الخلّ العدنيّ البلديّ بين المطبخ وتنوّع فوائده

الخلّ العدنيّ البلديّ بين المطبخ وتنوّع فوائده

16 اغسطس 2014
للخل العدني عدة فوائد داخل المطبخ وخارجه (Getty)
+ الخط -

تقوم أسرة "البند" منذ نحو 90 عاماً، باستزراع واستصلاح أشجار النخيل التي تُسمّى محلياً بـ"الطاري" والاستفادة منها في استخراج مادة الخلّ الطبيعي الذي يحظى بطلب مستمر في الأسواق اليمنية، في محافظتي عدن ولحج، كما تطلبه بعض الأسر الخليجية عن طريق المسافرين نظراً لجودته.

يتحدّث علي أحمد البند "35 عاما"، عن استخراج تلك المادة، قائلاً إنهم يقومون بتقشير الشجرة من جميع الأوراق المحيطة بها ليبقوا الجذع في مواجهة الشمس لفترة أسبوع، ثم يقومون بعده بقطع الجذع لتبدأ عملية تقطير المادة السائلة في إناء مربوط إلى الجذع.

وبعد ذلك يقومون بتجميع هذا السائل في عدد من الأواني الممتلئة ووضعها في خزان كبير الحجم، وبعد ملئه يحكم إغلاقه مدة 40 يوماً، يصبح بعدها جاهزاً للتسويق.

"البند" أضاف أنه وإخوانه توارثوا هذه المهنة التي تقتصر على أسرته، من والده المتوفى عام 1989، وكان الأخير ورثها عن والده، مشيراً إلى أنهم يتوارثونها ويورثونها لأبنائهم الذين بدأوا المشاركة في هذا العمل.

ويُستخدم الخل الطبيعي العدني في تحضير العشار، وهو من أهم المقبلات التي تحرص الأسرة في عدن والمناطق المجاورة على اقتنائها، وتتكون من: خل وملح والبسباس (الشمر) والحبة السوداء وليمون حامض تعرض للشمس عشرة أيام في إناء زجاجي. كما يستخدم هذا الخل في إعداد بعض أنواع الحساء والأطعمة في اليمن.

وأضاف قائلاً: "نجد المتعة وسط أشجار الخل عندما نعد الطعام بالطريقة الريفية ونرعى الأغنام وسطها، ونتناوب أنا وإخواني في العمل (كخلية النحل) ونقوم بتجهيز المادة، ورغم أننا نلاحظ أن الاستثمار التجاري المتمثل في بناء المدن السكنية والتجارية يقترب من أراضينا الزراعية، إلا أننا مستمرون في هذه المهنة التي نفتخر بها، ومن خلالها نقوم بتصدير مادة الخل الطبيعي، ونخدم بها المجتمع اليمني والخليجي".

أمّا عن أهمية الخل في الناحية العلاجية والتجميلية، قال "البند" إنه مهم ضد أنواع من البكتيريا والديدان، فضلاً عن فائدته في تجميل الوجه والبشرة.

ويتفق معه الطبيب هشام التوم، الذي يعمل في مركز طبي بعدن، حول فوائد الخل العدني الصحية، لكنه اشترط لذلك الاحتفاظ به في ظروف صحية مناسبة، ورأى في حديثه لمراسل الأناضول أن الخل مهم كعنصر مصاحب للغذاء، خصوصاً في الوقاية من بعض الأمراض الناجمة عن التغذية غير الصحية، ومنها أمراض المعدة من خلال القضاء على البكتيريا المسببة لها.

من جهته، قال بشير حسان (تاجر) إن "الخل الطبيعي العدني لا يزال يحتفظ بشهرته والطلب عليه، رغم وجود مواد مماثلة مستوردة، وذلك بسبب جودته ونكهته المميزة".

وأضاف أن الطلب يتزايد من بعض المستهلكين في مواسم العيد ورمضان، وفي بعض المناسبات الاجتماعية كالزواج حيث يتم استهلاك كمية كبيرة منه. أما حليمة حامد (ربة منزل) فقالت إن "الخل الطبيعي مجرب لديهم وهم مداومون على استخدامه لجودته ودخوله في كثير من التحضيرات وفي أحيان أخرى كعلاج لعدد من الأمراض، كما يستخدم للتجميل".

دلالات

المساهمون