إسرائيل قتلت بسلاح أميركي مسعفين في الهبارية جنوبي لبنان

"ذا غارديان": إسرائيل قتلت بسلاح أميركي مسعفين في الهبارية جنوبي لبنان

07 مايو 2024
الدمار بعد غارة إسرائيلية على مركز الإسعاف في الهبارية، 27 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- صحيفة "ذا غارديان" كشفت عن استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة أمريكية في غارة على مركز إسعاف في لبنان، مما أدى لمقتل سبعة مسعفين، بناءً على تحليل شظايا وذخائر مع تحقق من "هيومن رايتس ووتش".
- "هيومن رايتس ووتش" وصفت الهجوم بأنه غير قانوني ودعت الولايات المتحدة لتعليق بيع الأسلحة لإسرائيل، فيما الجيش الإسرائيلي ادعى استهداف مجمع عسكري دون دليل يدعم ذلك.
- الحادث أثار تخوفات بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل ودعا إلى إعادة تقييم السياسات الأمريكية تجاه بيع الأسلحة، مع تنديد من "حزب الله" و"جمعية الإسعاف اللبنانية" وتأكيدهما على أن العدوان لن يمر دون رد.

عملت الصحيفة على فحص ذخيرة استخدمت في الهجوم وتبين أنها أميركية

هيومن رايتس ووتش: هذه الغارة تعد هجوماً غير قانوني على المدنيين

قد تضر هذه المعلومات بالدعم الأميركي لإسرائيل

كشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية، أمس الاثنين، من خلال تحليل الشظايا التي عثر عليها في موقع الهجوم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم سلاحاً أميركياً في غارة شنّها على مركز إسعاف في الهبارية جنوبي لبنان وأودت بحياة سبعة مسعفين، في وقت اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الغارة تعد هجوماً "غير قانوني على مدنيين"، داعيةً واشنطن إلى تعليق بيع الأسلحة إلى اسرائيل، في خطوة تأتي وسط تخوف أوساط في الولايات المتحدة من انتهاك إسرائيل القانون الأميركي بشأن المساعدات العسكرية.

وعملت الصحيفة البريطانية على فحص بقايا قنبلة "إم بي آر" إسرائيلية تزن 500 رطل، بالإضافة إلى ذخيرة هجومية مشتركة أميركية الصنع "جي دي إيه إم". وتم التحقق من صور الشظايا التي أرسلتها "ذا غارديان" من "هيومن رايتس ووتش" وخبير أسلحة مستقل.

وبحسب الصحيفة، فإن "جي دي إيه إم" هي مجموعات توجيه تنتجها شركة بوينغ الأميركية للطيران، والتي يتم ربطها بـ"قنابل غبية" يتراوح وزنها بين 500 و2000 رطل وتحولها إلى صواريخ دقيقة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، وتبين أنها شاركت في الغارات الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان.

ورجحت الصحيفة أن هذا الكشف عن استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في هجوم غير قانوني، قد يضرّ بالدعم الأميركي لإسرائيل، في الوقت الذي من المقرر أن يقدم فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تقريراً إلى الكونغرس، غداً الأربعاء، حول ما إذا كان يجد ضمانات إسرائيل ذات مصداقية بأن استخدامها للأسلحة الأميركية لا ينتهك القانون الدولي.

ودان "حزب الله" اللبناني، حينها، "العدوان الآثم والجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات ‏الاحتلال الصهيوني بحق المرضى والطاقم الطبي في مركز الجمعية الطبية ‌‏الإسلامية في بلدة الهبارية في الجنوب، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عددٍ من ‏المدنيين اللبنانيين". وأكد الحزب في بيانه أن هذا "‏العدوان لن يمر من دون ردٍّ وعقاب". فيما قالت "جمعية الإسعاف اللبنانية" التابعة لـ"الجماعة الإسلامية"، في بيان، إنّ الغارة استهدفت مبنى في الهبارية يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها. وأوضحت أنّ جهاز الطوارئ والإغاثة يستخدم هذا المبنى مركزاً إسعافياً.

من جهتها، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن غارة شنّتها إسرائيل على مركز إسعاف في الهبارية جنوبي لبنان وأودت بحياة سبعة مسعفين، تعد هجوماً "غير قانوني على مدنيين"، داعية واشنطن إلى تعليق بيع الأسلحة إلى إسرائيل. ومنذ اليوم الذي أعقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف عبر الحدود تبادلاً شبه يومي. 

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إنّ "غارة إسرائيلية على مركز إسعاف في جنوب لبنان، في 27 مارس/ آذار 2024، هي هجوم غير قانوني على مدنيين، ولم تُتخذ فيه كل الاحتياطات اللازمة". وأضافت: "إذا كانت الغارة متعمدة أو نفذت باستهتار، يجب أن يُحقَّق فيها على أنها جريمة حرب مفترضة". وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي حينها أنه استهدف "مجمعاً عسكرياً" في بلدة الهبارية، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إنها "لم تجد أي دليل على وجود أهداف عسكرية في الموقع". وأكدت أن الغارة استهدفت "مبنى سكنياً كان يؤوي (جهاز الطوارئ والإغاثة) التابع لجمعية الإسعاف اللبنانية، وهي منظمة إنسانية غير حكومية".

ورأت "هيومن رايتس ووتش" أن اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المركز "يشير في حدّه الأدنى إلى عدم اتخاذ الجيش الإسرائيلي كل الاحتياطات الممكنة للتأكد من أن الهدف عسكري وتفادي الخسائر في أرواح المدنيين" ما يجعل "الغارة غير قانونية". ونقلت المنظمة عن رئيس جهاز الطوارئ والإغاثة وأقارب القتلى وزملائهم أن الضحايا السبع، أكبرهم لم يتجاوز 25 عاماً، كانوا جميعهم متطوعين في المركز منذ أواخر 2023، موضحة أن شقيقين توءمين (18 عاماً) في عداد الضحايا.

وراجعت المنظمة الحقوقية صوراً ومقاطع فيديو التقطت لبقايا الذخائر المستخدمة في الغارة، تبيّن أن ضمنها بقايا قنبلة إسرائيلية وشظايا وزعنفة من مجموعة "ذخائر الهجوم الموجّه المشترك التي تصنعها شركة بوينغ الأميركية". وقال الباحث في المنظمة رمزي قيس، "استخدم الجيش الإسرائيلي ذخيرة أميركية الصنع لتنفيذ غارة قتلت سبعة مسعفين مدنيين في لبنان كانوا يقومون بواجبهم"، معتبراً أن "إسرائيل قدّمت ضمانات فارغة للولايات المتحدة بالتزامها بقوانين الحرب". وحضّت المنظمة واشنطن على "وقف تدفق الأسلحة على وجه السرعة لتجنب مزيد من الفظائع".

المساهمون