السويداء: إحياء ذكرى الثورة السورية أمام مراكز إعلام النظام

السويداء: إحياء ذكرى الثورة السورية أمام مراكز إعلام النظام

18 مارس 2024
ندّد المتظاهرون بصمت الإعلام تجاه قضية الشعب السوري (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- العشرات من محتجي السويداء يحيون الذكرى الـ13 للثورة السورية، مرددين شعارات ضد جرائم النظام وحاملين لافتات توثق انتهاكاته.
- المتظاهرون ينددون بالإعلام الرسمي السوري أمام المركز الإذاعي والتلفزيوني، متهمين إياه بترويج روايات النظام وكتم أصوات الحرية.
- ناشطون ومواطنون ينتقدون دور الإعلام الرسمي في دعم النظام ويؤكدون على أهمية الإعلام الحر في كشف الفساد ودعم الحريات، مشيرين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لضرب الحراك.

شارك العشرات من محتجي السويداء، اليوم الاثنين، في إحياء الذكرى الثالثة عشر لاندلاع الثورة السورية المناهضة للنظام من ساحة الكرامة، وسط المدينة.

وردّد المحتجون شعارات تندد بالجرائم التي ارتكبها النظام ضد الشعب السوري خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، حاملين لافتات توثق انتهاكاته الكيميائية في الغوطة الشرقية لدمشق وحلب وإدلب، وتوثق أعداد القتلى المدنيين من نساء وأطفال، ولافتات أخرى تتحدث عن ضلوعه في إدارة وترويج المخدرات وصناعتها وتهريبها.

ورصد "العربي الجديد" توجه المتظاهرين إلى أمام المركز الإذاعي والتلفزيوني التابع للنظام، منددين بصمته تجاه قضية الشعب السوري، واتخاذه دور الترويج لروايات النظام وسياساته طوال ستة عقود، حيث رفض مدير المركز الخروج من مكتبه وأغلق الأبواب أمامهم.

وقالت الناشطة الحقوقية سلام عباس في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن إضفاء صفة الوطنية على الإعلام الرسمي في سورية، لأنه خالف الدستور والقانون السوري، حيث إنه لم يكن منبراً للحريات بل على العكس تماماً، كان كمامة لأفواه كل من يحاول كشف مفسدة من مفاسد النظام، وقيداً أغل أيدي وأقلام الصحافيين الذين حاولوا ترجمة آهات الشعب المظلوم، ومروجاً لسياسات الظلم والطغيان".

وأضافت عباس أن مهمة الإعلام محاكمة الفساد وفضح المفسدين، لكن الإعلام الرسمي في سورية كان الذراع الأقوى بطشاً لكل من يتجرأ ويرفع صوته لكشف الفساد، لذلك من واجبنا إرسال تحية لكل إعلامي حر رفض الخضوع لمنظومة تلميع صور المجرمين، وخاض في هموم الشعب، وامتشق قلمه مناهضاً للفساد وداعماً للحريات.

من جهته، قال الناشط المدني علي حرب لـ"العربي الجديد": "لم يكن الإعلام السوري خلال العقود الماضية شبيها بالإعلام مطلقاً، حيث تجرد من كل قيم المهنية والموضوعية، بل كان أشبه بأي فرع أمني في سورية، وربما كان أشد خطراً".

وأضاف حرب: "في الآونة الأخيرة، أفرزت وزارة الإعلام في سورية نوعاً جديداً من الدكاكين الإعلامية الموالية للنظام، وتمثل ذلك بثلة من اليوتيوبرز وممن يدعون أنهم إعلاميون استقصائيون لضرب حراك السويداء عبر العمل على إثارة البلبلة والفتنة، من خلال ترويج مواد مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، كمقاطع الصوت والصور المفبركة لمحتجي ومحتجات السويداء، بغية إخافة الحاضنة الشعبية، وزرع الفتنة بينها وبين المحتجين من جهة، وبين أبناء السويداء وباقي الأطياف السورية من جهة ثانية.

وفي السياق، تحدث سميح أبو عامر، وهو أحد المواطنين من غير المشاركين بالحراك الشعبي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "ربما لا أكون قد شاركت بهذا الحراك الشعبي نظراً لضيق ظرفي المعيشي، والذي يفرض علي العمل يومياً لمدة تتجاوز اثنتي عشرة ساعة، لكن ما يحدث يمثلني وشريحة واسعة من أبناء المحافظة، وأنا على استعداد لتقديم روحي لهذه الأصوات التي تنادي بكرامتنا".

وعن الإعلام الرسمي وتظاهرة اليوم أمام المركز الإذاعي، اختصر أبو عامر المشهد ببيت شعر مشهور مع بعض التحريف، قائلاً: "أسمعت إذا ناديت حياً.. لكن لا حياء لمن تنادي".

المساهمون