الرياض تستضيف أول مشاورات سياسية بين السعودية والمغرب

الرياض تستضيف أول مشاورات سياسية بين السعودية والمغرب

04 ابريل 2022
تُعقد النسخة الأولى من المشاورات في العاصمة السعودية الرياض (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق يوم غد، الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض النسخة الأولى من المشاورات السياسية السعودية المغربية، وذلك بعد 15 عاماً من الاتفاق على تأسيسها.

وستبحث النسخة الأولى من المشاورات السياسية بين الجانبين، والمقرّر أن تجرى على مدى يومين، عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ولفتت السفارة المغربية في الرياض، في بيان، إلى أن المشاورات السياسية، التي سيمثل المغرب في اجتماعاتها مدراء بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ستبحث أيضاً بشأن التحضير للجنة المشتركة المغربية السعودية التي ستعقد في يونيو/حزيران المقبل في المغرب.

وفيما كان المغرب والسعودية قد اتفقا على تأسيس المشاورات السياسية بين البلدين في عام 2007، من دون أن تنعقد طيلة السنوات الماضية، يأتي انعقاد النسخة الأولى في سياق عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، والذي عكسته المباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي التي جرت في 28 إبريل/نيسان من العام الماضي، بين وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة والسعودي الأمير فيصل بن فرحان، وذلك بعد فترة جمود في العلاقات بين البلدين.

وعبّر الوزيران، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية، عن "الاعتزاز بعلاقات الشراكة والتعاون الراسخة بين المملكة المغربية والمملكة السعودية، وسعيهما لمواصلة تطوير هذه العلاقات والرقي بها إلى مستويات أعلى"، واتفقا على دعوة القطاعات المعنية في البلدين إلى تنظيم اللقاءات المشتركة في أفق التحضير لأشغال الدورة المقبلة للجنة المشتركة.

وكان من الأسباب الخفية لجمود العلاقة بين المغرب والمملكة العربية السعودية تلك المتعلقة بموقف الرباط من الأزمة الخليجية في يونيو/ حزيران 2017، ورفضها تبني موقف دول الحصار، على الرغم من علاقاتها الوثيقة مع الرياض، واختيارها الحياد الداعي لحلّ الأزمة بالحوار، وعرض مساعيها الحميدة للوساطة بين الطرفين. كما أبقى العاهل المغربي الملك محمد السادس الاتصالات مفتوحة مع كل الأطراف، ثم زار قطر والإمارات والسعودية، رافضاً الانضمام إلى حملة عزل الدوحة، وهو الأمر الذي أغضب الرياض.

وبدا توتر علاقات الطرفين لافتاً في عدة أحداث، لعل أبرزها التبرم الواضح لمسؤولين سعوديين من إبقاء الرباط على علاقاتها القوية مع الدوحة، وإيقاف المغرب مشاركتها في التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، فضلاً عن تصويت السعودية للولايات المتحدة بدل المغرب في سباق تنظيم كأس العالم لعام 2026.

في المقابل، رفضت الرباط استقبال ولي العهد محمد بن سلمان في جولته المغاربية في ديسمبر/ كانون الأول 2018 بدعوى "ازدحام جدول الأعمال"، كما استدعت سفيرها احتجاجاً على بث قناة "العربية" تقريرا حول نزاع الصحراء، احتوى اتهامات للمغرب.

المساهمون