطر التعاون المشترك في جميع المجالات، لما فيه مصلحة للشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى التنسيق الحثيث تجاه التطورات الإقليمية المختلفة، في ضوء ما يمثله التعاون والتنسيق المصري الإماراتي من دعامة أساسية، لترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة".

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً "تبادل وجهات النظر بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً إزاء سبل التعامل مع تلك القضايا، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة، لتعزيز التعاون والتنسيق والتضامن بين الدول العربية، لمجابهة التحديات المتزايدة على الأصعدة كافة".

المساهمون