الأمين العام لوزارة البيشمركة: إعلان هزيمة "داعش" من قبل بغداد كان خاطئاً

26 نوفمبر 2021
غياب التنسيق بين بغداد وأربيل ساهم كثيراً في استمرار هجمات "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت القوات العراقية سلسلة عمليات أمنية في مناطق شمالي العراق وشماله الشرقي، ضمن محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، لمطاردة بقايا تنظيم "داعش"، الذي نشط أخيراً في تلك المناطق مسجلاً عدة هجمات إرهابية راح ضحيتها العشرات من أفراد الأمن والمدنيين منذ مطلع أغسطس/آب الماضي.

وبالتزامن مع بدء العمليات؛ يؤكد أمين عام وزارة البيشمركة في أربيل جبار ياور لـ"العربي الجديد"، أن أحد أبرز أسباب انتعاش هجمات التنظيم هي الفراغات الأمنية الموجودة بين مناطق سيطرة القوات العراقية الاتحادية وقوات البيشمركة، في إشارة منه إلى ملف إدارة المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، والتي تشمل مناطق كركوك وزمار ومخمور والطوز وبلدات أخرى.

ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، صدرت عدة بيانات عسكرية لوزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة، تحدثت فيها عن عمليات ناجحة في مناطق جبال حمرين وجبال قرة جوخ والدبس ووادي الشاي ومخمور، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة بالعادة تستدعي دعماً جوياً من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لتأمين تقدم القوات البرية أو تدمير جيوب التنظيم الذي يتخذ من كهوف وشقوق طبيعية داخل جبال تلك المناطق مقرات له.

ويقول الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، الفريق جبّار ياور، إن تنظيم "داعش"، نفذ خلال الأشهر العشرة الاولى من هذا العام، (منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2021 لغاية 31 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته) 170 عملية إرهابية بخسائر وصلت إلى 837 حالة بين قتيل وجريح ومختطف من أفراد الأمن العراقي والمدنيين.

وبحسب الياور، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، فإنه سجلت العام الماضي، 230 عملية إرهابية لتنظيم "داعش"، بخسائر بلغت 812 قتيلاً وجريحاً ومختطفاً. واعتبر الياور أن إعلان هزيمة التنظيم من قبل بغداد كان خاطئاً، ويعزو ذلك إلى أن "التنظيم فقد إمارته لكن لم يُقض عليه كمنظمة إرهابية".

ويتابع أن "داعش غيّر من أسلوب عملياته العسكرية ونوعها، فكان سابقاً يُقاتل بشكل مُباشر على الجبهات، لكنه الآن تحوّل إلى مجموعات صغيرة تنفذ عمليات إرهابية مختلفة من زرع الألغام والعبوات ضد مواقع عسكرية وتحديداً في الليل، ضد القوات الأمنية مع نصب كمائن على الطرق واختطاف المدنيين والإفراج عنهم مقابل فديات تُدفع له".

ويرى أن السبب الأبرز لاستمرار هجمات "داعش" يعود إلى الفراغات الأمنية الموجودة في مناطق تماس قوات البيشمركة والقوات العراقية بدءاً من قضاء خانقين في ديالى، عند الحدود العراقية الإيرانية وصولاً إلى مناطق سحيلة بالقرب من الحدود السورية العراقية".

وينتقد ياور غياب التنسيق والتعاون المشترك بين البيشمركة والقوات العراقية، والذي أدى إلى حدوث فراغات أمنية تصل أحياناً إلى 40 كيلومتراً، والتي أصبحت ملاذاً ومعسكرات لعناصر "داعش"، مبيناً أنه تمّ البدء بتنظيم مراكز التنسيق المشتركة في تلك المناطق التي تضمُ ضبّاطاً من البيشمركة والجيش العراقي، مع تشكيل لواءين منهما لملء الفراغات الأمنية.

وفي السياق، يُحمّل عضو لجنة الأمن والدّفاع السابق، كاطع الركابي استمرار هجمات تنظيم "داعش"، تحديداً في المناطق المتنازع عليها إلى ما وصفه بـ"غياب الآلية الحقيقية للتنسيق المشترك بين الحكومة في بغداد وحكومة إقليم كردستان". مضيفاً أن "بعض الجيوب الموجودة لتنظيم داعش في مناطق عدة من شمالي البلاد ما زالت ناشطة ولم يقض عليها، وهذا يؤكد أن ضعف مستوى الجهد الاستخباري ساهم كثيراً في استمرار تلك الهجمات، ويعود ذلك أيضاً لغياب التنسيق بين بغداد وأربيل".

والثلاثاء الماضي، قالت السلطات العراقية إنها باشرت بعملية جديدة لتأمين منطقة حمرين بمساندة سلاح الجو العراقي، ضمن مساعٍ لضرب أوكار التنظيم وتجمعاته في تلك المناطق الوعرة، متحدثة عن إشراك وحدات من فصائل "الحشد الشعبي"، في هذه العملية.

العقيد السابق في الجيش العراقي والباحث الأمني، محمد العبيدي، قال لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي إن القوات العراقية ما زالت بحاجة إلى ترميم العلاقة مع المواطنين في تلك المناطق.

ووفقا للعبيدي، فإن الحرب حالياً مع بقايا التنظيم هي استخبارية بالدرجة الأولى، ولم تعد كما كانت عسكرية مجردة ومباشرة، والأهالي الآن هم المتضرر الأول من عمليات "داعش"، سابقاً وحالياً يجب أن يتم التعامل معهم كضحايا لا متهمين، وأن يتم تجاوز أخطاء سابقة من قبل القيادات الأمنية والحكومات المتعاقبة اتسمت بالإقصاء والتخوين". كاشفا عن مقترح تم التقدم به في أكثر من منطقة يقضي بتطويع أفراد تلك المناطق في الشرطة المحلية، كونهم أدرى بمناطقهم، لكن غايات سياسية ورفض "الحشد الشعبي" وبعض القوى المتنفذة، حالت دون تنفيذ ذلك لكون المقترح يعطل طموحات تلك الفصائل ويهدد مستقبل انتشارها وتواجدها بهذه المناطق".

المساهمون