السرقة الأدبية تطيح وزيرة الصحة في النرويج

السرقة الأدبية تطيح وزيرة الصحة في النرويج

16 ابريل 2024
وزيرة الصحة النرويجية بعد مغادرة منصبها في 12 إبريل (كورنيليوس بوبي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيس الحكومة النرويجية يوناس غار ستورا يقيل وزيرة الصحة أنغفيلد كيركول بسبب غشها في أطروحة الماجستير، حيث وجد أن 43% من الأطروحة مستنسخة، مما أثار قضية رأي عام وضغوطات سياسية.
- القضية تبرز تحديات الشفافية والنزاهة في النرويج، وتأتي في وقت حرج قبل الانتخابات البرلمانية بعام، مع تعزيز زعيمة المعارضة المحافظة إرنا سولبرغ لموقعها بين النرويجيين.
- إقالة كيركول تضاف إلى سلسلة من الاستقالات والفضائح التي طالت وزراء في حكومة ستورا منذ 2021، مما يعكس تحديات الإدارة والسيطرة داخل الحكومة اليسار وسط، لكن يُظهر أيضًا حزم ستورا في التعامل مع القضايا الأخلاقية.

اضطر رئيس حكومة يسار الوسط في النرويج يوناس غار ستورا في نهاية الأسبوع الماضي لإقالة وزيرة الصحة في حكومته أنغفيلد كيركول على خلفية غشها في أطروحتها الجامعية. قضية الوزيرة التي تحولت إلى قضية رأي عام، أحرجت غار ستورا، بعدما خلص مجلس الاستئناف في جامعة نورد، في مدينة بودو (شمال)، إلى أن وزيرة الصحة كيركول كانت مذنبة بالسرقة الأدبية، عندما قدمت أطروحة الماجستير في الإدارة قبل ثلاث سنوات.

وبيّن المجلس أن نحو 43 في المائة من أطروحة الوزيرة عبارة عن استنساخ مباشر مما كتبه الآخرون في أطروحاتهم، معتبراً أنها "خدعت عمداً". وبقيت القضية تحوم في أجواء أوسلو بعدما كشفت الصحافة النرويجية خلال الأسابيع الأخيرة عن عملية "الغش الجامعي" للوزيرة، وهو ما شكّل ضغطاً على الحكومة، التي تمنّع رئيسها عن التدخل فيها، قبل أن تفصل الجامعة بنفسها في القضية. ويبدو أن النتيجة التي توصل إليها مجلس الجامعة، الذي فحص رسالة الماجستير، عن أن كيركول غشت في الأطروحة، لم تترك مجالاً أمام ستورا إلا لفصلها من مجلس وزرائه، دون أن تنتهي تداعيات القضية على الوزيرة المفصولة.

مسألة الشفافية في البلد الاسكندنافي الشمالي يصعب تجاوزها، وإن كانت تتعلق بوزراء، كما خلصت محطة التلفزيون النرويجية "أن آر كي"، وأن تصرف ستورا في هذا المجال منحه بعض المصداقية أمام الرأي العام. فالقضية هنا تتعلق أيضاً بتربص زعيمة المعارضة المحافظة، من حزب "هوير" (اليمين)، ورئيسة الحكومة السابقة بين 2013 و2021 إرنا سولبرغ، التي تحقق نتائج طيبة في استطلاعات الرأي قبل نحو عام من الانتخابات البرلمانية. وتواصل سولبرغ تعزيز موقعها بين النرويجيين كأم للبلاد، على طريقة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.

وتستغل المعارضة المحافظة كل هفوة في صفوف معسكر الحكم في اليسار ويسار الوسط، إذ كانت وزيرة البحث والتعليم في حكومة ستورا ساندرا بورش قد ضبطت في يناير/ كانون الثاني الماضي بتهمة زميلتها كيركول نفسها: الغش برسالتها الجامعية. واضطرت بورش إلى الاستقالة من منصبها، بعدما تبين أنها قامت بنسخ رسائل ماجستير لآخرين في 2014.

وقضيتا الاحتيال في الأطروحتين ليستا الوحيدتين المتسببين بصداع لستورا. فمنذ أن شكل الرجل حكومته في 2021، اضطر ما مجموعه ثمانية وزراء إلى مغادرة حكومته، ومن بين أبرز هذه القضايا ما حصل لوزيرة الخارجية السابقة أنيكين هويتفيلدت، التي استقالت عندما تبين أن زوجها، وبدون علمها، اشترى أسهماً في شركات كانت مغطاة بقرارات من الوزيرة، وبالتالي اعتبرت غير كفوءة لمنصبها، في سياق منع صارم للمحسوبية على مستوى استغلال المنصب في النرويج.

ومعظم قضايا الوزراء/الوزيرات خلقت مصاعب لزعيم حزب "العمال" (يسار وسط) ورئيس الحكومة يوناس غار ستورا، وكأنه لا يسيطر على وزرائه. لكن، من الواضح أن تصرفه بطريقة حاسمة في قضية وزيرة الصحة أنغفيلد كيركول وإقالتها سريعاً، هو تعبير عن وزنه السياسي والإداري في صفوف حزبه والسياسة النرويجية، وفقاً لتعقيب الصحف المحلية، فيما أعين "العمال" على الفوز مجدداً بالانتخابات البرلمانية العام المقبل.

دلالات