صفاء خطيب تنشئ "استوديو بغداد" في شوارع القدس

صفاء خطيب تنشئ "استوديو بغداد" في شوارع القدس

05 مايو 2014
لإعادة الاعتبار إلى الوجود العربي في فلسطين
+ الخط -
نصبت صفاء خطيب، 19 عاماً، معدّات التصوير الرقمية المتطورة على الرصيف قرب باب الساهرة، أحد الأبواب الرئيسية لسور مدينة القدس القديمة. استعارت كرسياً بلاستيكياً من أحد المحلات التجارية في شارع صلاح الدين الأيوبي، وبدأت تطلب من المارّين الجلوس لالتقاط صور لهم: ذلك هو استوديو بغداد.

"استوديو بغداد" جزء من مشروع تصوير جامعي "يتعلّق بالحيّز والمكان".  صفاء التي جاءت من قرية كفر كنا شمال الناصرة في فلسطين المحتلّة، مأخوذة بتفاصيل القدس وحياتها وأسرارها. اختارت لمشروعها فكرة تسجيل الوجود العربي الفلسطيني من أمام الأماكن المهدّدة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال.


تدرس صفاء في أكاديمية إسرائيلية تعتبر نفسها الرائدة في مجال الفنون، وتشكل في حدّ ذاتها مثالاً على المكان المُصادَر، إذ أُقيمَت على أراضي قرية العيسوية. وهي تشرح لـ"العربي الجديد" فكرتها: هي محاولة إحياء الاستوديو الخارجي الكلاسيكي في قالبٍ حديث، ففكّرت في العودة إلى الشارع باعتباره الحيّز الأوسع الذي يشهد على الوجود البشري.

أما عن الاسم "بغداد"، فتقول صفاء إنّها تحاول عبر ذلك "التذكير بالعمق الحضاري العربي الكبير الذي يجمع المدينتين، بعدما أوهمتنا الحدود وسلطات الاحتلال، باختلافه، أننا منقطعو الصلات".

في خلفية الصورة التي كانت تلتقطها صفاء "مبنى البريد"، وهو مبنى ضخم يعود تاريخه إلى فترة حكم الأردن ما بين النكبة والنكسة، وتشغله الآن مكاتب شرطة الاحتلال بالإضافة إلى فرع سلطة البريد الإسرائيلي. وقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً خبر استيلاء جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على أكثر من 1000 متر مربع داخل المبنى بتمويل صهيوني – أميريكي سخيّ بهدف تحويله إلى مدرسة دينية يهودية.

أما المحطة الأولى للاستوديو فكانت أمام "باب المجلس"، أحد أبواب المسجد الأقصى، باعتبار الأقصى: المكان الأبرز في القدس، والمستهدف بالتقسيم المكاني والزماني ما بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين. على ما تقول صفاء.

ولأنّ شرطة الاحتلال تمنع إدخال معدّات التصوير الثقيلة إلى الأقصى في كثير من الأحيان، فقد كان "باب المجلس" أقرب النقاط إليه. فهو شَهِدَ في مرّات عدّة مواجهات ضد جنود الاحتلال.

الفكرة لاقت ترحيباً من المقدسيين، وستنتقل إلى محطّات جديدة منها حيّ البستان المهدّد بالهدم لإقامة حدائق توراتية يهودية مكانه، حسب صفاء، التي ترى أنّه من "الضروري وجود محطة في غرب القدس، لتشهد على الوجود والتاريخ العربي في الحيّز الذي أراد بعض أن يبعد عن مخيالنا، كما لو أنّه ليس لنا".

 

المساهمون