القمة الخليجية المغربية

القمة الخليجية المغربية

01 مايو 2016
+ الخط -
جاءت القمة المغربية الخليجية رداً على المستجدات الأخيرة المتسارعة، والتي تنذر بكارثة أمنية تمس باقي الدول العربية، المغرب والجزائر والأردن والخليج العربي.
الخريف الكارثي مخطط أميركي يستهدف إطاحة الأنظمة العربية، وفقاً للتوازنات التي تلائم أميركا وإسرائيل، بغية إيجاد أنظمة جديرة بالانحناء والطاعة لكل قرارات أميركا، لتدجين دولنا العربية الإسلامية وإخضاعها لتوجيهاتها ولمصالح إسرائيل في التوسع والتحكم في منطقتنا العربية الإسلامية.
بعد أن أغرقتنا أميركا بالتطرف الطالباني والداعشي، وبعد أن خلقت الفتنة، ودعمت النعرات الطائفية والحروب الداخلية، وعرضت سمعتنا كأمة إسلامية متسامحة، ليصبح الإسلام عدواً والمسلمون إرهابيين، ولتجمع شعوب العالم ضدنا وضد حضارتنا وثقافتنا وقيمنا، وتغير نظرة العالم للإسلام من دين متسامح إلى غازٍ متوحش يخلق الفتن ويزرع الدمار.
بعد أن تدخلت أميركا في العراق وليبيا ودمرتها، وزعزعت استقرار مصر واليمن وتونس، ها هي تقترب من المناطق الآمنة في المغرب أساساً والجزائر ودول الخليج، بمناوراتها مع إيران فيما يخص الاتفاق النووي الغربي الإيراني، وتدعيم إيران لتصبح لها مكانة وازنة في الخريطة الدولية. كما أنها دعمت الأمم المتحدة في شخص بان كي مون لإحداث فتنة عارمة ضد المغرب، باعتبارنا دولة تخرق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتقهر الحريات في منطقة الصحراء، ضغطاً منها لقبولنا باختيار الاستفتاء خياراً وحيداً، وطمس مبادرة الحكم الذاتي التي عرفت مساراً متقدماً في الصراع المغربي الجزائري، بهدف تقوية النعرات بين المغرب والجزائر لزعزعة أمن النظامين معاً وإغراقهما في الدماء والحروب والنعرات في إطار مخطط واسع يهدف إلى خلخلة الأمة العربية.
جاءت القمة المغربية الخليجية في فترة دقيقة تتسم بتفكك الأمة العربية وتصدعها، أملاً في تقوية الجبهة المتبقية والآمنة في مواجهة مخطط التآمر ضد وحدتنا الوطنية وسيادتنا العربية.
من مصلحة دول الخليج والمغرب تقوية التعاون الأمني والاقتصادي لصد المؤامرات المحاكة ضدنا، درءاً للأضرار، وصرخة واضحة في وجه أميركا التي تلعب بالنار، وتأتي على الأخضر واليابس، تحكمها المصلحة الذاتية ومنطق التحكم الشامل في الخريطة الدولية.
توجه المغرب للتعاون القوي الاقتصادي مع روسيا والصين والهند، والتحرّكات الملكية الجديدة في الانفتاح على الدول الشرقية، ودعم التجارة الحرة بيننا وبين هذه المناطق، إضافة إلى القمة التاريخية المغربية الخليجية وغيرها، لا بد أن تقوي موقفنا العربي، وأن تجعل أميركا تفكّر في مصالحها لتتراجع عن هجمتها الشرسة، ومؤامرتها ضد ما تبقى من استقرار عربي في المنطقة.
906550B4-94E2-48C5-BF2B-2AEA240AC8FF
906550B4-94E2-48C5-BF2B-2AEA240AC8FF
منصف بندحمان (المغرب)
منصف بندحمان (المغرب)