السودان: هدوء في جبهات القتال وتصعيد جديد في الفاشر

السودان: هدوء في جبهات القتال وتصعيد جديد في الفاشر

16 مايو 2024
جنود من الجيش السوداني يقيمون حاجزاً على طريق في الخرطوم، 20 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الخرطوم وولاية الجزيرة تشهدان هدوءًا نسبيًا في القتال، بينما تستمر المعارك في الفاشر مع تبادل القصف بين الجيش وقوات الدعم السريع.
- الاتحاد الأوروبي يحذر من استمرار القتال في الفاشر ويتهم الجيش بالقصف العشوائي، في حين ترفض وزارة الخارجية السودانية الاتهامات وتنتقد موقف الاتحاد الأوروبي.
- وزارة الخارجية تنفي تصريحات حول رفض تأشيرة للمبعوث الأميركي وتؤكد عدم تلقي طلب، بينما تتهم منظمات المجتمع المدني السلطات بانتهاك الحريات واعتقال ناشطين وصحفيين.

تشهد جبهات القتال في السودان هدوءاً نسبياً، خاصة في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، بينما يستمر تصعيد القتال في مدينة الفاشر غرب البلاد. وواصل الجيش، في غضون الساعات الماضية، قصفه المدفعي بشكل متقطع من مدينة أم درمان غرب الخرطوم، تجاه أهداف نوعية وتمركزات لقوات الدعم السريع بمدينة الخرطوم بحري، وشهدت جبهة مدينة الخرطوم ومناطق جنوب الحزام هدوءاً أيضاً، وكذلك في ولاية الجزيرة حيث يحاول الجيش، منذ أسابيع، التقدم في عدد من المحاور لتحرير الولاية التي سقطت بيد الدعم السريع، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويسعى إلى ترتيب أوراقه، لا سيما بعد تعيين الفريق آدم هارون قائداً ميدانياً في واحد من المحاور القتالية الأساسية.

أما في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، وحسب شهود عيان، فتواصل التصعيد المتقطع، اليوم الخميس، بتبادل القصف المدفعي ومعارك مباشرة بين الجيش المسنود بقوة من حركات مسلحة، والدعم السريع الذي يحاول منذ أسابيع اقتحام المدينة والسيطرة عليها كآخر معاقل الجيش الكبيرة في إقليم دارفور، بعد سيطرته في الأشهر الماضية على 4 ولايات بالكامل، من جملة 5 ولايات في الإقليم. 

وكان الاتحاد الأوروبي قد حذر، في بيان له أمس الأربعاء، من استمرار المعارك في مدينة الفاشر، واتهم الجيش السوداني بالقصف العشوائي على المدينة. ورفضت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، اليوم الخميس، ما جاء في بيان الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أن الاتحاد عجز عن تسمية من يهاجم مدينة الفاشر ويستهدف المدنيين ومعسكرات النازحين، ويمنع وصول الإغاثة عنها. مبينةً أن المليشيا الإرهابية، في إشارة لقوات الدعم السريع، "أعلنت مراراً عن خططها لمهاجمة المدينة ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليها، وقد نفذت ذلك فعلاً من دون أن يقابل هذا بما يستحقه من إدانة من الاتحاد الأوروبي، وبدلاً من أن يطالب المعتدي بالكف عن عدوانه، يشرك القوات المسلحة التي تدافع عن المدينة وأهلها في الإدانة".

وأضافت الوزارة، أن الاتحاد الأوروبي يتجاهل حقيقة أن المناطق والمدن التي لم تصلها اعتداءات قوات الدعم السريع تنعم بالسلام وتتوفر فيها الاحتياجات الإنسانية، وأن المليشيا تجلب معها القتل والخراب والأزمات الإنسانية. كما يتعامي، أي الاتحاد الأوروبي، عن التفاف كل فئات الشعب السوداني حول الجيش، باعتباره الحامي له ورمز سيادته والمؤسسة القومية الأولى في البلاد، مشيرةّ إلى أن الاتحاد الأوروبي يتجاهل كذلك الرعاة الإقليميين للمليشيا الذين لا تزال إمداداتهم بالسلاح والمرتزقة لها متواصلة، وهو ما يمكّنها من مواصلة اعتداءاتها على المناطق الآمنة.

من جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية في بيان منفصل، صحة ما ورد في تصريحات منسوبة للمبعوث الأميركي للسودان، توم بيريلو، كان قد ذكر فيها أن حكومة السودان رفضت منحه تأشيرة دخول للبلاد. وأوضحت الوزارة أن سفارة السودان في واشنطن أو في أي عاصمة أخرى، لم تتلق طلباً من بيريلو لمنحه تأشيرة الدخول، وأن سفارة السودان في واشنطن راجعت وزارة الخارجية الأميركية حول هذه  التصريحات المفترضة، وقد أكدت الأخيرة أن المبعوث الخاص لم يصرح بذلك.

إلى ذلك، قالت منظمة مجتمع مدني، إن السلطات الحكومية واصلت سلسلة إجراءات لتكميم الأفواه وانتهاك الحريات وعرقلة حركة نشاط المدنيين، وتعطيل كل الجهود الرامية إلى إيقاف الحرب ودعم وإيواء النازحين الفارين من جحيم الحرب العبثية والذين يعيشون أسوأ الظروف. واتهمت مبادرة دارفور للعدالة والسلام، في بيان لها، اليوم الخميس، السلطات العسكرية باعتقال الناشط وعضو حزب الأمة القومي محمد سليمان كدك، بمدينة كوستي، الذي ينشط في العمل الطوعي بدور الإيواء، في خطوة تعد تعدياً سافراً علي حرية الأشخاص وانتهاك حقوقهم وحرياتهم، على حد ما جاء في بيان من المبادرة. كما دانت اعتقال الصحافي صديق دلاى من مدينة الدمازين، الناشط في متابعة قضايا النازحين، مشيرةً إلى أن كل ذلك هو امتداد لمقتل المحامي صلاح الطيب تحت التعذيب في منطقة العزازي بولاية الجزيرة.