إنهم يكتبونني

إنهم يكتبونني

25 مايو 2015

سعد الله ونوس: الحقيقة إبرة في مزبلة

+ الخط -
* "لا أحلم بأن يشرب الذئب مع الخروف من وعاء واحد. هذا حلم كبير، لا أحلم بأن يتوقف الناس عن متعة القتل، إن هذا مستحيل. كل حلمي أن يظل القاتل قاتلاً والقتيل قتيلا، من دون أن يختلط عليّ اليد التي غرزت السكين، والقلب الذي تلقى الطعنات. هابيل حبيبي، أفرح به حين يرفض مد يده، ليبادل ابن أمه طعنة بطعنة. قابيل حبيبي، أفرح به وهو يبكي من الألم حين رأى جثة أخيه عارية، محرومة الروح، في العراء، أحلم بالحياة، حلبة مصارعة بالعدل، بين الخطأ والندم، لا منتصر فيها ولا مهزوم". 

الشاعر المصري عماد أبو صالح

* "الحقيقة إبرة في مزبلة".
الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس
* "لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا، على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ، وبين أصدقائِنا.. لا بأسَ أن نموتَ، مَرَّةً، ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ، ليس فيهما سوى الشُّحوبِ، لا خُدوشَ فيهما، ولا قُيودْ، لا رايةً، ولا عَريضَةَ احتِجاجْ، لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ، وليس في قُمْصانِنا ثُقوبْ، وليس في ضُلوعِنا أَدِلَّة، لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ، لا الرصيفُ، تحتَ خَدِّنا، وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّْ، يحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضاتْ، وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ، غَيرَ عابِئين بالأيامِ، تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ، لعلَّ "غَيْرَنا"... يُغَيِّرونَها".
الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي
* "على الكاتب أن يكون أربعة أشخاص: المجنون الذي تستبد به فكرة على نحو غير سوي ـ الغبي ـ صاحب الأسلوب ـ الناقد، رقم 1 يوفر المادة، 2 يدعها تتجلى، 3 هو الذوق، 4 هو الذكاء، الكاتب العظيم يجمع الأربعة كلهم، لكن يمكنك مع ذلك أن تكون كاتبا جيدا برقمي واحد أو اثنين فقط، فهما الأكثر أهمية".
الكاتبة الأميركية سوزان سونتاج من كتاب (ولادة ثانية ـ اليوميات المبكرة) ترجمة عباس المفرجي
* "كل مرة يستسلم فيها المرء للغرور، كل مرة يفكر ويعيش فيها المرء كرمى للإبهار يرتكب خيانة... ليس من الضروري أن يسلّم المرء نفسه للجميع، بل فقط لأولئك الذين يحبهم، لأنه حينذاك لن يكون تسليم نفسه في سبيل الإبهار، بل من أجل العطاء فحسب، ثمة الكثير من القوة في الإنسان الذي لا يُبهِر إلا حين يستوجب عليه ذلك. للمضي حتى النهاية، ذلك يعني كيفية حفاظ المرء على سره، أنا عانيت من كوني وحيداً. لكن، في سبيل الحفاظ على سري، تغلبت على الوحدة، واليوم أنا لا أعرف مجداً أعظم من مجد العيش وحيداً أو مجهولا. أن أكتب ذلك هو فرحي العميق".
الكاتب الفرنسي ألبير كامي
* "يقول نيتشه: "لا أستطيع وضع اختلاف بين الدموع والموسيقى"، من لا يستوعب هذا فورا لم يعش في حميمية الموسيقى قط، كل موسيقى حقيقية تخرج من الدموع، لأنها ولدت من الندم على الفردوس".
إميل سيوران
* "لن نكف عن الاستكشاف، وستكون غاية تقصينا كله، أن نصل إلى المكان الذي منه انطلقنا، وأن نعرفه للمرة الأولى".
ت. س. إليوت من ديوان (رباعيات أربع) ترجمة توفيق صايغ
* "لم أكن أريد أن أكبر في السن إذ تنقلب الحياة بعد سن الثانية عشرة إلى مزبلة، وينقلب الناس إلى قمامة. لذلك، أقول إن الطفولة هي أسعد فترات حياتنا، وذكرياتها هي ممتلكاتنا الغالية، والأكثر قيمة، وكل ما عدا الطفولة هو تراكم قميء للإهانات والحماقات".
من رواية (زجاج مكسور) لـ آلان مابانكو ترجمة عادل أسعد الميري
* "..أنتم يا من ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه، فكّروا عندما تتحدثون عن ضعفنا، في الزمن الأسود الذي نجوتم منه، كيف كنا نخوض حرب الطبقات، ونهيم بين البلاد، نغيّر بلدًا ببلدٍ أكثر مما نغيّر حذاءً بحذاء، يكاد اليأس يقتلنا حين نرى الظلم أمامنا، ولا نرى أحدًا يثور عليه، نحن نعلم إن كرهنا للانحطاط يشوّه ملامح الوجه، وإن سخطنا على الظلم يُبَحّ الصوت، آه ، نحن الذين أردنا أن نمهد الطريق للمحبة، لم نستطع أن يُحب بعضنا بعضًا. أما أنتم فعندما يأتي اليوم الذي يصبح فيه الإنسان صديقًا للإنسان، فاذكرونا وسامحونا".
برتولت بريخت من قصيدة (حقًا إنني أعيشُ في زمنٍ أسود) ترجمة الدكتور عبد الغفار مكاوي
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.