"آزوف ستال".. قلعة الصناعة السوفييتية معقلاً للأوكرانيين في ماريوبول

"آزوف ستال".. قلعة الصناعة السوفييتية معقلاً للقوات الأوكرانية في ماريوبول

20 ابريل 2022
يعد المصنع العملاق آخر معاقل القوات الأوكرانية في ماريوبول (Getty)
+ الخط -

"آزوف ستال"، مصنع للمعادن والصلب في مدينة ماريوبول الساحلية، يعود تاريخه إلى الحقبة السوفييتية، ومملوك حالياً لأثرى أثرياء أوكرانيا، رينات أخميتوف، ومصنّف كأحد أكبر المصدرين الأوكرانيين، وتتجه أنظار العالم إليه اليوم، وسط ترقّب تكثيف القوات الروسية هجومها عليه بعد رفض المقاتلين الأوكرانيين المحاصرين بداخله الاستسلام.

وقد أعلنت كتيبة "آزوف" الأوكرانية القومية المتشددة مساء أمس الثلاثاء، عن تدمير المصنع بشكل شبه كامل بـ"قنابل فائقة القوة"، مؤكدة استمرار القتال حتى "آخر رصاصة".

في المقابل، أفادت وسائل إعلام رسمية روسية بخروج 120 مدنياً عبر ممر إنساني أقامته وزارة الدفاع الروسية لإخراج القوات الأوكرانية من المنطقة الملاصقة لـ"آزوف ستال". كما أعلنت الوزارة عن تطبيق التهدئة مرة أخرى اليوم الأربعاء، حتى تلقي الكتائب القومية و"المرتزقة" السلاح.

لكن ما يعزز واقعية رواية "آزوف" لما يجري، هو ما كشفت عنه صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، من تسريبات حول خطط موسكو لتوظيف القاذفات الاستراتيجية "توبوليف-22 إم 3"، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لإلقاء قنابل "فاب-3000" الجوية على "آزوف ستال" لتدميره.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا وظفت طائرات "توبوليف-22 إم 3" على نطاق واسع في سورية منذ نهاية عام 2015، مما أتاح لها تنفيذ طلعات حربية من المطارات العسكرية في الداخل الروسي، وليس فقط من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.

وعلى مدى الأيام الماضية، تابع العالم الوضع في "آزوف ستال" بعد تحوله لآخر معاقل القوات الأوكرانية في ماريوبول، بينما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن مقتل العسكريين الأوكرانيين بالمصنع والذين قدرت وزارة الدفاع الروسية عددهم بنحو 2500، سيضع نقطة النهاية في المفاوضات مع روسيا.

إلا أن وزارة الدفاع الروسية زعمت أن "المرتزقة" قرروا الاستسلام، ولكن السلطات في كييف منعتهم من ذلك، بل وجهت "آزوف" بقتل المنشقين رمياً بالرصاص، وفق الرواية الرسمية الروسية.

من جهته، توعّد حاكم جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، الذي برز اسمه بقوة كأحد قادة العمليات الروسية في أوكرانيا، بقرب السيطرة الكاملة على "آزوف ستال" والقضاء على من قال إنهم "شياطين" في أقرب وقت.

ويعود تاريخ بناء المصنع إلى فبراير/شباط 1930، حين أصدر المجلس الأعلى للاقتصاد الوطني السوفييتي قراراً بإنشاء مصنع "آزوف ستال"، ليكون واحداً من أكبر مصانع المعادن والصلب في الاتحاد السوفييتي والعالم، وجرى تشغيل أول أفرانه في عام 1931، قبل أن يتم استكمال أعمال بناء المصنع في عام 1933.

إلا أن القوات النازية دمّرت المصنع بالكامل أثناء تراجعها تحت وطأة ضربات الجيش السوفييتي في عام 1943، وبدأت أعمال إعادة بناء "آزوف ستال" في العام التالي، 1944.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، سلك "آزوف ستال"، شأنه في ذلك شأن العديد من المنشآت الأوكرانية والروسية الكبرى، طريق الخصخصة، لتستقر ملكيته في نهاية المطاف بين يدي أخميتوف، الذي قدّرت مجلة "فوربس" العالمية ثروته في العام الماضي بـ7.6 مليارات دولار.

وفي الأسبوع الماضي، وصف أخميتوف ما يجري في ماريوبول بأنه "مأساة عالمية ونموذج عالمي للبطولة"، واعداً بالإسهام في إعادة إعمار المدينة التي "ستبقى أوكرانية إلى الأبد" بالنسبة إليه.

المساهمون