الخارجية السودانية تشترط إخلاء المرافق العامة لقبولها هدنة جديدة

الخارجية السودانية تشترط إخلاء "الدعم السريع" المرافق العامة للقبول بهدنة جديدة

21 يوليو 2023
معاناة متفاقمة في ظل عرقلة طرفي الصراع وصول المساعدات الإنسانية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

اشترط وزير الخارجية السوداني علي الصادق، مساء الجمعة، للقبول بهدنة جديدة مع قوات الدعم السريع، التزام الأخيرة بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين.

وقال الصادق إن "المعلومات التي يجري تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة (السعودية)، غير دقيقة، ولا تعكس واقع الحال".

وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية: "وذلك لأن المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد".

وتابع الصادق: "القبول بهدنة أخرى مشروط بالتزام المتمردين (الدعم السريع) بإخلاء المرافق العامة، والخروج من بيوت المواطنين، والكف عن عمليات السلب والنهب، وقطع الطرقات، وتعطيل حياة الناس".

والأحد الماضي، قال مصدر دبلوماسي سوداني للأناضول، إن وفد الجيش عاد إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات مع "الدعم السريع".

فيما أعرب مصدر من "الدعم السريع" للأناضول، عن "الاستعداد للانخراط مجدداً في التفاوض لحل الأزمة".

وأواخر مايو/ أيار الماضي، علق الجيش السوداني مشاركته في المفاوضات احتجاجاً على ما اعتبره "خروقات" قوات الدعم السريع للهدنة.

والسبت الماضي، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، عن "استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار متى تم إخلاء مساكن المواطنين، ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة، والمقرات الحكومية، من قبل متمردي الدعم السريع".

أطباء بلا حدود تعلن الاعتداء على فريقها في الخرطوم

وفي سياق آخر، أفادت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية في بيان، الجمعة، بتعرض فريقها في الخرطوم لاعتداء وسرقة إحدى عرباته من قبل مجموعة من المسلحين.

ونشرت المنظمة في " تويتر" أن فريقا تابعًا لها مكونًا من 16 شخصاً "تعرض، الخميس، لاعتداء عنيف من قبل مجموعة من المسلحين الذين قاموا بضربهم وجلدهم".

وأضافت المنظمة: "اعتقلوا أحد سائقينا وهددوا حياته قبل الإفراج عنه، كما سرقوا إحدى سياراتنا"، موضحة أن الحادث وقع لدى نقل الفريق إمدادات طبية من مستودعات المنظمة إلى مستشفى.

جرى اعتراض الفريق، حسب بيان المنظمة، على بعد 700 متر من المستشفى التركي، وهو أحد مستشفيين عاملين فقط في جنوب الخرطوم بدعم من المنظمة غير الحكومية.

وحذرت أطباء بلا حدود من أنه نتيجة هذا الاعتداء "قد لا يستمر وجودنا في المستشفى التركي".

جرت الواقعة فيما تتواصل المعارك التي دخلت شهرها الرابع في مناطق مختلفة، أبرزها العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غربي البلاد، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأفاد سكان في جنوب العاصمة وكالة فرانس برس بتنفيذ الطيران الحربي "قصفا عنيفا على مواقع للدعم السريع حول المدينة الرياضية، وفي الأحياء الواقعة جنوب سلاح المدرعات".

وأشار آخرون إلى قيام الجيش "بقصف مناطق سوبا شرق النيل"، كما أفاد شهود من شمال أم درمان، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، عن "إطلاق قذائف مدفعية ثقيلة وصاروخية باتجاه منطقة بحري، شمال العاصمة، وكذلك جنوبها".

وخارج العاصمة، أفاد شهود من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان في جنوب البلاد، "بتبادل القصف المدفعي بين الجيش والدعم السريع حول المدينة"، التي تحظى بموقع استراتيجي على الطريق الذي يربط دارفور بالعاصمة، فضلا عن وجود ثالث أكبر مطار بالبلاد فيها.

ومنذ اندلاعها في 15 إبريل/نيسان الفائت، أسفرت الحرب بين القائدين العسكريين عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص، سواء داخل البلاد أو خارجها.

يُعد السودان أحد أفقر بلدان العالم، ويحتاج أكثر من نصف سكانه حاليًا إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت فيه حالة التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبينما بات أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة.

ومع بدء موسم الأمطار، يتوقع أن تنتشر الأوبئة كما هي الحال في كلّ عام، ما يسهم في تفاقم أزمة سوء التغذية.

من ناحية أخرى، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.

(الأناضول، فرانس برس)

المساهمون