صوفيا لورين... 80سنة من الجمال بلا سيليكون

صوفيا لورين... 80سنة من الجمال بلا سيليكون

01 أكتوبر 2014
صوفيا لورين تحتفل بعامها الثمانين (Getty)
+ الخط -
كتبت على ورقة صغيرة وخبّأتها: "سأصبح نجمة". هذه الجملة القصيرة، بما تحمله من تحدّ وإصرار، وُجِدَت مكتوبة بخطّ طفولي على ورقة دفتر مدرسيّ مهترئ، في أحد البيوت الفقيرة ببلدة ريفية اسمها بوتسوولي تابعة لمدينة نابولي الإيطالية، حيث عاشت هناك من سيعرفها العالم أجمع فيما بعد باسم "صوفيا لورين".
وفي البلدة ذاتها تكبر الطفلة الصغيرة مع أخت وحيدة وامرأتين: أم شابة مهجورة بعدما رفض حبيبها الاعتراف بطفلتيه منها، وجدّة كادحة تملك حانة فقيرة يرتادها رجال البلدة.
قبل أيام، احتفلت صوفيا لورين، المولودة في روما يوم 20 سبتمبر/أيلول 1934، بعامها الثمانين. قصّة لورين معروفة، وتكاد تكون هي القصة المعتادة في صناعة الأيقونات الفنية، لكنّ قصتها تحديداً تتميّز عن قصص غيرها من الأيقونات الفنية بما هو أكثر درامية. فهي ابنة غير شرعية رفض والدها المهندس الناجح وشديد الثراء الاعتراف بها وبشقيقتها، لتحيا مع أم مكسورة في فقر لا حدود له، إلى درجة اضطرّت صوفيا لورين للعمل في أيّ شيء لمساعدة الأم التي تعزف البيانو وتهوى التمثيل، ومساعدة الجدّة التي تملك حانة كانت هي المصدر الرئيسي لدخل الأسرة الصغيرة المكوّنة من الإناث.
حين اندلعت الحرب العالمية الثانية، كانت صوفيا لورين في الخامسة من عمرها، وبالرغم من كلّ هذه الظروف، تخطّ يد الطفلة الصغيرة عبارتها السابقة: "صوفيا شيكولوني ستصبح في يوم ما نجمة سينمائية"، ويبدو أنّه الإصرار الذي جعلها تحقق ما حلمت به، بل وأكثر.
لستُ بصدد الكتابة هنا عن أفلام صوفيا لورين، أو عن رحلتها الطويلة في السينما، بل أكتب لأستعيد هذا الحضور الطاغي للأنوثة العصيّة على الوصف. فالذي أطلّت به هذه المرأة على العالم، من أنوثة مملوءة بجمال غجريّ نادر، ميّزها عن غيرها من فنانات إغراء. إذ قدّمت صوفيا لورين لنا إغراء الفتاة الفقيرة المتمرّدة، والمرأة التي لا تخضع كرامتها بسهولة تحت ثقل حضور الذكر، أيّاً يكون.
حين بدأت صوفيا لورين انطلاقتها السينمائية من العاصمة الإيطالية روما في الخمسينيّات، لم يعجب طولها الفارع المنتجين السينمائيين حينذاك. تخوّفوا من أن يكون طولها عقبة في تهافت الرجال عليها، لكنّها في عام 1954 وقفت أمام أنطوني كوين في فيلم "Attila". وفي عام 1957 تعرّف المنتج الإيطالي كارلو بونتي على صوفيا لورين وبدأ في اكتشاف وجوه أخرى داخل الفاتنة الشابة. هنا قرّر أن يتعلم اللغة الإنجليزية تحت أيدي متخصّصين وخبراء لتنطلق إلى هوليوود. ووقع كارلو بونتي في حبّ السندريلا الآتية من الفقر المدقع وتزوّجها. ومن ثم أخرجها إلى العالم بوصفها قنبلة الإيروتيكا الجديدة، صاحبة الجسد العفي الفارع والريان، الجسد في أقصى لحظات جموحه وشهوانيته.
في أميركا تقاسمت لورين البطولة في فيلم "العاطفة والكبرياء" أمام نجم هوليوود حينذاك، الأميركي غاري غرانت. وقتها كانت برجيت باردو متربّعة على عرش الإغراء في السينما الأميركية، وتنافسها بضراوة من حين إلى آخر أسماء أخريات مثل مارلين مونرو وكلوديا كاردينالي وإليزبيث تايلور وغيرهنّ.
اليوم صوفيا لورين، الحاصلة على جائزة الأوسكار مرّتين (عن فيلم "امرأتان" في 1961، وعن مجمل أعمالها السينمائية في 1991)، تبلغ عامها الثمانين. وتعلن عن إصدار سيرتها الذاتية قريباً، تحت عنوان "أمس واليوم وغداً - حياتي"، عنوان فيلمها الشهير مع شريكها الدائم مارشيلو ماستروياني وإخراج فيتوريو دي سيكا.
وما إن أعلنت لورين عن اقتراب صدور سيرتها الذاتية حتّى بدأت الصحافة العالمية تتحدّث عن اقتراب اكتشاف كنز مهم من الأسرار الفنية، سيعيد إلى الأذهان أسماء كثير من علامات السينما العالمية، ممن اقتربوا من الديفا الإيطالية في سنوات مجدها الهوليوودية، أمثال فرانك سيناترا وغاري غرانت وريتشارد بورتن ومارلون براندو وأنطوني كوين وعمر الشريف

دلالات

المساهمون