إدانات عربية لمجزرة الاحتلال في مخيم جنين وتحذيرات دولية من تفجّر الأوضاع

08 مارس 2023
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم جنين (فرانس برس)
+ الخط -

لاقى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية الذي أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين، الثلاثاء، تنديداً على الساحتين العربية والدولية، وسط دعوات لكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي تخوّفاً من انفجار الأوضاع.

وفي هذا السياق، أعربت دولة قطر، الثلاثاء، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، واعتبرته امتداداً لجرائم الاحتلال المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية.

وحذرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الرسمية "قنا"، من تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي، كما حثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها المروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجددت الوزارة في بيانها مساء الثلاثاء، التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، وكذا الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

باريس "قلقة للغاية" إزاء تصاعد العنف

من جهتها، أكّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا خلال جلسة استجواب أمام الجمعية الوطنية مساء الثلاثاء أنّ باريس "قلقة للغاية" إزاء تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولم تجب وزيرة الخارجية الفرنسية بشكل مباشر عن أسئلة نواب استجوبوها حول إمكان فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية، وفق ما أوردته "فرانس برس"، لكنّها ذكّرت بأنّ فرنسا دانت أخيراً العنف الذي يرتكبه مستوطنون إسرائيليون بحقّ مدنيين فلسطينيين.

وقالت كولونا: "نحن قلقون للغاية إزاء ما يحصل على الأرض"، محذّرة من أنّ الأوضاع تشهد "تدهوراً مستمرّاً"، فيما شددت على أنّ "العنف يولّد العنف"، مشيرة إلى أنّ فرنسا دعت الطرفين إلى تغيير سلوكياتهما.

وجدّدت كولونا التأكيد على الموقف الفرنسي الداعي للعودة إلى "أفق سياسي يصبّ في صالح حلّ الدولتين"، من أجل إرساء "سلام عادل ومستدام" للإسرائيليين والفلسطينيين.

مصر تدعو إلى تحرك دولي لإعادة التهدئة إلى فلسطين

إلى ذلك، دعت مصر، مساء الثلاثاء، إلى تحرك أميركي أوروبي أممي لإعادة التهدئة إلى فلسطين، منددة بـ"سياسة الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة"، وأحدثها لمخيم جنين للاجئين.

وأدانت مصر في بيان للخارجية، اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، مؤكدة رفضها التام لسياسة الاقتحامات المتكررة الإسرائيلية.

وأكدت أن تداعيات تلك الاقتحامات الإسرائيلية "تنذر بتدهور خطير للأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وزعزعة الاستقرار في المنطقة".

ودعت مصر "كافة الأطراف الدولية الفاعلة، وفي مقدمِها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن، إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لوضع حد للإجراءات الأحادية التصعيدية الجارية".

كما دعتها إلى "تهيئة الظروف لتمكين جهود التهدئة والتسوية السلمية لتؤتي ثمارها بعيداً عن حلقة العنف المدمرة القائمة".

الأردن يدين عدوان الاحتلال على جنين

في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتواصلة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين.

وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان صدر عن الوزارة، مساء اليوم، على الموقف الأردني بضرورة وقف التصعيد والحملات ضد الشعب الفلسطيني وبشكل فوري، محذرا من أن استمرار هذه الحملات سيؤدي إلى المزيد من التدهور، وتوسيع دوامات العنف، ويقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة.

وأكد ضرورة التحرك الفوري لوقف الإجراءات الأحادية وحماية حل الدولتين، عبر وقف جميع هذه الحملات والإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية واللاقانونية، والانخراط الجدي في مفاوضات فاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الاحتلال، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.

تركيا تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية

كما أدانت وزارة الخارجية التركية "بشدة أعمال العنف والاعتداءات المتصاعدة للمستوطنين والقوات الإسرائيلية بالضفة الغربية".

وأضافت الوزارة في بيان نقلته "الأناضول"، الثلاثاء، أن الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية اليوم على مخيم جنين وأسفر عن مقتل فلسطينيين، وأعمال العنف والترويع التي قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد سكان بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية، "لا يمكن القبول بها".

وأوضحت أن "هذه الاعتداءات والأعمال المتزايدة أدت إلى تصعيد التوتر وتغذية دوامة العنف في المنطقة، وإلحاق الضرر بالجهود الدولية الرامية لتخفيف حدة التوتر مع اقتراب شهر رمضان المبارك".

وتابعت: "نجدد دعواتنا لمنع العنف ووضع حد لهذه الاعتداءات، ونحث الحكومة الإسرائيلية على التحلي بالحكمة والتصرف بمسؤولية".

الأمم المتحدة "قلقة" من أعمال العنف في الضفة الغربية 

إلى ذلك، حث مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند إسرائيل والفلسطينيين الأربعاء على تهدئة العنف المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة.

وقال وينيسلاند في بيان نقلته "فرانس برس": "نحن في خضم دوامة عنف يجب وقفها على الفور".

وكان مجلس الامن دان في بيان في 20 فبراير/ شباط الماضي "جميع أعمال العنف ضد المدنيين" ودعا "جميع الأطراف إلى الامتناع عن التحريض على العنف".

وقال وينيسلاند: "إنني منزعج بشدة من استمرار العنف"، مديناً عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين و"الهجمات" الفلسطينية ضد الإسرائيليين. وأكد أنه "يجب على إسرائيل كقوة احتلال أن تضمن حماية السكان المدنيين ومحاسبة الجناة".

وقال وينيسلاند إن الالتزامات التي قطعها الجانبان في الأردن الشهر الماضي عندما اتفقا على "الالتزام بخفض التصعيد"، يجب أن تنفذ إذا "أردنا إيجاد طريق للمضي قدمًا". وأضاف: "يجب على الأطراف الامتناع عن القيام بخطوات أخرى قد تؤدي بنا إلى مزيد من العنف".

وخلّفت قوات الاحتلال الإسرائيلية وراءها مجزرة جديدة في مخيم جنين، بعدما اقتحمته في وضح النهار بقوة كبيرة معززة بطائرات مروحية وذخيرة متفجّرة، مستخدمةً في عدوانها، وفق ما نقله شهود عيان، قنابل حرارية وقذائف مضادة للدبابات.