إسرائيل تفاجئها المصالحة وتنعي المفاوضات... وواشنطن "خاب أملها"

إسرائيل تفاجئها المصالحة وتنعي المفاوضات... وواشنطن "خاب أملها"

23 ابريل 2014
نفتالي بينيت: حكومة المصالحة هي حكومة إرهاب (getty)
+ الخط -

سارعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى التنديد بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، يوم الأربعاء. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين ساكي للصحافيين، إن واشنطن "تشعر بخيبة أمل لأن الاتفاق يمكن أن يعقد جهود السلام بشكل خطير". وأضافت أن الاتفاق "يمكن أن يعقد جهودنا بشكل خطير، وجهود كل الاطراف لمواصلة مفاوضاتها".
في المقلب الإسرائيلي، كان وزير الاقتصاد، زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، أول المندّدين باتفاق المصالحة، فوصف حكومة الوحدة الفلسطينية التي اتفق طرفَا المصالحة على تأليفها، "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بـ"حكومة الإرهاب"، على وقع إلغاء حكومة الاحتلال جلسة مفاوضات كانت مقررة الليلة مع الجانب الفلسطيني.

وأعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، عن إلغاء اللقاء الثلاثي الذي كان مقرراً عقده الليلة، بين مسؤولة ملف المفاوضات الإسرائيلية تسيبي ليفني وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، والمبعوث الأميركي مارتن إنديك. وقال رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو، في بيان: "لقد قلت صباح اليوم إن على أبو مازن أن يختار بين السلام مع إسرائيل وبين اتفاق مع حركة "حماس"، التي تدعو لإبادة إسرائيل وتعرفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على انها منظمة إرهابية". وأضاف "هذا المساء، وبينما كانت تجري مباحثات لتمديد المفاوضات، فقد اختار أبو مازن "حماس" ولم يختر السلام. من يختار "حماس" لا يريد السلام".

وكان نتنياهو، قد ذكر خلال لقائه وزير الخارجية النمساوي، سباستيان كورتس، في وقت سابق اليوم: "هل يريد عباس السلام مع "حماس" أم السلام مع إسرائيل؟". ورأى أنه "لا يمكن أن يجتمع السلام مع "حماس" والسلام مع إسرائيل. أتمنى أن يختار السلام. وهو لم يفعل ذلك حتى الآن"..

من جهة ثانية، أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ"العربي الجديد"، أن أنديك، أبلغ عباس، أنه يتعين "على حكومة التوافق الوطني، التي جرى الإعلان عنها اليوم، والتي تشارك فيها حركة "حماس"، الاعتراف بإسرائيل". وتابع المصدر أن "عباس ردّ عليه بأنه سبق وأن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل، وبما أنه يترأس منظمة التحرير الفلسطينية، وتم تكليفه بتشكيل حكومة التوافق الوطني، وبالتالي لا يوجد أي تناقض".

ولم يؤكد المصدر الفلسطيني إن كان إلغاء إسرائيل لجلسة التفاوض الليلة سينسحب على جلسات أخرى مقررة حتى 29 ابريل/ نيسان الجاري، أم لا.

وكان بينيت، قد أعلن، في وقت سابق، قبل إعلان التوصل إلى المصالحة في غزة، أن على الرئيس محمود عباس، أن يختار بين المصالحة مع "حماس"، وبين السلام مع إسرائيل.

في المقابل، أشار وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إلى أن اتفاق المصالحة يعني نهاية المفاوضات. ولفت إلى أن "التوقيع على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة بين فتح وحماس، هو توقيع على نهاية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وكانت دولة الاحتلال قد ربطت، منذ أيام، بين التقدم في محادثات المصالحة الفلسطينية من جهة، وبين تعثر المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من جهة ثانية.

ويبدو أن الإعلان عن المصالحة، اليوم الأربعاء، وفق بيان رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، قد فاجأ الدولة العبرية لجهة افتقارها للمعلومات، خلافاً لما كان سائداً في السابق، عن مجريات محادثات المصالحة ومدى تقدمها، بعدما ظنّت تل أبيب أنها مجرد جولة أخرى من المصالحة، قد تكون مجرد ورقة ضغط على حكومة نتنياهو في مسألة تمديد المفاوضات وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من تحرير أسرى ما قبل أوسلو. وقد يفسّر ذلك تصريحات نتنياهو، لدى قوله "نحاول إعادة إطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي كل مرة نصل إلى هذه النقطة، يضع عباس، شروطاً جديدة يعرف أن إسرائيل لا يمكن أن تلبيها".

المساهمون