إسرائيل فكرت في توجيه ضربات انتقامية سريعة لإيران ولهذا السبب تراجعت

إسرائيل فكرت في توجيه ضربات انتقامية سريعة لإيران ولهذا السبب تراجعت

18 ابريل 2024
جانب من اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي في 14 إبريل الجاري (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل تعدل عن خططها لضربات انتقامية ضد إيران بعد القصف الإيراني غير المسبوق، بناءً على محادثات بين نتنياهو وبايدن، وتأثراً بالحساسيات الدبلوماسية.
- طهران تنفذ هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، مطلقةً أكثر من 300 مقذوف، لكن إسرائيل تنجح في اعتراض الغالبية العظمى منها بمساعدة حلفائها.
- الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يجدد التأكيد على استعداد إيران للرد "الحاسم" على أي اعتداء إسرائيلي، مشيراً إلى قوة واقتدار القوات الإيرانية وتأثيرها في ردع الخيارات العسكرية الأمريكية.

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى أميركية، ليل الأربعاء، بأنّ إسرائيل فكّرت في أن توجّه سريعاً ضربات انتقامية ضدّ طهران ردّاً على القصف الإيراني غير المسبوق لأراضيها في نهاية الأسبوع الماضي، لكنّها عدلت عن هذا الأمر في نهاية المطاف. وقالت قناة "كان" التلفزيونية العمومية الإسرائيلية إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرّر، إثر محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران في حال نفّذت وعيدها بمهاجمة الدولة العبرية.

ونقلت القناة عن مسؤول كبير طلب منها عدم نشر اسمه، قوله إنّ "الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً (...) سيكون هناك حتماً ردّ، لكنّه سيكون مختلفاً عمّا كان مخطّطاً له في البداية". بدوره، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مصادر إسرائيلية لم يسمّها، قولها إنّه خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الحرب الإسرائيلي، الاثنين، والذي كان ثاني اجتماع له منذ القصف الإيراني، بحث الوزراء ملياً في إمكانية إصدار الأمر بتنفيذ الضربات الانتقامية، لكنهم في نهاية المطاف لم يفعلوا ذلك. كما نقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله "لا نعرف لماذا وإلى أيّ مدى كان الهجوم وشيكاً (ضدّ إيران)". ووفقاً للموقع نفسه، فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية، الاثنين، بأنّها قرّرت التريّث في توجيه ضربة لإيران.

من جانبها، قالت شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأميركية إنّ الحكومة الإسرائيلية فكرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضدّ إيران، لكن دون أن تُصدر أمراً بذلك. لكنّ نتنياهو أكّد، الأربعاء، أنّ إسرائيل "تحتفظ بالحق في حماية نفسها" في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنّب توجيه ضربة إلى إيران، وهو ما يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضمّ الحرب على قطاع غزة.

وليل السبت-الأحد، شنّت طهران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، أطلقت خلاله أكثر من 300 مقذوف بين صاروخ باليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، بحمولة إجمالية بلغت 85 طنّاً. وأكّدت إسرائيل أنّها نجحت، بمساعدة من حلفائها، في اعتراض الغالبية العظمى من هذه الصواريخ والمسيّرات، باستثناء بضعة صواريخ بالستية ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.

وأمس الأربعاء، جدّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال استعراض عسكري بمناسبة يوم الجيش، تأكيد إيران أنّها لن تتوانى في الردّ "الحاسم" السريع على أي اعتداء إسرائيلي عليها وعلى مصالحها. وفي إشارة إلى هجمات إيران على إسرائيل، قال رئيسي إنّها "أنهت هيبة الكيان الصهيوني وكانت ردّاً مدروساً ودقيقاً"، مشدداً على أنّ هذا الردّ يحمل رسالة للولايات المتحدة وحماة الاحتلال الإسرائيلي مفادها أنّ القوات الإيرانية "قوية وعلى أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد"، وتابع أنّ أي "عمل إسرائيلي ضد إيران، وإن كان بسيطاً، سيقابل بردّ حازم وقوي"، وعزا توقف الأميركيين عن الحديث عن اللجوء إلى الخيار العسكري ضدّ إيران إلى "ردع واقتدار" قواتها المسلحة.

(فرانس برس، العربي الجديد)