حمّلت "الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في سورية"، اليوم الخميس، النظام السوري مسؤولية الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء (جنوباً)، خلال اليومين الماضيين، وأسفرت عن مقتل 17 شخصاً وإصابة أكثر من 35 آخرين.
وأبدت الرئاسة الروحية، في بيان أصدرته، اليوم الخميس، استغرابها من نأي النظام بنفسه عن الأحداث الدامية الأخيرة، وطالبته بمحاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة، الذين وصفتهم بأنهم "أكبر المطلوبين على سجلات الدولة".
وحذّرت في بيانها كل من تسول له نفسه بالعودة والانجرار خلف ما وصفتها بـ"الرذيلة والمعصية"، مهددةً بأنهم "سيلاقون مصير الخونة بلا رحمة ولا تراجع".
كما حذّرت من "يسيرهم ويوجههم، من المفسدين الفاسدين المستفيدين، من الممنوعات والشغب والدمار بأنهم سيلاقون المصير ذاته، وكل ذلك تحت ظلال الدولة والقانون والعدالة".
وقالت "إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات"، مؤكّدةً أنّ الرئاسة "تؤمن بالعدالة وسيادة القانون، وبعودة الكبار إلى مواقعهم لقمع تحركات الفاسدين، والقضاء على جشعهم وبشاعتهم، وفساد آرائهم".
من جهتها، طوقت "حركة رجال الكرامة" المحلية، عدّة منازل داخل بلدة عتيل، بحثاً عن بقايا من تصفهم بـ"العصابات الإرهابية".
مراسل السويداء 24: حركة رجال الكرامة، تطوّق عدّة منازل داخل بلدة عتيل، بحثاً عن بقايا من تصفهم بالعصابات الإرهابية، مع وجود تعاون ملحوظ، من أهالي بلدة عتيل، لمساندة مقاتلي الحركة.
— السويداء 24 (@suwayda24) July 28, 2022
وبدأ التوتر في مدينة السويداء، السبت الماضي، بعد مداهمة مليشيات "قوات الفجر" المرتبطة بجهاز "الأمن العسكري" ويتزعمها راجي فلحوط، مدينة شهبا، واختطاف الشاب جاد حسن الطويل، بذريعة تلقيه تمويلاً من الخارج.
وفور انتشار نبأ اختطافه، اجتمع العشرات من عائلة الطويل، وأغلقوا طريق دمشق - السويداء، واحتجزوا ضباطاً من قوات النظام، للضغط على فلحوط، الذي ردّ بعمليات خطف عشوائية للمدنيين من أهالي شهبا، ومن عائلة الطويل تحديداً.
وعقب ذلك دارت اشتباكات مسلحة بين فصائل محلية، على رأسها "حركة رجال الكرامة"، ومجموعة فلحوط، لتتحول إلى مواجهات دامية في مقر فلحوط داخل بلدة عتيل، انتهت بمقتل 17 شخصاً وإصابة أكثر من 35 آخرين من الفصائل المحلية ومن المليشيات التي سقطت كل مقراتها، بينما لا يزال فلحوط فاراً.
هدنة في طفس
على صعيد آخر، وفي مدينة طفس بريف درعا جنوبي سورية، تم التوصل لاتفاق بين وجهاء من المدينة وقوات النظام السوري، بعد توتر دام خمسة أيام.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ التوتر بدأ في المدينة، يوم الأحد الماضي، بعد أن طالب مسؤولون في النظام السوري بتسليم عدد من المطلوبين في كل من مدن وبلدات طفس وجاسم واليادودة أو إخراجهم من المنطقة.
وبحسب الناشط، فإنّ المهلة التي منحتها قوات النظام مدتها 48 ساعة، وإلا فإنّ قواتها لن تنسحب من المنطقة، وستدخل لإلقاء القبض على المطلوبين.
وكانت قوات النظام قد قطعت، أمس الأربعاء، طريق درعا - طفس وأنشأت ثلاث نقاط عسكرية، واستقدمت تعزيزات عسكرية شملت مئات عناصر المشاة ودبابات وسيارات دفع رباعي تحمل رشاشات مضادة للطيران، وعربات شيلكا، كما قصفت محيط المدينة وبلدة اليادودة بقذائف الهاون وعربات الشيلكا، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة أربعة آخرين بجراح متفاوتة، بحسب "تجمّع أحرار حوران".
ونقل "تجمع أحرار حوران"، عن المتحدث الرسمي باسم لجنة التفاوض حسين الزعبي، قوله إنّ "الصيغة التوافقية الأولية التي توصلنا إليها مع ضباط الأسد خلال اجتماعنا بهم صباح اليوم تقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في المدينة".
وأوضح أنّ "الاتفاق يقضي بإخراج عدد من الشخصيات المطلوبة للنظام من مدينة طفس، مقابل سحب قوات النظام التعزيزات العسكرية التي تمركزت في محيط المدينة".
ومنذ انسحاب المعارضة من درعا عام 2018 باتفاق رعته روسيا، تحاول قوات النظام إحكام سيطرتها على المحافظة بشكل كامل، لكن عدم التزامها ببنود الاتفاق والاستمرار باعتقال المطلوبين، أدّيا إلى توترات وأعمال عنف، ما زالت مستمرة منذ ذلك التاريخ.