الأسد وحلفاؤه

الأسد وحلفاؤه

17 ابريل 2014

حزب الله يشيع أحد قتلاه في سورية (أرشيفية أ.ف.ب)

+ الخط -
طفت على السطح، في الأيام الأخيرة، مسألة العلاقة بين النظام السوري وحلفائه في إيران وحزب الله، فقد شهدنا طفو حساسياتٍ، ربما تربك العلاقة في الفترة المقبلة. على الأرض، جرى حديثٌ عن توترات، وبعض الصدام العسكري، ورفض عناصر في حزب الله الخضوع لقيادة جيش النظام. وفي الإعلام، جرى وقف تغطية أهم محطتين فضائيتين دعمتا النظام، قناتي الميادين والمنار، وقتل مراسل "المنار" وطاقم التغطية في معلولا. وعلى صعيد التصريحات، لم يخفِ لا حزب الله، ولا قادة إيرانيون، أنهم من أبقى بشار الأسد في السلطة إلى الآن. ما استرعى رداً على لسان بثينة شعبان.

ما ظهر في التصريحات الإيرانية، ومن قبل حسن نصر الله، يعبّر حقيقةً عن الوضع، حيث كان واضحاً أن قوة النظام تهاوت في نهاية سنة 2012. فقد ظهر أن معظم الجيش السوري بات محيداً، نتيجة احتقانٍ أخذ يعيشه، كون عناصره من الشعب الذي يقصف ويقتل، وأَن هذه ليست مهمته. وتوضّح أكثر أَن النظام يعتمد، أساساً، على الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وبعض من الوحدات الخاصة، وكمٍّ من الشبيحة تدربت على يد عسكريين من إيران وحزب الله (صرّح قائد في الحرس الثوري أنهم دربوا بين 20 إلى 30 ألفاً قبيل الثورة). وهذه استهلكت، في سنة ونصف السنة من الثورة، (ويُظهر ذلك العدد الكبير من القتلى في الساحل السوري)، وباتت مهزوزة.

ظل الوضع كذلك إلى شهر مايو/ أيار سنة 2013، حيث تدخلت قوات حزب الله، وبدأت دورها المباشر في القصير (على الرغم من وجود أعداد من الحزب وخبراء إيرانيين منذ بدء الثورة). ولم تستطع الكتائب المسلحة حسمه، نتيجة تدخلاتٍ إقليمية منعت سقوط النظام. بعد ذلك، بات واضحاً أن من يقاتلون فعلياً هم قوات حزب الله، والقوى الطائفية العراقية التي أرسلتها إيران (عصائب أهل الحق وحزب الله العراق وفيلق بدر ولواء أبو الفضل العباس وغيرها)، وقوى من الحرس الثوري (بمن في ذلك طيارون)، مع مجاميع أخرى من "القوميين" وروسيا وغيرها. لكن، ظل حزب الله الأساس في هذا الصراع. وبات واضحاً أن "كل المنجزات" تتحقق من خلاله (القصير ويبرود). وهذا أصلاً ما ردده بشار الأسد، قبل مدة، أمام وفد من "القوميين"، فقد قال إنه لولا السيد حسن نصر الله لسقط النظام.

الآن، يقول حسن نصر الله، وقادة عسكريون وساسة إيرانيون ذلك. وهو ما يعريّ النظام، ويظهره عاجزاً عن الحكم. وبالتالي، ليس أمامه سوى أن يخضع لإرادة النظام الإيراني. لكن، هذا يظهر أن الثورة السورية تقاتل ليس النظام فقط، بل تقاتل حزب الله بكل القوى التي دربها لـ "مواجهة إسرائيل"، ومجاميع القوى الطائفية العراقية التي دربها الحرس الثوري الإيراني، وقوات من الحرس الثوري نفسه. وعلى الرغم من ذلك، تحققت انتصاراتٌ عسكرية، في ظل حصار كبير على تسليحها ودعمها مالياً، وفي ظل اختراقها بقوى أصولية "جهادية"، تعمل لخدمة النظام نفسه، أو لخدمة دول إقليمية، لا تريد للثورة أن تنتصر، بل تريدها أن تتحوّل إلى مجزرة، وأن تضعف سوريا البلد، وينتهي الأمر بسلطةٍ ضعيفةٍ، تُفرض في اتفاق "دولي"، حلاً لـ "حرب أهلية"، أو "طائفية". وبالتالي، يشطب بأن سوريا شهدت ثورة كبيرة أصبحت محط جهد عالمي لتدميرها.
لكن، بالضرورة ستنتصر الثورة، على الرغم من ذلك كله.