أزمة اللاجئين السوريين

أزمة اللاجئين السوريين

04 سبتمبر 2015
+ الخط -
بعد مرور خمس سنوات تقريبا على المظاهرات السلمية في سورية، و التي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية متعددة الجبهات والأطراف، وبعد نفاذ كل المسوغات الإعلامية لحشد التعاطف مع المعارضة السورية تارة، ومع النظام السوري تارة، من جهتي الإعلام المحرضتين والداعميتن طرفي النزاع، تعيد صور الأطفال والنساء جثثا على شواطئ أوروبا سورية إلى مشهد التعاطف من جديد، ولكن بقراءات متعددة، فالنظام السوري ليس المتسبب الوحيد في هذه الكارثة الإنسانية، التي تصدرت المشهد الإعلامي فجأة. وإنما أيضاً النظام العربي المساهم في الحرب الدائرة في الشام، القوى الإقليمية التي ساهمت في مرور كل هذه الأعداد، القوى الغربية والإقليمية المتماطلة في تدخل دبلوماسي ينهي الأزمة السورية.
مهاجرون من الشرق الأوسط على أبواب أوروبا، أوروبا المتهالكة اقتصاديا، اليونان والمجر مثلين، هل هي وسيلة ضغط جديدة لتحميل القوى الغربية، خصوصاً ألمانيا وفرنسا، مسؤولية النزاع السوري، ودفعهما لتبني قرار أكثر صرامة ضد النظام السوري مثلا؟ أم هل هي وسيلة من النظام السوري للتسريع بقول الغرب بحل ينهي الأزمة، ويعيد هؤلاء إلى أرضهم، حتى إن لم يتنحَّ الأسد؟ أم أن الأمر يخلو من دوافع سياسية، بل هو انفجار إنساني لأزمةٍ دامت خمس سنوات؟
لكن، كيف لأوروبا أن تتحمل تبعات أزمات الشرق الأوسط وحدها؟ أين هم أهل الحزم ومعيدو الأمل من لاجئي سورية، لا يمكن للأردن ولبنان، وهما لفقيريتان اقتصادياً، تحمل تكلفة اللجوء الجماعي لمئات آلاف السوريين، دول الخليج معنية بما يحدث، ولها اليد الطولى فيما يقع ويحدث في سورية الآن، إلى جانب إيران وتركيا، وهذا ما تحدث عنه نشطاء كثيرون، بتهكم وحسرة، إن كان الإعلام الخليجي يدفع بصور ومشاهد اللاجئين السوريين، أو النازحين عبر شواطئ ليبيا، لكسب التأييد والتعاطف وإظهار بشاعة النظام السوري الذي دفع شعبه إلى الفرار لمجرد أنه لا يريد التنحي، فالأولى لهم ولداعمي هذا الإعلام استقبال اللاجئين ومد يد العون لهم، لكن ربما لا يريد المهاجرون السوريون الهجرة إلى بلدان أنظمتها نسخ مطابقة للنظام السوري.
الرئيس الأسد وزبانيته بشعون، قتلة مجرمون فرطوا في دولتهم وفي شعبهم، وقوى من المعارضة السورية أثبتت ولاءها لأجندة إقليمية لا للشعب، مزقوا البلاد وأغرقوا العباد، وداعش وباقي الحركات التي تحارب بأجندة إسلامية كذلك أشد بشاعة، فمشاهد النزوح الجماعي لأهل الشام، ما يعانونه في دول أشد طائفية وعنصرية، كالمجر ومقدونيا والنمسا، أمر مخز للنظام وللمعارضة ولدول أخرى.

DF27E75E-E5BD-4F5F-A84B-F087ECD90A04
DF27E75E-E5BD-4F5F-A84B-F087ECD90A04
ماء العينين بوية (المغرب)
ماء العينين بوية (المغرب)