الحوثيون يعلنون مبادرة سلام: وقف الهجمات في العمق السعودي لـ3 أيام
شنت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، في وقت متأخر من مساء السبت، سلسلة غارات جوية على مواقع عسكرية ومفترضة للحوثيين في العاصمة صنعاء، وسُمع دوي انفجارات عنيفة، وفقاً لشهود عيان.
وقال سكان لـ"العربي الجديد"، إنّ الغارات التي جاءت بمثابة الرفض الفوري للمبادرة الحوثية المتعلقة بوقف التصعيد، استهدفت منطقة السبعين وجبل النهدين، فضلاً عن انفجارات في منطقة السواد، على المداخل الجنوبية للعاصمة صنعاء.
وأعلن التحالف، في بيان نشرته وكالة "واس" السعودية، بدء تنفيذ ضربات جوية على معسكرات ومعاقل للحوثيين في صنعاء، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
#عاجل #التحالف: بدء تنفيذ ضربات جوية لمعسكرات ومعاقل الحوثيين بصنعاء.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) March 26, 2022
وكانت جماعة الحوثيين، قد طرحت مساء اليوم السبت، مبادرة سلام من جانب واحد مع التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية، وذلك في أعقاب موجة تصعيد واسعة شملت هجمات في العمق السعودي وغارات جوية في صنعاء والحديدة غربي اليمن.
وتضمنت المبادرة الأحادية التي قدّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسيّر والأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام".
وأبدت الجماعة، استعدادها لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم، وفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين.
#المسيرة_عاجل | #الرئيس_المشاط: نعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية برا وبحرا وجوا لمدة 3 أيام
— المسيرة - عاجل (@alosbou) March 26, 2022
كما أعلنت الجماعة "وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام، والاستعداد لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر، شريطة إعلان السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من الأراضي والمياه اليمنية ووقف دعم المليشيات المحلية في اليمن".
وذكرت المبادرة الحوثية، أنّ تعليق العمليات الهجومية "يشمل جبهة محافظة مأرب النفطية"، كما ذكّرت بالمبادرة التي قدمها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قبل عامين والتي طالبت بالشراكة في إدارة ثروات المحافظة، وقوبلت بالرفض حينها من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وأبدى الحوثيون، استعدادهم التام للإفراج عن أسرى التحالف الذي تقوده السعودية، بما فيهم اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأسرى الأطراف المحلية وكذلك من الجنسيات الأخرى، مقابل الإفراج الكامل عن أسرى الجماعة.
ودعت الجماعة، المبعوث الأممي إلى تيسير تبادل الكشوفات والاتفاقات التنفيذية دفعة كاملة أو على دفعات بما يضمن الافراج الكلي عن كافة الأسرى من الجانبين.
ولم يصدر أي تعليق فوري من قبل التحالف الذي تقوده السعودية أو الحكومة اليمنية حول المبادرة التي كررت مطالب سابقة للحوثيين وبعضها تعجيزية كما هو الحال فيما يتعلق بمعركة مأرب.
ودعا كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، في بيان منفصل، "النظام السعودي" إلى إثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع ما وصفها بـ"مبادرة السلام اليمنية"، التي أعلنها رئيس المجلس السياسي للجماعة، مهدي المشاط، وذلك بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية من اليمن.
وأشار عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، إلى أنه عند الاستجابة لمبادرة الجماعة "سيحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في أجواء هادئة بعيدا عن أي ضغط عسكري أو إنساني".
على النظام السعودي اثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الايجابي مع مبادرة السلام اليمنيةالتي أعلنها الرئيس المشاط وذلك بالاستجابة لوقف اطلاق الناروفك الحصار واخراج القوات الاجنبيةمن بلادنا وعندهايحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في اجواء هادئة بعيدا عن اي ضغط عسكري او انساني
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 26, 2022
وجاء الإعلان الحوثي عن المبادرة، في أعقاب غارات جوية شنها التحالف على ميناء الصليف ومواقع عسكرية ومفترضة للحوثيين في محافظة الحديدة غربي اليمن، كنوع من الرد على الهجمات الحوثية العنيفة التي طاولت، أمس الجمعة، منشآت "أرامكو" في جدة، وتسببت بحرائق استمرت نحو 24 ساعة قبل أن يتم السيطرة عليها.
وأمهل التحالف، جماعة الحوثيين 3 ساعات لإخلاء ميناءي الحديدة والصليف ومطار صنعاء من الأسلحة، قبل أن ينفذ غارات جوية على بعض المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية الخاضعة للحوثيين.
وقالت مصادر محلية في الحديدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي شن 5 غارات جوية استهدفت ميناء الصليف ومقر الشرطة العسكرية ومواقع مفترضة للحوثيين في جزيرة كمران، فيما أعلنت وسائل إعلام حوثية تعرض منشأة خاصة لتعبئة غاز الطهي المنزلي إلى غارة جوية.
